الدعم الإيراني للحوثيين …سياسة تدميرية وجهود دولية لمكافحته
الرشاد برس | تقرير /صالح يوسفكثفت إيران من دعمها الامحدود للمليشيا الحوثية بالاسلحة والمتفجرات والمسيرات خلال الفترة الاخيرة وخاصة في 2022 وبداية 2023، وذلك، من خلال توالي السفن المحمّلة بالأسلحة والمتفجرات، وكذا الحشيش والمخدرات، والتي قامت بإرسها إلى مليشيا الحوثي، وتم إعلان القبض على بعض منها في المياه الإقليمية واليمنية.
وكشف الصحافة الأمريكية، أن مصادرة شحنات الأسلحة الإيرانية التي كانت في طريقها إلى الحوثيين مؤخرا تأتي في سياق “جهد أمريكي -أوروبي منسق يهدف إلى الضغط على إيران وإفشال خططها التدميرية في المنطقة”.
وقالت بريطانيا إنها قدمت لأول مرة أدلة على أن إيران تزود المتمردين الحوثيين بأسلحة متطورة في اليمن، بعد العثور على صور للاختبارات التي أجريت في مقر الحرس الثوري في طهران، داخل قرص صلب لطائرة بدون طيار ضبطتها البحرية الملكية البريطانية.
ووفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس «AP»،
حوادث متكررة
تتكرر حوادث الاستيلاء على سفن ايرانية وسفن مجهولة في عرض البحر من قبل سفن المراقبة الامريكية والاسبانية والبريطانية وفي العام المنصرم 2022 تكررت تلك الحوادث بشكل ملفت لتدل على ان الحرس الثوري الايراني مستمر في دعم المليشيا وماض في زعزعة استقرار اليمن ومن تلك الحوادث احتجاز السفينة الإماراتية “روابي” حَمَلت بصمات إيرانية؛ باعتبار ذلك العمل يفوق قدرة الحوثيين، الأمر الذي أكد على الدور الإيراني في القيام بذلك العمل، وطلبها من وكلائها الحوثيين، تبنّي تلك الحادثة، وسط تحذيرات من عواقب التصعيد الإيراني بالقرب من الممرات الدولية، وحركة الملاحة البحرية والتجارة الدولية.
وجاء احتجاز السفينة الإماراتية، بعد نحو أسبوع من إعلان البحرية الأمريكية، ضبط شحنة أسلحة تضم نحو 1400 بندقية من طراز AK-47 و226600 طلقة ذخيرة من سفينة اصطياد إيرانية شمالي بحر العرب كانت في طريقها للحوثيين.
وقالت قيادة الأسطول الأمريكي الخامس في بيانها، إن السفينة نشأت في إيران، وعبرت المياه الدولية على طول طريق يستخدم تاريخيًا لتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن طاقم السفينة المكون من خمسة أفراد عرفوا عن أنفسهم بأنهم يمنيون وسيُعادون إليها.
لم يمض عدى أسبوعين، حتى أعلنت القوات البحرية الأمريكية، اعتراض سفينة أمريكية في 18 يناير 2022م سفينة إيرانية كانت تحمل 40 طنا من السماد الذي يمكن استخدامه لصناعة المتفجرات أثناء إبحارها من إيران على طريق استخدم في الماضي لتهريب الأسلحة إلى ميليشيا الحوثي في اليمن.
وفي منتصف آذار/مايو 2022، أعلنت القوات البحرية الأميركية المشتركة، ضبط شحنة مخدرات من على متن سفينة صيد إيرانية في المياه الدولية بخليج عمان جنوبي اليمن، وقدّرت الكمية التي تم ضبطها بنحو 640 كيلوغرامًا من الميثامفيتامين بقيمة 39 مليون دولار، في الفترة من 15 إلى 16 مايو”.
جاء هذا الإعلان الأمريكي بضبط شحنة جديدة من المخدرات، بالتزامن مع بدء سريان الهدنة الأممية في اليمن والتي دخلت حيز التنفيذ مطلع نيسان/أبريل 2022، وهو ما اعتبره مراقبون تأكيدا على استغلال إيران للهدنة لدعم ميليشياتها بالأسلحة واغراق الأسواق اليمنية بالمخدرات.
وكشفت البحرية الأمريكية حينها، عن تنفيذ تسع عمليات ضبط ناجحة للمخدرات منذ يناير وحتى مايو 2022، مما أدى إلى مصادرة الهيروين والميثامفيتامين وحبوب الأمفيتامين والحشيش بقيمة إجمالية قدرها 130 مليون دولار.
ومطلع يونيو 2022، أعلنت السطات الأمنية بمحافظة المهرة شرقي اليمن، الثلاثاء، القبض على سفينة إيرانية، كانت تقوم بإنزال المواد المخدرة على ساحل مديرية حوف، وأكدت إلقاء القبض على كل من كان على متن السفينة الإيرانية، وعددهم ستة أشخاص، خمسة من الجنسية الإيرانية وسادسهم يحمل الجنسية الباكستانية.
وأكد وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، في تصريح له عقب القبض على السفينة الإيرانية في المهرة، أن مليشيا الحوثي تعمل على تمويل حربها على اليمنيين من الاتجار بالمخدرات وكل أعمال السوء.
لم يمض سوى أسبوع فقط حتى أعلنت الحكومة البريطانية، مصادرة أسلحة إيرانية متقدمة في خليج عمان كانت متجهة لمليشيا الحوثي في اليمن، مشيرة إلى أنها رصدت سُفنًا صغيرة تبتعد عن الساحل الإيراني مع “شحنة مشبوهة على ظهر السفينة”.
وأشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أن بيان الحكومة البريطانية كان لافتًا للنظر في أنه قدم بعض أقوى النتائج حتى الآن بأن طهران تسلح الحوثيين ضد التحالف العسكري الذي تقوده السعودية بأسلحة متطورة مهربة عبر الخليج العربي.
سياسة تدميرية
ترتكز السياسة الإيرانية في اليمن على دعم وكلائها في المنطقة بواسطة الدعم اللا محدود بالاسلحةوالمتفجرات والمخدرات وزعزعةالامن والاستقرار في البحر الاحمر ومضيق باب المندب وارسال الصواريخ والمسيرات لضرب الجيران وزعزة امن الخليج
ويعتبر الحرس الثوري الإيراني هو جهاز طهران المكلف بتنفيذ السياسة الإيرانية من خلال تمويل وتسليح وتدريب الحوثيين. وتعتمد إيران على وحدات الحرس الثوري 400 و190 لتهريب الأسلحة إلى المليشيا في مناطق المواجهات مع قوات الحكومة اليمنية.
يقول الباحث /علا ناصر ..لم يكن لدى المليشيا الحوثية قبل انقلابها على السلطة الشرعية أي قدرات متطورة لتصنيع الأسلحة، واعتمدت بشكل مباشر في قدرتها على الاستفادة من الفوضى.
حيث مولت إيران الحوثيين قبل اجتياحهم للعاصمة صنعاء في عام 2014. وكان يتم تسليم معظم التمويل المقدر بـ1025 مليون دولار، من باب المجاملة من السفارة الإيرانية في صنعاء، في شكل دعم للأنشطة الثقافية والدينية.
ويعكس هذا التمويل أحد أعمدة السياسة الخارجية التخريبية لإيران – الدعم الثقافي والديني للشيعة في جميع أنحاء العالم.
بعد اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء وبدء الأعمال العدائية، واصلت إيران ضخ مبالغ كبيرة من الأموال عبر مطار صنعاء الدولي حتى أغلقتها قوات التحالف في عام 2015م.
ويضيف /شملت المساعدات الإيرانية لمليشياتها في اليمن تزويد الحوثيين بمختلف الأسلحة من ناحية، وتطوير الأسلحة من ناحية أخرى.
وعلى رغم مزاعم الحصار الجوي والبحري من قبل قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، إلاّ إيران استمرت في تسليح الحوثيين.
بين نيسان/ أبريل 2015م وتشرين الأول/ أكتوبر 2016م، احتجزت البحرية الأمريكية، بصفتها عضوًا في فرقة عمل دولية تشكلت لمحاربة القرصنة ومنع انتهاك الحظر الدولي المفروض على إطلاق النار، خمس سفن في طريقها من إيران إلى مليشيا الحوثي، محملة بمجموعة واسعة من الأسلحة، مثل بنادق هجومية من نوع إي كي 47، وصواريخ وألغام مضادة للدبابات.
وقد وجد تحليل أجرته منظمة أبحاث الصراع حول التسلح في العالم أن أرقام الأسلحة المهربة إلى الحوثيين جاءت متتالية مما يدل على حقيقة أنها جاءت من مصدر تابع للسلطات الإيرانية بدلا من تجار الأسلحة.
دعم لامحدود
ما سبق ذكره،يؤكد بما لايدع مجالا للشك ان ايران مستمرة في دعمها الامحدود وعلى كافة المستويات للمليشيا الحوثية وماضية في ذلك مع استمرار الهدنة الاممية
لم يكن هذا الأمر بالجديد، فالمؤكد أن دور إيران بارز وواضح في هذا الأمر، حيث سبق، وضبطت الجهات المختصة لنحو 19 سفينة إيرانية، خلال 4 سنوات ماضية، بعدما دخلت المياه اليمنية، تسع منها في أرخبيل سقطرى.
و أن تلك السفن المضبوطة من أصل 67 سفينة دخلت المياه اليمنية بطريقة غير مشروعة ومارست أنشطة ممنوعة مختلفة 4سنوات، كما ضبطت الحكومة الشرعية سفناً محملة بالسلاح لأكثر من مرة وهي في طريقها لميلشيا الحوثي الانقلابية، وسفناً أخرى تمارس أنشطة ممنوعة تحت غطاء الصيد.
واعتبر مراقبون، أن تلك الأنشطة الممنوعة للسفن تحت غطاء الاصطياد، يعد بمثابة صيد غير مشروع، ويمثل اعتداء صارخاً على النشاط السمكي والمياه اليمنية. داعيين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته من خلال إلزام إيران بالكف عن تدخلاتها والتقيد باحترامها للقانون الدولي والسيادة اليمنية.
جهود دولية
وفق تقرير لصحيفة «INSIDER» الأمريكية، “فإن الجيوش الغربية دأبت بشكل منتظم على مداهمة الزوارق التي تحاول تهريب الأسلحة من إيران إلى اليمن، حيث استولت على كميات هائلة من المتفجرات والأسلحة والذخيرة”.
ويقول خبراء في الشرق الأوسط وإيران إن عمليات الضبط هي جهد منسق يهدف إلى الضغط على إيران وإفشال خططها الخبيثة في المنطقة.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، كشفت القيادة المركزية الأمريكية عن سلسلة من الهجمات التي نفذتها القوات الأمريكية أو القوات الشريكة على قوارب، غالبًا ما كانت سفن صيد مهجورة، تسير على طول الطرق التي تم استخدامها تاريخيًا لتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني من إيران إلى المتمردين الحوثيين المنخرطين في حرب أهلية ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية هذا الشهر إنها دعمت “القوات البحرية الشريكة” خلال عملية في يناير كانون الثاني في خليج عمان. تم الاعتراض، الذي نفذته القوات الخاصة الفرنسية، على طول طرق التهريب التقليدية بين إيران واليمن وشهد الاستيلاء على أكثر من 3000 بندقية هجومية و578000 طلقة ذخيرة و23 صاروخًا موجهًا متقدمًا مضادًا للدبابات. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن العملية هي واحدة من أربع عمليات “اعتراض للشحن الغير مشروع ” خلال الأشهر القليلة الماضية أسفرت عن ضبط أكثر من 5000 قطعة سلاح و1.6 مليون طلقة ذخيرة قبل أن تصل إلى اليمن. حيث تفرض الأمم المتحدة حاليًا حظرًا على الأسلحة التي تذهب إلى الحوثيين.
واستولت القوات الأمريكية في عمليات سابقة على آلاف البنادق الهجومية من طراز AK-47 و “كمية هائلة” من المواد المتفجرة المستخدمة في وقود الصواريخ الباليستية. كما صادرت القوات البحرية البريطانية صواريخ أرض- جو ومحركات صواريخ كروز القادمة من إيران.