تقارير ومقابلات

السلام في اليمن ..تحديات كبيرة وآمال مبالغ فيها

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف

حولت العديد من العوامل السياسية والاقتصادية  والاجتماعية الحرب في اليمن الى بيئة ملائمة لصنع السلام وذلك بفضل المتغيرات الإقليمية والدولية منها حرب اوكرانيا والتقارب السعودي الإيراني وجهود الأمم المتحدة لإعادة إطلاق هدنة دائمة تنبثق منها انهاء الصراع والدخول في عملية سياسية شاملة

ومع كل ذلك يرى مراقبون ان السلام في اليمن يتطلب جهودا كبيرة وقناعة تامة من جميع الأطراف بالجنوح الى السلام وبالاخص المليشيا الحوثية التي تنتهج الحرب كوسيلة لنشر ثقافتها التدميرية ويعتقد اخرون ان السلام في اليمن يحتاج لإعاد النظر بصورة جوهرية والبحث في مسببات الحرب ومعالجة كافة القضايا القديمة واعتماد قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومقررات مؤتمر الحوار والمبادرة الخليجية والياتها والا فان الدخول في عملية سلام ستكون مجرد عملية صورية روتينية تدفن الرماد على الجمر الملتهب فالتحديات التي تواجه السلام في اليمن تتطلب اعادة لرسم الخريطة التصورية بخصوص نهج صنع السلام بما يتجاوز النموذج النمطي القديم نحتاج للجدية والمصداقية وتوجيه اللوم على المتعنت نحتاج لعمليةسلام واسعة ترجع البلاد الى ماقبل الأحداث التي فرضتها الحرب الهمجية التي اشعلتها القوى المعادية للسلام والديمقراطية وبناء الدولة
التزام حكومي بخيار السلام
تؤكد الحكومة مرارا وتكرارا التزامها بخيار السلام الحقيقي العادل ودعمها لجهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام المستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي في اليمن المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2216.
وتدعوالحكومة باستمرار الدول الراعية للسلام والمجتمع الدولي للضغط على المليشيات الحوثية وداعميها للرضوخ لمتطلبات السلام العادل والدائم والشامل الذي ينشده كل اليمنيين، وتقديم الدعم اللازم للحكومةلتمكينها من الاضطلاع بمسؤولياتها في تطبيع الأوضاع الاقتصادية وتقديم الخدمات للمواطنين وتنفيذ الإصلاحات الضرورية
يقول علاء ناصر …ناشط ..أن السلام في بلادنا يحتاج لارادة ومصداقية وتغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الحزبية والشخصية والجهوية ويضيف /انه لا يمكن أن يتحقق السلام المنشود دون وجود شريك حقيقي يتخلى عن خيار الحرب ويؤمن بالشراكة السياسية وبالحقوق المتساوية لكافة أبناء الشعب اليمني، ويتخلى عن العنف كوسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويؤمن بالدولة كمالك وحيد السلطة والسلاح ويرضى بالديمقراطية ويؤمن بخيار الشعب في اختيار من يحكمه
ويؤكد.. أن أي مشروع سلام في اليمن لا بد أن يتضمن هذه الأسس وإلا سيتحول السلام إلى مجرد فرصة واستراحة محارب للمليشيا والعودة مرة اخرى للإنقلاب على مقررات السلام
دعم دولي مستمر
وكان مجلس الأمن قد رحب الجمعة بدعم السعودية وسلطنة عُمان “المتواصل” لجهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن، داعيا جميع الأطراف إلى “مواصلة الحوار والانخراط بشكل بناء في عملية السلام”.
وقال المجلس بيان له، إن المحادثات السعودية العمانية الأخيرة “تمثل خطوات قيمة باتجاه التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وإجراء محادثات سياسية يمنية-يمنية جامعة، برعاية المبعوث الأممي الخاص لليمن (هانس غروندبرغ) بناء على المرجعيات المتفق عليها، وبما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”، وفق البيان.
وفي البيان، أشاد مجلس الأمن بالزيارة الأخيرة التي قام بها وفدان من السعودية وسلطنة عمان إلى العاصمة اليمنية صنعاء ولقائهم بالحوثيين.
وشدد المجلس على “دعمه المستمر لجهود التوصل إلى تسوية سياسية وإنهاء معاناة الشعب اليمني في نهاية المطاف”، حسب البيان.
تحديات كبيرة
المتايع للوضع الراهن في بلادنا وخاصة التحول من الحرب الى السلم يلاحظ ان الصعوبات كبيرة والتحديات جمة اذا ان الإرادة السياسية للفاعل الدولي تريد إمضاء عملية السلام من خلال المرجعيات الثلاث المعروفة والتى تستند على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها القرار 2216 وهذا لايتوافق مع ماتطرحة المليشيا الحوثية من شروط وتعنت مستمر لذلك يحاول اللاعب الدولي كثيرا أن ينفذ عملية التفاف على تلك المرجعيات وخاصة قرار مجلس الأمن 2261 الذي يعد أهم إنجاز أممي في خارطة القضية اليمنية، وحين يصر اللاعب الدولي بما يملك من أجندات على تطويق أصول الحل المتفق عليها محليا وعربيا ودوليا فإنه يفوت فرصة تعزيز عملية السلام في اليمن
كذلك يرى الحوثي ان في تلك المساعي التي تحاول حلحلة التعقيدات الحالية من خلال مرجعيات القضية اليمنية أمرا غير مقبولا بالنسبة له فضلا عن رفضه الحلول المقدمة في إطار المرجعيات بما فيها من ضمانات لمستقبل الحوثي في المرحلة القادمة، لذا لا يرغب بذلك لأن طبيعة ما يحمله من إيدلوجيا تفرض عليه أن يكون هو الحاكم المطلق الذي لا شريك له في سلطة يستمد شرعيتها من السماء وأن من يفكر بالسعي لمنازعته فيها فهو الخصم الأول الذي لا فرار من قتاله ومواجهته بكافة الوسائل والأساليب
وبناء على ماتقدم فإن التحديات كبيرة امام عجلة السلام في اليمن نتيجة لظروف موضوعيةولكن لاينبغي الشاؤوم الى حد كبير فبوادر انفراجة كبيرة تلوح في الأفق وماعجز عنه المتحاورون فإن المجتمع الدولي والاقليمي كفيل بتقريبة -كمايقول محللون
شروط موضوعية
يقول الناشط /خالد على ..ان اية تفاهمات قادمة او اي شروع في مفاوضات سلام لابد ان ترتكز على اسس ثابتة وواضحة لكي تخرج اليمن من عنق الزجاجة وتدخله الىافاق بشروط موضوعية للسلام واسس ثابتة وقوية ترتكز على قرارات الشرعية الدولية وتكون كذلك نابعة من ارادة حقيقية لدى كل القوى في الجنوح الى السلام وتخفيف المعاناة من كاهل هذا الشعب الذي لاقى الويلات خلال 8 سنوات من الحرب
ويضيف /ان السلام هو دافع حقيقي وارادة شجاعة نابعة من الضمير الحي للمتصارعين واعتقد ان الحوثيين لايمكن ان يرضخوا للسلام وبايديهم الاسلحة والصواريخ وكل موارد الدولة .السلام يحتاج لجدية ومصداقية السلام العادل
السلام العادل
وختاما يمكن ان نقول ان السلام الحقيقي والعادل في اليمن يعتمد الحفاظ على النظام الجمهوري والدستور والوحدة ومكتسبات الوطن بمايحافظ على امن واستقرار الوطن وعدم تدخل الغير في شؤونه الداخلية والاعتراف بقرارات مجلس الامن والشرعية الدولية ووالمبادرات السابقة وانهاء الانقلاب واذا خرجت مقررات السلام عن هذه الاطر والضوابط فإن السلام القادم سيكون صوريا وبمثابة استراحة محارب والتقاط للأنفاس ويجب كذلك ان تكون الأمم المتحدةوضابطها مجلس الأمن اكثر صرامة في عرض مقررات السلام وحل المشكلة من جدورها هذا اذا اردنا سلام مستدام في اليمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى