كييف تنفي سيطرة موسكو على باخموت
الرشاد برس ــــ دولـــــــــــــــي
نفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية سيطرة القوات الروسية على مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من إعلان رئيس شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين رفع العلم الروسي وعلم فاغنر على المبنى الإداري في مركز مدينة باخموت.
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في صفحتها على فيسبوك “العدو لم يوقف هجومه على باخموت، لكن المدافعين الأوكرانيين يسيطرون بشجاعة على المدينة، وصدوا الكثير من هجمات العدو”، في إشارة إلى القوات الروسية والانفصاليين المواليين لها.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال في وقت سابق أمس الأحد إن الوضع في مدينة باخموت كان ساخنا جدا بشكل خاص أمس الأحد، بالإضافة إلى مناطق كريمينا وبيلوغريفكا وعدد من المدن والبلدات شرقي أوكرانيا. وقال زيلينسكي إنّ القصف الذي استهدف غرب باخموت أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 11 آخرين.
وقبل أسابيع، حذر الرئيس زيلينسكي، في مقابلة تلفزيونية، من أن القوات الروسية إذا استولت على باخموت فسيصبح “الطريق مفتوحا” أمام قوات موسكو للاستيلاء على مدن عديدة في شرقي البلاد.
وجاء النفي الأوكراني بعد ساعات من إعلان رئيس شركة فاغنر أن مقاتليه رفعوا العلم الروسي وراية قواته على المبنى الإداري في مركز مدينة باخموت. وأقر بريغوجين بأن القوات الأوكرانية لا تزال موجودة في الأجزاء الغربية من باخموت.
وذكر رئيس فاغنر في رسالة صوتية على موقع تليغرام “من وجهة نظر قانونية، تم الاستيلاء على باخموت”، وذلك بعد رفع العلم الروسي على رمز السلطة في المدينة، وهو المبنى الإداري وسط باخموت.
وأورد موقع “روسيا اليوم” أن بريغوجين قال في مقطع فيديو إن قادة وحدات القوات الروسية “الذين يتولون إدارة المدينة ووسطها بأكمله سيقومون بتعليق ورفع اللافتات والأعلام”.
وفي وقت سابق، ذكر موقع “ريادوفكا” العسكري الروسي أن مقاتلي فاغنر يخوضون معارك عنيفة جنوبي غربي المدينة، ويخترقون الدفاعات الأوكرانية تدريجيا، وفق تعبيره.
وسبق لمن يسمى بالقائم بأعمال رئيس “جمهورية دونيتسك الشعبية” دينيس بوشيلين أن أعلن الثلاثاء الماضي أنه تمت السيطرة التامة على المنطقة الصناعية لمدينة باخموت وطرد القوات الأوكرانية منها.
كما أعلن سرهي سوبكو نائب قائد قوات الدفاع الإقليمية للقوات الأوكرانية عن زيادة عديد قواته إلى عشرات الآلاف بعد أن كان 6 آلاف قبل الحرب، وأضاف سوبكو أن جميع وحدات قوات الدفاع الإقليمية تمتلك خبرة قتالية، وتشارك في الهجوم المضاد في محاور باخموت ودونيتسك وخاركيف.
واكتسبت باخموت أهمية رمزية وتكتيكية بعدما عجزت القوات الروسية عن السيطرة عليها رغم مرور أكثر من 7 أشهر من المعارك الطاحنة حولها.
وفي سياق معارك باخموت، أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل 6 مدنيين وإصابة 8 آخرين في قصف روسي صباح أمس الأحد على بلدة كوستيانتينيفكا التي تقع على بعد 20 كيلومترا إلى الغرب من باخموت.
وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني عبر تطبيق تليغرام “نفذ الروس قصفا مكثفا على بلدة كوستيانتينيفكا”، وأضاف أن 16 بناية سكنية و8 منازل وروضة أطفال ومبنى إداريا تضررت من القصف.
وقال معهد دراسات الحرب الأميركي “آي إس دبليو” (ISW) إن وتيرة الهجمات الروسية تراجعت في باخموت بشكل كبير، مشيرا إلى أن القوات الروسية لم تحقق أي مكاسب مؤكدة في هذه المدينة وما حولها خلال مواجهات السبت الماضي.
وأوضح تقرير للمعهد أن تساقط الثلوج بغزارة في منطقة باخموت، وتقلب الأحوال الجوية، أديا إلى إبطاء تقدم الروس في المدينة.
وبوجه عام، قال معهد “آي إس دبليو” إن هجوم الشتاء الذي شنه الجيش الروسي شرقي أوكرانيا “أخفق في تحقيق أهداف الكرملين للسيطرة على الحدود الإدارية لمقاطعتي دونيتسك ولوغانسك بحلول 31 مارس/آذار 2023”.
وأشار المعهد إلى أن هذه الرؤية واسعة الانتشار بين مصادر روسية وأوكرانية وغربية على حد سواء.
وأضاف أن هناك تكهنات بين معلقين عسكريين روس بأن موسكو ربما تجري قريبا تغييرا على قيادتها العسكرية العليا في أعقاب إخفاق الهجوم، وفقا للمعهد.
وذكر المعهد الأميركي أن رئيس الأركان العامة الروسي فاليري غيراسيموف، الذي تم تعيينه في يناير/كانون الثاني الماضي قائدا للقوات بمنطقة الحرب التي تسميها روسيا عملية عسكرية خاصة، لم يف بتوقعات الرئيس فلاديمير بوتين.