الألغام الأرضية القاتلة تدمر حياة المدنيين في اليمن..
الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف
كشفت تقارير دولية حديث، عن ارتفاع نسبة عدد الضحايا في اليمن جراء حوادث الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون ثمانية أضعاف خلال السبع السنوات الأخيرة، وازديادها نسبيا خلال هدنة الستة الأشهر العام الماضي مما يشكل تهديدا دائما لسلامة المدنيين من اطفال ونساء وخاصة النازحين ومن يعملون في مجال الرعي والزراعة
وتقول التقارير الدولية إن طفلا واحدا يقتل أو يجرح في المتوسط كل ثلاثة أيام في اليمن خلال السنوات الماضية، بسبب الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، بما في ذلك العبوات الناسفة.
وتشير تلك التقارير إن نسبة إصابات الأطفال والوفيات الناتجة عن الألغام والمتفجرات زادت العام الماضي بمتوسط طفل واحد كل يومين في العام الماضي، خاصة خلال الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة
ارقام صادمة
وفي احدث تقرير له يقول المرصد اليمني للالغام، امس الثلاثاء، انه رصد ووثق مقتل نحو مقتل 349 مدنيا وإصابة 523 آخرين بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون، في 11 محافظة يمنية، خلال 15 شهراً.
وقال المرصد اليمني للألغام (غير حكومي)، في تقرير له، “رصدنا ووثقنا خلال الفترة من أول يناير 2022 وحتى اليوم الرابع من أبريل 2023 مقتل 349 مدنيا، منهم 120 طفلاً، و19 امرأة، فيما أصيب 523 آخرين، في 11 محافظة يمنية”.
وأضاف، “أن معظم هؤلاء الضحايا سقطوا في محافظة الحديدة الساحلية، في حين توزع باقي أعداد الضحايا من القتلى والإصابات على محافظات تعز والبيضاء، ولحج، وأبين، والضالع، وشبوة، ومأرب، والجوف، وصعدة، وحجة”.
وتابع التقرير: “على الرغم من الفترة المذكورة، شهدت تراجعاً في العمليات العسكرية، بفعل الهدنة وخفض التصعيد، إلا أن تحركات المدنيين ومحاولة عودة النازحين إلى منازلهم، تسببت في تصاعد عدد الحوادث وارتفاع عدد الضحايا مقارنة بالسنوات الفائتة”.
وطالب المركز، المليشيا الحوثية بالتوقف الفوري عن زراعة الألغام، والأجسام الحربية، وتسليم الخرائط التي زرعتها، والعمل بشكل جدي على الاستفادة من التمويلات التي تتلقاها من جهات مانحة في تطهير المناطق المأهولة تحت سيطرتها من الألغام وأن لا تستغل التمويلات في غير ما خصصت لها.
ودعا المركز، الحكومة الشرعية، إلى تقديم الدعم للفرق العاملة في مجال تطهير الألغام، واعتماد فرع للمركز التنفيذي لمكافحة الألغام في الحديدة لتسهيل عمل الفرق الهندسية في المحافظة”.
كما دعا المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، إلى أن يكون ملف الألغام والذي يعد أحد أخطر ملفات الحرب في اليمن، في قائمة أوليات النقاشات القائمة”.
.مأساة حقيقية
ويحكي لنا احد الضحايا مأساته الحقيقية مع الالغام كغيره من الضحايا ..صالح من ضواحي مدينة حيس يبلغ من العمر 33سنة يقول صالح : “في صباح أحد الأيام بالتحديد في تاريخ 3/6/2022 بعد عودتي من زيارة خالتي والتي تقيم في مدينة حيس وكنت اقود دراجة نارية اخترت الطريق المختصر الرملي والذي يوصلني الى فرزة المدينة باقرب وقت واذا بي في منتصف الطريق قابلني راعى ابل وقال لاتتوغل اكثر فهذه المنطقة كانت مسرحا لمعارك عنيفة بين المليشيا الحوثية وقوات الساحل الغربي والعمالقة لكني تجاهلت هذا التحذير لاني رايت سيارات ودراجات نارية تذهب بذلك الاتجاه ويقول/ بعد مسيري حوالى 4كيلومتر احسست بنفسي اطير في اتجاه ودراجتى النارية في اتجاه اخر مع سماع دوي انفجار عنيف وحينها فقدت وعيي وغبت عن الحياة
ويضيف عندما استعدت وعيي أخبروني أنني أُصبت في انفجار لغم ارضي وسالت اين انا قالوا في المستشفى العام في المدينة وجدت الشاش يغطي ارجلي وكانت الصدمة حيث يقول لي الدكتور الحمدلله على السلامة واحمدالله انكتب لك عمر جديد لكن فقدت رجلك.اليمني قد بترناها حينها انتابتني نوبة من البكاء
فقد صالح قدمه اليمنى، بينما أُصيبت يده الأخرى بالشلل بسبب الشظايا، كما فقد إحدى عينية
يقول صالح: “لقد بعت كل شيء للحصول على رعاية صحية مناسبة ولله الحمد والشكر
امكانيات محدودة
ومع اهتمام الحكومة في هذا الجانب ومحاولة تطهير المناطق المحررة في مأرب والساحل الغربي من تلك الالغام الا ان الامكانيات مازالت محدودة وخاصة الدعم اللوجستي والفني عدا برنامج مسام الذي يعمل بكامل طاقتة وبكوادر فنية ماهرة ومعدات حديثة يقول المهندس /م.ن.و من يعمل في إزالة الألغام لسنوات بالمركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام، وقال إنه يستخدم تقنيات تقليدية لأن اليمن لا يمتلك كاسحات ألغام حديثة، لذا فإنه يستغرق وقتًا أطول لتمشيط منطقة صغيرة.
ويضيف /إزالة الألغام أمر شاق، فهو خطير ويستغرق وقتًا طويلًا، لا يمكننا تخمين موقع شبكة الألغام، لهذا السبب قُتل بعض زملائنا في أثناء إزالتهم للألغام، عادة ما نفتش الطرق الرئيسية ونضع لافتات تحذيرية في المناطق المشكوك بها حتى يتجنبها الناس”.
ويؤكد أن اليمن بحاجة للدعم في إزالة الألغام والأجهزة المتفجرة للحد من عدد الضحايا في المستقبل، ويقول “لقد زُرعت الألغام الأرضية بكثافة في المنطقة الساحلية، وللأسف لا يمكننا البحث عن الألغام في كل مكان”.
ويضيف انه يجب على الامم المتحدة ان تضغط على المليشيا الحوتية لارسال خرائط خاصة بالالغام واتخاذ قرارات صارمة بحقها لمنعها من تكرار زرع الالغام في الساحل الشرقي ويقول يجب كذلك على الحكومة ان تؤهل مزيدا من الكوادر في مجال كشف وابطال الالغام الارضية وتزويد مركز كشف وتدمير الالغام بالمعدات اللازمة والدعم اللوجستي المناسب