تقارير ومقابلات

الألغام …تهجير قسري وخطر يهدد حياة اليمنيين

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف
تعد “الألغام”واحدة من أخطر الكوارث الإنسانية فى بلادنا، فهى لا تكتفى بحصد الأرواح فقط ولكنها تخلف وراءها أطفالا معاقين كليا أو جزئيا، مما يوصم حياتهم بإعاقات دائمة شاهدة على جرائم تُرتكب بحق الإنسانية.
وما يزيد الأمر صعوبة هو تعنت المليشيا الحوثية فى تسليم الخرائط الخاصة بالألغام، وهو ما طالبت به الأمم المتحدة أكثر من مرة، للمساعدة فى عمليةنزعها، أيضا يترتب على ذلك عدم وجود لوحات إرشادية لتحذير المار ة بتلك الالغام
وفي بيان للامم المتحدة اكد أن عدد المدنيين من ضحايا انفجار الألغام الأرضية قد ارتفع بنسبة 160% مقارنة بما هو مسجل قبل سنة، بعد أن تم تسجيل 289 ضحية سنة 2022 مقابل 111 خلال السنة التي سبقتها.
إحصاءات وتقارير
وفقاً لمشروع رصد التابع للأمم المتحدة فإن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي زرعها الحوثيون تسببت في سقوط أكثر من 9 آلاف ضحية بين المدنيين منذ بداية النزاع، وأفاد فريق الخبراء البارزين  في اليمن بأن الحوثيين استخدموا الألغام الأرضية المضادة للأفراد بشكل واسع مما قد يرقى إلى جرائم حرب. ويشير آخر إحصاءات مشروع “مسام” السعودي لنزع الألغام الحوثية في اليمن إلى أن المركز قام منذ تأسيسه عام 2018 وحتى أبريل 2023 بنزع وإتلاف 368351 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة، وتطهير أكثر من 39 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية من الألغام الحوثية.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 اتهمت خمس منظمات حقوقية عاملة في اليمن الأمم المتحدة وبرنامجها الإنمائي وبعثة “أونمها” ووكالات أخرى تابعة لها بدعم ميليشيات الحوثي في زرع الألغام، بسبب تمويلها ميليشيات الحوثي بمبالغ ضخمة لبرامج تحت تسميات نزع الألغام، ولم ترد مكاتب الأمم المتحدة على هذه الاتهامات ولا على استفسارات الصحافة بخصوصها. وكشف التقرير الذي يحمل عنوان “دعم الموت.. شراكة في الجريمة” عن تقديم الأمم المتحدة 15 منحة مالية لجماعة الحوثي بلغ مجموعها المالي 167 مليوناً و221 ألف دولار أميركي ما بين عامي 2016 و 2022 تحت غطاء إنساني عنوانه “إزالة ومكافحة الألغام”، على رغم أن التقارير الحقوقية الدولية والإنسانية في اليمن أثبتت أن ميليشيات الحوثي هي الطرف الوحيد الذي يزرع الألغام في اليمن. واعتبر التقرير أن المنظمات الأممية التي قدمت المنح المالية شريكة للحوثيين في “سفك دماء اليمنيين الذين يسقطون بشكل يومي بسبب الألغام”. وقال التقرير إن فرق الرصد تحققت من تقديم الأمم المتحدة وبعثتها لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) عدد 420 سيارة دفع رباعي حديثة لجماعة الحوثي بذريعة دعم جهود نزع ومكافحة الألغام، مستعرضاً النتائج العكسية للدعم الأممي للحوثيين والتي تجلت في الزيادة الطردية لكميات الألغام المزروعة من قبلهم.
اكثر المحافظات تضررا
بحسب التقديرات والتقارير المحايدة فقد زرعت المليشيا الحوثية اكثر من 2 مليون لغم على امتداد التراب اليمني ولكن النصيب الأكبر من هذه الإحصائية هي  لمحافظة الحديدة ومديرياتها فقد أعلنت البعثة الأممية المشرفةعلى اتفاق الحديدة (أونمها)، الثلاثاء ، مقتل وإصابة 10 مدنيين في محافظة الحديدة جراء الألغام الأرضية والمتفجرات، خلال شهر مايو الفائت
وقالت البعثة إنها سجلت 10 ضحايا خلال مايو، في صفوف المدنيين في الحديدة جراء الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، ما يشكل انخفاضاً بنسبة 68% مقارنة بشهر مايو 2022، وبنسبة 23 بالمئة عن الشهر السابق 2023م”.وبحسب التقرير فإن أربعة مدنيين سقطوا قتلى، فيما أصيب ستة آخرون، خلال مايو الفائت، وسجلت الحوادث بشكل رئيسي في مديريات (الدريهمي، بيت الفقيه، التحيتا).وكانت البعثة قد أعلنت مقتل ستة مدنيين وإصابة سبعة آخرين خلال أبريل الماضي، جراء الألغام ومخلفات الحرب.ومليشيا الحوثي الإرهابية هي الجهة الوحيدة المتورطة في زراعة الألغام في اليمن
الألغام والأمن المائي 
يقول الأستاذ /فارس الحميري المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام ان الألغام البحرية تعد واحدة من الاسلحة الفتاكة التي ركز عليها الحوثيون خلال حربهم، حيث نشروا كميات كبيرة من الألغام البحرية متعددة الاحجام والاشكال والمهام.
حيث نشر الحوثيون الالغام البحرية في المياه اليمنية بالبحر الأحمر وعلى امتداد الشاطئ الغربي اليمني من باب المندب جنوبا الى ميدي شمالا وخرجت مع ذلك مناطق اصطياد واسعة عن الإنتاج كان يقصدها الصيادون التقليديون، حيث أصبحت معظم مناطق الاصطياد تمثل خطرا حقيقا على الصيادين الذين يعيلون عشرات الالاف من الاسر.
واضاف. قدوثقنا في المرصد اليمني للألغام مقتل واصابة العشرات من الصيادين في سواحل مديرية الدريهمي والخوخة وفي محيط بعض الجزر اليمنية، آخرها حادثة مقتل صياد في محيط جزيرة “الشناطيب” قبل أسابيع، حيث انفجر لغم بحري بقارب اصطياد كان على متنه.والى جانب الخسائر البشرية التي تخلفها الألغام البحرية التي نشرها الحوثيون بكثافة في الشاطئ الغربي اليمني دٌمرت العشرات من قوارب الصيد وبعض الألسن البحرية وممتلكات عامة وخاصة .. كما طفت كميات من تلك الألغام من المياه اليمنية الى المياه الاقليمية، وتسبب هذا التلوث بتصاعد المخاوف لدى الوكالات البحرية الامر الذي ادى الى رفع التأمين على السفن التجارية التي تنقل البضائع والسلع.. كما تهدد هذه الألغام البحرية وبشكل خطير سلامة حركة الملاحة التجارية الدولية.
ووفقا للمعلومات التي تحققنا منها في المرصد اليمني للألغام، فان عدد من الجزر اليمنية في البحر الأحمر أحاطها الحوثيون بالألغام البحرية، خاصة محيط جزيرة ميون قرب باب المندب الممر المائي الدولي الهام وأرخبيل حنيش وجزر الطرفة وترمة ورشة وجزيرة كمران بالاضافة الى الجزر الواقعة شمال البحر الأحمر أبرز هذه الجزر ذو حراب والفشت و بكلان و طواق والعاشق و مناحسات وسانا و زمهر والظهرة وغراب بعض هذه الجزر تقع بالقرب من المياه السعودية.
واوضح ان الحوثيين قاموا بزرع الالغام البحرية بكثافة على مقربة من محيط خزان صافر العائم المتهالك والذي تعمل الأمم المتحدة حاليا على محاولة انقاذه.. ونحن بدورنا ندعو الفرق الفنية العاملة في منطقة صافر الى أخذ الحيطة والحذر من الألغام البحرية تجنبا لوقوع أي كارثة ووضع آليات مراقبة مستمرة خاصة وان بعض الألغام البحرية التي تم نشرها متحركة.وفقا للاحصائية التي لدينا في المرصد اليمني للالغام، فان الفرق الهندسية البحرية عثرت خلال الفترة الماضية على 3452 لغما بحريا، تم تفكيك هذه الألغام والتخلص منها ودرء مخاطرها.
وبين ان الالغام البحرية التي نشرها الحوثيون في البحر الاحمر بعضها لم تكن ضمن تسليح الجيش اليمني سابقا ، بعض هذه الألغام التي تم نشرها الغاما خطيرة وفتاكة ومحرمة دوليا.هناك ايضا ألغام بحرية تم تصنيعها محليا حيث استخدم الحوثيون سخانات المياه و اسطوانات الغاز و أوعية حديدية مختلفة وتم تعبئة تلك الأجسام بمواد شديدة الانفجار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى