تقارير ومقابلات

الحرب والحصار على تعز …مأساة مستمرة وارقام مرعبة

الرشاد برس | تقرير / صالح يوسف

منذ بداية الحرب التي تسبب بها الإنقلاب الحوثي قبل 9 سنوات ومدينة تعز تعاني من حصار خانق وقصف متواطل ونتيجة للمواجهات العسكرية المستمرة فقد قُسّمت مدينة تعز إلى جغرافيتين مختلفتين، إحداها تسيطر عليها القوات الحكومية وهي المساحة المحاصرة والمتمثلة بمديريات وسط المدينة، فيما الجغرافية الأخرى تقع تحت سيطرة المليشيا الحوثية

معاناة مستمرة وارقام الضحايا في تصاعد مستمر 9 سنوات أغلقت فيها الشوارع الرئيسية للمدينة بالألغام ونصبت القناصة على المرتفعات والمباني المطلة عليها، تتربص الأماكن المفتوحة، لتتحول الأحياء السكنية المتاخمة للمنطقتين إلى أشبه بغابة تغطيها الأشجار ويحاصرها الموت.

 أعوام من الحصار على تعز ، تجرع معها مواطنو المدينة صنوف المعاناة، تمثلت في شح الإمدادات الغذائية والدوائية وصعوبة وصولها إلى المدينة، وصعوبة التنقل في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان

مأساة مستمرة

يعتبر ملف حصار تعز، من أبرز الملفات، التي يتم مناقشتها في كل المفاوضات واللقاءات بين الحكومة والمتمردين وبرعاية اممية فقد طرح هذا الملف في اتفاق استوكهولم  عام 2018، ونص الإتفاق على إلزام الحكومة والمليشيا بـ”التفاهم لفك الحصار عن مدينة تعز”، عبر تشكيل لجنتين حكومية وحوثية، لمناقشة آلية لمعالجة الأوضاع وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الحصار ولكن المليشيا لم تنفذ هذا الإتفاق برمته

وبعد ذلك انطلقت مشاورات بين الحكومة والحوثيين، عن طريق لجنتين محليتين من كلا الجانبين، ولكن كان مصيرها الفشل، بعد أن تمسك الحوثيين بمقترحهم، لإنشاء طرق بديلة ومعابر جانبية توازي المعابر الرسمية، وقوبل هذا المقترح برفض من الحكومة الشرعية، بقولهم إنها ” لا تلبي الاحتياج، وغير نافعة” واليوم يطرح ملف حصار تعز كأول بند من بنود التهدئة والهدنة الجديدة ولكن المليشيا كعادتها تتنصل من كل الوعود والإتفاقات

وبالرغم من وجود ملف حصار تعز، بين ملفات الجهود الأممية والدولية لإحلال السلام في اليمن، إلا أنه غائب على أرض الواقع. منذ أن أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة بتكثيف جهوده للتوصل إلى اتفاق هدنة موسع، من شأنه أن ينص على التوصل إلى اتفاق بشأن فتح الطرق في تعز.. حتى الآن لم يحدث شيء، ولم تفتح الطرق.

ارقام مرعبة

واما اعداد الضحايا من المدنيين فقد اوضح مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان امس السبت إن أكثر من 22 ألف شخص قتلوا وأصيبوا بنيران الحوثيين بمحافظة تعز، منذ فرضهم حصاراً على المدينة قبل نحو 9 سنوات.

وأوضح مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان في تقرير له، أن جماعة الحوثي قتلت 4105 مدنياً واصابة 17948 آخرين بينهم نساء واطفال بمحافظة تعز خلال الفترة من 21 مارس 2015 وحتى 30 يونيو 2023م.

وأضاف التقرير، أن من بين القتلى 878 طفلاً و464 امرأة، ومن بين الاصابات 2132 طفلاً و2660 امرأة”، وفق وكالة سبأ الحكومية.

وأشار التقرير، الى أن عشرات الآلاف من الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي حصدت حياة نحو 779 مدنياً بينهم 38 طفلاً و23 امرأة، وأصيب اثرها 1296 مدنياً بينهم 71 طفلاً و30 امرأة.

وبحسب التقرير، فقد بلغت حالات الاختطاف 496 حالة لمدنيين و 175 حالة إخفاء قسري، و 897 حالة احتجاز تعسفي، و 102 حالة تعذيب، و 97 حالة اعتداء على مدنيين، و 78 انتهاكا لحرية الرأي والتعبير.

ولفت الى أن إجمالي الممتلكات العامة التي طالها الانتهاك 614 ممتلكاً تم تفجير 11 مبانٍ، وتدمير 87 مبنى ومنشأة عامة ولحق الضرر كليا ب 62 منشأة ومبنى، وجزئيا 379 أخرى واقتحام ونهب 29 ممتلكا عاما وتضررت 26 مركبة عامة.

وقال التقرير بأن إجمالي الممتلكات الخاصة التي طالها الانتهاك بلغت نحو 3387 ممتلكا تم تفجير 169 منزلا وتدمير 208 منزلا ومنشأة خاصة ولحق الضرر كليا بـ 323 منشأة ومنزل وجزئيا بـ 1941 أخرى وتم اقتحام ونهب نحو 48 منزلا ومنشأة وتضررت 511 مركبة خاصة ورصد 187 حالة انتهاك أخرى لممتلكات خاصة.

يأتي التقرير، تزامنا مع إطلاق السلطة المحلية في تعز، إلى المشاركة الواسعة في هذه الفعاليات، للتنديد بقطع الحوثيين للطرقات، ومحاصرة الملايين من أبناء المدينة منذ 13 يونيو 2015.

صمت غير مقبول

وازاء هذه المأساة المستمرة أعربت الحكومة عن استغرابها من “استمرار صمت وتجاهل الهيئات الأممية والمنظمات الحقوقية الدولية وضعف جهود المبعوثين الأممي والأميركي لملف حصار مدينة تعز”

حيث اوضحت الحكومة  إن استمرار صمت المجتمع الدولي إزاء حصار وجرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي بحق المدنيين في مدينة تعز” لم يعد مقبولاً”.

جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة حقوق الإنسان ا بالتزامن مع مرور 3000 يوم من الحصار الذي تفرضه الميليشيا الحوثية على تعز، حيث دعت مجلس الأمن الدولي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، ومفوضية حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه المدينة بما يسهم في فضح جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي بحق المدينة والسكان المدنيين.

وشدد البيان على ضرورة “تذكير الضمير العالمي الحر وهيئات المعاهدات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بالمعاناة الإنسانية المستمرة التي تعيشها عشرات الآلاف من الأسر وعلى وجه أشد الأطفال والنساء في مدينة تعز جراء الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين في هذه المدينة من قصف وقنص وهجمات متعمدة بأنواع الأسلحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى