تقارير ومقابلات

السلام في اليمن …تحديات كبيرة ودعم دولي مستمر

الرشاد برس | تقرير / صالح يوسف

يكثف المجتمع الدولي جهوده لتمديد الهدنة في بلادنا والدخول في عملية سياسية شاملة والتي دخلت حيز التنفيذ قبل عام دون أن يتم تجديدها بسبب تعنت المليشيا الحوثية وطرحها لشروط تعجيزية ومستحيلة
وفي هذا الشأن قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ امس الأربعاء إن النقاشات الأخيرة التي أجراها مع الأطراف المعنية في البلاد، خلال جولته الأخيرة، مشجعة، لكنه شدد على أن الوضع ما يزال هشاً ومهدداً بدون اتفاق رسمي على وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الهش.
جاء ذلك خلال إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي امس ، تحدث خلالها عن حصيلة جولته الأخيرة والمستجدات اليمنية، وقال “تبيِّن التقارير المستمرة حول العنف على مختلف الجبهات، خاصَّةً في الجوف وتعز ومأرب وصعدة، هشاشة الوضع الحالي وتؤكد على الحاجة إلى وقفٍ رسميٍ لإطلاق النار”فهل ستؤتي هذه النقاشات اكلها في ظل تمادي وتعنت المليشيا الحوثية ؟وهل من وسائل ضغط بيد المجتمع الدولي على الأطراف التي ترفض هذه النقاشات ؟
نقاشات ايجابية
قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ امس الأربعاء في احاطته امام مجلس الأمن عن الوضع في بلادنا إن النقاشات الأخيرة التي أجراها مع الأطراف المعنية في البلاد، خلال جولته الأخيرة، مشجعة، لكنه شدد على أن الوضع ما يزال هشاً ومهدداً بدون اتفاق رسمي على وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الهش.
وقال ايضا واصلت العمل مع الأطراف اليمنية والمتحاورين الإقليميين للتوصل لوقف لإطلاق النَّار وبدء عملية سياسية. فقد التقيت برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في عدن، كما التقيت بقيادة أنصار الله ممثلة بمهدي المشاط في صنعاء، وكذلك بمسؤولين إقليميين ويمنيين رفيعي المستوى في الرياض وأبو ظبي ومسؤولين رفيعي المستوى في واشنطن العاصمة.
إن النقاشات الإيجابية والمستفيضة التي شاركت فيها مشجعة، إذ أبدى جميع المتحاورين تفهمهم لجسامة ما هو على المحك كما أبدوا الاستعداد للانخراط بشكل بنَّاء بشأن سبل للمضي قدمًا.
وافاد ان جميع الأطراف أبدت تصميمًا جليًا على التقدم نحو التوصل لاتفاق بشأن تدابير إنسانية واقتصادية، ووقف دائم لإطلاق النار، واستئناف عملية سياسية بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة. وأرحب بالجهود المستمرة للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في دعم دور الوساطة للأمم المتحدة.
ولكنه اقر بوجود عقبات ولكن تفاءل وقال مازلت على قناعة بأن حل القضايا العالقة سيكون ممكنًا وأن الأطراف ستكون قادرة على الالتزام باتفاق إذا استمر تصميم الأطراف اليمنية مدعومًا بتماسك وتنسيق من المجتمع الإقليمي والدولي. وواجب على الأطراف البناء على التقدم الذي أحرزته حتى الآن واتخاذ خطوات حاسمة تقود إلى حل سلمي شامل.
وبين ان الهدنة كانت بيئة مواتية ونقطة بداية للبناء عليها من أجل اتخاذ الخطوات القادمة، فما زالت الهدنة بعد أكثر من عام على إعلانها وبعد سبعة أشهر على انقضائها مستمرة في تقديم المنفعة. فيواصل اليمنيون الاستفادة من تسيير الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء، ودخول سفن محمّلة بالوقود والسلع الأخرى عن طريق ميناء الحديدة. ورغم استمرار وقوع الحوادث العسكرية المتفرقة، ما زالت مستويات الأعمال العدائية أقل بكثير مما كانت عليه قبل بدء الهدنة.
واقر بهشاشة الوضع العسكري، وتردي الوضع الاقتصادي والتحديات اليومية التي تواجه الشعب اليمني تذكرنا على الدوام بالسبب الذي يجعل الوصول إلى اتفاق شامل أمرًا ضروريًا للغاية
واوضح انه ما زال هناك مجال للتفاؤل الحذر. ففي الأسابيع الماضية، اتخذت الأطراف خطوات إضافية إيجابية، فبعد إطلاق سراح 887 محتجزًا الشهر الماضي بتيسير من مكتبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر ودعم سخي من الحكومة السويسرية، نفّذت كلاً من المملكة العربية السعودية وأنصار الله، مزيدًا من عمليات إطلاق سراح للمحتجزين بشكل أحادي الجانب. وأنا على ثقة بأنَّ عمليات الإفراج هذه سوف تعزز المزيد من الثقة بين الأطراف وستدعم تهيئة بيئة مواتية للحوار.
ودعا الأطراف للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي للإفراج الفوري عن جميع الذين لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي بما يشمل الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين وغيرهم من المدنيين المحتجزين بصورة تعسفية.
تدبير مؤقت.. وبناء ثقة
يقول الكاتب /هائل وليد ان الغاية من الهدنة أن تكون تدبيراً مؤقتاً لإفساح المجال للمحادثات السياسية لإنهاء الحرب بشكل مستدام. إلا أنه لا يمكن أبداً الاعتماد عليها لتحقيق مستقبل سلمي لليمن”.
واكد على اهمية الحوار الصادق والشفاف بين المليشيا والحكومة وبرعاية اممية تستند على قرارات مجلس الأمن والمرجعيات الثلاث
ويضيف/ ان الهدنة بداية للسلام وممر لبناء الثقة بين الأطراف ويبدوا ان المليشيا غير جادة في وقف الحرب ومازالت تستهدف مواقع الجيش في مأرب وتعز
ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية ومواصلة التواصل مع مكتبه لضمان استمرار التهدئة.
ويؤكد على أن أي اتفاق جديد في اليمن يجب أن يكون خطوة واضحة نحو عملية سياسية بقيادة يمنية وأن تتجه نحو “المستقبل الذي يريده الكثيرون من اليمنيات واليمنيين حسبما أخبرونا، وهو مستقبل يسوده الحكم الخاضع للمساءلة، والمواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية، والاقتصادية”.
وشدد على ضرورة أن تستند أي مبادرات أو حلول سياسية مقترحة للأزمة على تقييم شامل للصراع في اليمن ومعالجة أسبابه والحد من تداعياته وآثاره على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
ويقول الناشط /سمير صالح. ان الهدنة التي مضت والهدنة الجديدة الغير معلنة يمكن أن تكون خطوة واضحة نحو عملية سياسية بقيادة يمنية وأن تتجه نحو المستقبل الذي يريده اليمنيين ، وهو مستقبل يسوده الحكم الخاضع للمساءلة، والمواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية، والاقتصادية.
واضاف /الاستاذ سمير …يجب ان نأخذ  بمكاسب الهدنة ونبني نحو عملية شاملة تجمع اليمنيين للاتفاق على كيفية إنهاء الحرب التى فرضها الانقلاب بشكل مستدام. وقال: يجب ان نقرر نحن ماذا نريد وان نمد جسور الثقة عند جميع الاطراف
خروقات مستمرة ..وانجازات هشة
من المعلوم ان الهدنة التي تم الاعلان عنها في العام المنصرم لم تلتزم بها المليشبا الحوثية لتستمر من طرف الحكومة الشرعية وذلك رغم ما شهدته الجبهات من تصعيد كبير كاد يدمر جهود السلام.
وكانت الهدنة التي استمرت اشهر قد شهدت اكثر من 16الف خرقا من قبل المليشيا
واهم تلك الخروقات والهجمات  محاولة اغتيال وزير الدفاع اليمني الفريق محسن الداعري ومحافظ تعز نبيل شمسان فضلا عن تفجير مواجهات عنيفة في جبهات مأرب وشبوة وتعز والحديدة ولحج، لكن الجيش اليمني والقوات المشتركة والجنوبية نجحت في إفشال مخططات المليشيات.
هذا التصعيد دفع المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتوجيه رسائل حاسمة في الذكرى الأولى السنوية للهدنة تضمنت جميعها دعوة مليشيات الحوثي
وبخصوص الهدنة ومرور عام منذ إبرام اتفاق الهدنة، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن “الهدنة ما زالت قائمة إلى حد كبير، ويستمر تنفيذ الكثير من بنودها حتى اليوم”.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن أهم ما بشرت به الهدنة هو تعزيزها لفرصة إطلاق عملية سياسية جامعة تهدف إلى إنهاء النزاع بشكل شامل ومستدام.
وقال  ومع الزخم الوطني والإقليمي والدولي المتجدد للوصول إلى السلام في اليمن، فإن تحقق هذه الفرصة ممكن لكن لا تزال هناك مخاطر كبيرة يذكرنا بهشاشة إنجازات الهدنة إن لم ترتكز على تقدم سياسي نحو حل سلمي للنزاع”.
وأكد الحاجة لحماية مكتسبات الهدنة والبناء عليها وصولًا للمزيد من الإجراءات الإنسانية، ووقف إطلاق للنار على الصعيد الوطني، وتسوية سياسية مستدامة تلبي تطلعات اليمنيين نساءً ورجالًا.
ويتطلب ذلك، وفقا للمبعوث الأممي، عملية تجمع أصحاب المصلحة اليمنيين معًا لتنفيذ التدابير المتفق عليها، ونزع فتيل التوترات، والتفكير بشكل تشاركي في الأسئلة الرئيسية المتعلقة بالأمن ومؤسسات الحكم وتصميم عملية الانتقال.
اجماع دولي
دعا الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إلى “تسوية سياسية شاملة” للنزاع في اليمن، مشددا على أهمية وحدة مجلس القيادة الرئاسي.
جاء ذلك في ختام زيارة استمرت 3 أيام، أجراها دبلوماسيون أوروبيون إلى مدينة عدن (جنوب)، وفق بيان صادر عن بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن.
وبحسب البيان، “اختتم اليوم (الأربعاء) كل من سفراء الاتحاد الأوروبي لدى اليمن غابرييل مونويرا فينيالس، وفرنسا جان ماري صفا، وألمانيا هيوبرت ياغر، وهولندا بيتر ديريك هوف، والمبعوث الخاص لإيطاليا جيانفرانكو بتروزيلا، ونائب سفير فنلندا إسكو مانيستو، زيارة مشتركة إلى عدن”.
وشدد السفراء على “دعم الاتحاد الأوروبي للرئيس رشاد العليمي، ووحدة مجلس القيادة الرئاسي في هذا الوقت الحرج”، وفق المصدر نفسه.
وأفادت البعثة الأوروبية في بيانها، بأن السفراء “أجروا نقاشات معمقة مع الرئيس (العليمي) حول التطورات الأخيرة، وأثنوا على التزامه بالسلام”.
كما دعوا “كافة الأطراف إلى الانخراط البناء مع الجهود الجارية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة جامعة برعاية الأمم المتحدة”.
ولفت البيان إلى أن السفراء التقوا خلال الزيارة “رئيس الوزراء معين عبد الملك، ووزير الخارجية أحمد بن مبارك، ووزير الدفاع محسن الداعري، ووزير المالية سالم بن بريك، ومحافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي”.
وأشاد السفراء “بالجهود الرامية إلى استقرار الاقتصاد في ظل الظروف البالغة الصعوبة”، وشجعوا الحكومة على “مواصلة تنفيذ الإصلاحات وتحسين تقديم الخدمات”.
كذلك دعا السفراء إلى “الإيفاء بالتعهدات المالية”، وشددوا على “أهمية إدماج المرأة”، وفق البيان.
تجمع الدول على ضرورة حل الصراع في اليمن بالطرق السلمية ووقف الحرب وفي نفس الوقت تعلن تلك الدول الراعية للعملية السياسية ان المليشيا الحوثية غير جادة في المضي قدما نحو عملية سياسية ووقف الإقتتال ففي هذا السياق، حملت السفارة الفرنسية في اليمن مليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن عدم تجديد الهدنة التي تم التوصل إليها من خلال وساطة الأمم المتحدة.
من جانبها قالت السفارة الفرنسية ، إن “الحوثيين هم المسؤولون عن عدم تجديدها، لقد ‏أتاحت هذه الهدنة إمكانية التخفيف من معاناة الشعب اليمني”، وشددت على ضرورة تجديد الهدنة والحفاظ عليها.
واكدت كذلك منسقة الشؤون الانسانية للأمم المتحدة امس في مجلس الأمن ان الحوثيين يعرقون ايصال المساعدات في مناطق سيطرتهم ويعرقلون انتقال النساء
يقول الاستاذ/عبد الغني خليل .لحج.ان المليشيا الحوثية غير جادة في السلام والدليل على ذلك كثرة الإشتراطات والمماطلة في تنفيذ التزاماتها ومواصلة الخروقات في معظم الجبهات
ويضيف /مالم يتم تحقيقه في الحرب لايمكن تحقيقه في السلام مع هذه المليشيا ولها تاريخ في الانصل من كل الاتفاقات ان المجتمع الدولي وخاصة المنظمة الدولية مسؤولة بشكل مباشر عن التماهي والتساهل مع هذه المليشيا منذ بداية انقلابها ويجب كذلك على الحكومة الشرعية ان تكون اكثر حزما وثباتا في التعاطي مع ملف المفاوضات والسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى