الإتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين قد شكل الغطاء الدولي المطلوب
بقلم /محمد الثريا
لاخلاف بأن الإتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين قد شكل الغطاء الدولي المطلوب، وذلك ما كان منتظرا بالفعل؛ بينما ما يمكن أن نسميه اليوم بالإنفرجات الطارئة أو بالمستجدات الجيدة على مستوى الأزمة اليمنية لم تكن بالأساس سوى مخرجات متوقعة لسلسلة تحولات هامة بدأت العام الماضي وكانت نتاج عملية تفاوض طويلة سبقتها .
بمعنى، أنه ليس دقيقا وصف تحولات المواقف الحالية ب”ردات الفعل العكسية على خطوة توقيع الإتفاق بين الرياض وطهران مؤخرا، وإنما يستقيم القول في رأيي بأنها كانت عبارة عن رغبات تحول متعثرة وقد أحسنت الإستفادة جيدا من معطى الإتفاق الطارئ للإعلان عن نفسها واقعا، وتأكيد السير سريعا تحت غطاء ذلك الإتفاق، وهو ما حدث ويحدث اليوم .
وهنا سنجد أن منشور العام المنصرم أدناه قد تناول تلك الحقيقة بوضوح، كما وسلط الضؤ على بوادر إنفراجة سياسية متوقعة كالتي نشهد وقائعها اليوم ..
” يبدو أن مقتضيات المسار الجديد لحل النزاع باليمن باتت تتطلب أكثر من عملية تحول سياسي واحدة .
الحضور المعتاد للتحالف هو الأخر ذاهب نحو إعادة إنتاج نفسه في ملف اليمن وربما أصبحت كلا من الرياض وابوظبي تفضلان اليوم ممارسة أدوارهما بطريقة مختلفة عن السابق .
فبعد أن احيلت مهمة الدعوة إلى عقد مشاورات يمنية ـ يمنية لأمانة مجلس التعاون الخليجي، نرى اليوم ولأول مرة ربما بشكل رسمي ملف مصفاة صافر على طاولة مجلس التعاون الخليجي بحضور المسؤول الأممي المختص لدعم مقترحات الحل المتوافق عليها .
إن حدوث تحولات فارقة في الأدوات والوسائل السياسية مثل الذي نشاهده حاليا يعد أمرا بالغ الأهمية بل ويؤكد بلوغ عقد التوافقات الإقليمية مرحلة متقدمة فيما يتعلق بمنطلقات المسار المفترض لحل النزاع اليمني” .