تقارير ومقابلات

الذكرى ال60 لثورة ال14من اكتوبر ..يوم فارق في تاريخ اليمنيين وصمام امان ضد مشارع التقسيم

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف
تعتبر ثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة 1963م حدثا مهما من ابرز الأحداث في تاريخ اليمن المعاصر، بما حملته من مضامين ثورية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية، حيث تفجرت بعدثورة 26 سبتمبر 1962م ضد النظام الامامي الكهنوتي، التي شكلت دعما أساسيا للثورة في جنوب الوطن، والعامل الثاني ذاتي تمثل بتلاحم قوى الثورة والكفاح المسلح بقيادة الجبهة القومية وجبهة التحرير.
ان ثورة الـ 14 من أكتوبر لم تكن وليدة لحظة عاطفية، وإنما انبعثت من قاعدة شعبية منظمة تهتدي الى أدبيات ومبادئ ذات أبعاد وطنية وقومية وإنسانية،فعلى الصعيد الوطني وحدت الثورة التي حملت مضمونا شعبيا، كل فصائلها الثورية التي قادت الكفاح المسلح في ضؤ الأوضاع حينها إبان السلطة الاستعمارية البريطانية والنظام الانجلو سلاطيني، وقدرتها على استيعاب طموحات الجماهير الشعبية بمختلف فئات وشرائح المجتمع صاحبة المصلحة الحقيقة في الثورة والتغيير الاجتماعي.
وبعد 60 عاماً من الثورة ضد المستعمر البريطاني، تعود أهم أهدافها للانتكاسة مجدداً بدعوات التمزيق التي أصبحت أكثر حضورا مع الحرب الجارية في البلاد التي تسبب بها الإنقلاب الحوثي ، وهذه الصيغة الجديدة التي يراد إعادة رسمها من قبل اعداء الوطن
اصطفاف وطني
وبمناسبة هذه الذكرى العظيمة فقد دعا فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي الشعب الى مزيد من الاصطفاف الوطني والعمل الجماعي العريض، للخلاص من نيِر الاماميين الجدد، والوصول الى دولة ضامنة للحقوق والمساواة، وفق دستور جامع يفتح المجال واسعا للشراكة في بناء المستقبل الذي يستحقه جميع اليمنيين، نساء ورجالا.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في خطاب للشعب مساءامس بمناسبة الذكرى الستين لثورة 14 اكتوبر ان “الطريق الى الخلاص من هذه النبتة الشيطانية، يتطلب المزيد من الاصطفاف الوطني، لان الاماميين الجدد هذه المرة يستحوذون على مقدرات الدولة، ومؤسساتها التي بنيت على مدى ستين عاما”.
وشدد فخامته على مواصلة هذه الملحمة الوطنية المستمرة، “دفاعا عن اهداف سبتمبر، واكتوبر، ومن اجل القيم الراسخة التي تنتهي بحكم الشعب نفسه بنفسه، وازالة الفوارق بين الطبقات”، مؤكدا ثقته بان النصر قادم لا محالة مهما كانت التحديات.
وعبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي عن فخر واعتزاز الشعب اليمني بذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.. “اليوم الخالد الذي سطر فيه شعبنا ملحمة اخرى في سبيل حريته واستقلاله، وعزته”.
وقال “في الذكرى الستين لثورة الرابع عشر من اكتوبر، يحق لنا ان نفخر بهذا اليوم الفارق من تاريخ امتنا.. اليوم الذي وضع بلدنا في طريقه الصحيح نحو الدولة الوطنية الموحدة، الحرة والمستقلة”، مشيرا الى ان الرابع عشر من أكتوبر، ” أحدث تغييرا عميقا في بنيتنا الاجتماعية والمؤسسية، وغير وجه الحياة على نحو شامل، بما في ذلك مشروع الدولة الذي انبثق للمرة الأولى في جنوب الوطن كواحد من أهم تجليات النضال الإنساني اليمني، ليهزم بذلك مشروع الفُرقة والتشرذم من نحو ثلاثة وعشرين سلطنة وإمارة ومشيخة، ومستعمرة، لصالح مشروع الدولة الوطنية المستقلة”.
واكد فخامة الرئيس إنه بدون الحديث عن ثورة أكتوبر، لا يمكن ان تكتمل قيمة لأي مشروع وطني من أي نوع، باعتبارها “خلاصة ما بذلته الحركة الوطنية في طول البلاد وعرضها، وفي محورها كانت عدن المدينة الابية، المفتوحة لنضال اليمنيين الذي لا ينتهي في وجه كل مشاريع العبودية، والاستعمار”.
اضاف ” تعلمنا هذه الثورة الستينية معنى ان نكون قوة موحدة لتحقيق النصر المؤزر، الذي شكل لنا لاحقا نصف المعادلة اليمنية، ومدخل رئيس لمفهوم الدولة الذي أحبط الى الابد اي محاولة للاستقواء بانتماءات فئوية، او طائفية، او مناطقية”.
فجر الحرية
ويطلق نشطاء وإعلاميون اليوم السبت 14 أكتوبر حملة إلكترونية، إحياءً للعيد الـ60 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة، التي أخرجت الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن في العام 1963م.
وأشارت دائرة التوجيه المعنوي القائمة على الحملة إلى أن الحملة ستنطلق الساعة الثامنة مساءً يوم غدٍ السبت تحت هاشتاج “#أكتوبر_فجر_الحرية”.
ودعت الدائرة كافة النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام إلى التفاعل مع الحملة.
وسترافق الحملة العديد من المواد الصحفية والفلاشات والتصاميم والتغريدات التي تحيي روح ثورة الـ14 من أكتوبر الخالدة وقادتها الأبطال
يقول الناشظ /سالم عود ان وسائل التواصل الإجتماعي لها دور فعال في احياء هذه الذكرى الوطنية خاصة في نفوس الأجيال والنشئ ويجب على رواد مواقع التواصل بكل انواعها ان يكون لهم دور في هذا الهشتاق كيف لا وقد ضحى اليمنيون لاجل هذه الثورة المجيدة وقدموا قوافل من الشهدء ويضيف ان الثورة اندلعت بعد 124 عاماً من الاحتلال، حيث سيطر البريطانيون على عدن عام 1839، واستمرت الثورة والكفاح المسلح طوال هذه الفترة الطويلة حقا هي من اعظم الثورات واعظم النضالات التي قام بهاالشعب اليمني في الشطر الجنوبي آنذاك
تشابه الإستعمار والإمامه
يقول الكاتب /موسى المقطري في مقال له بمناسبة الذكرى ال60 لعيد ال14من اكتوبر المجيدة بعنوان اشراقات اكتوبرية ان التخادم القديم بين المحتل البريطاني والإمامة مرجعه إلى تشابه مشروعيهما الذي يقوم على الاستبداد السياسي والاجتماعي بغرض نزع قيمة الحرية لدى اليمنيين ، وتتشابه معهم الإمامة الجديدة التي تتخادم مع مشاريع الارتهان الصغيرة وتشجعها في محاولة لتشتيت الاتجاه نحو المشروع الوطني الجامع والذي يقوم على السيادة والاستقلال والحرية ، ويرى الكاتب ان هذا التخادم القديم الحديث هو وصمة عار في جبين مرتكبيه الذين تجردوا من كل معاني الوطنية وباعوا أنفسهم بثمن بخس حين فضلوا الاصطفاف ضد الوطن الذي لايناسبه إلا أن يكون حراً محرراً في ولائه وقراره .
ويضيف ا/انه وبعد ستة عقود من ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين لازالت ثمة مخاطر تهدد استمرار نهج التحرر والانعتاق الذي أرسته الثورتان ، وعلى راس هذه المخاطر المشروع الإمامي الذي يحاول أن يطل براسه من بين ركام الماضي الكهنوتي الأسود ، أضف إلى ذلك مشاريع الارتهان للخارج المنفصلة كلياً عن الوطن الحر الذي كافح لأجله الثوار ودفعوا أرواحهم رخيصة في رحابه ، وتجني مشاريع الارتهان هذه على البلد عبر استقدام نموذج استعماري محدث يترك الأرض حرة لكنه يستعمر الفكر والقرار والثروة، ويعطل كل الامكانات والقدرات ليتحول البلد والشعب لحالة الجمود الذي يخدم القوى المعادية للبلد ، وإن لم يدرك المرتهنون ذلك .
ويؤكدأنه كما أسقط اليمنيون الإمامة مشروعاً وفكراً وممارسة وطردوا الاستعمار ذليلاً مهاناً يجرّ خيباته وجراحه سيكررون نفس المشهد مع الإمامة الجديدة وكافة مشاريع الارتهان الخارجي وإن تغيرت الأسماء أو تلونت الوجوه فاليمني الذي يعشق الحرية لازال حاضراً متأهباً وما نحتاجه اليوم فقط هو إعادة انتاج روح النضال الوطني
14اكتوبر ومشروع الوحدة
ويرى الأستاذ /نضال ناصر ان ثورة اكتوبر كانت اللبنة الأولى لتحقيق الوحدة اليمنية حيث استطاعت توحيد 23 سلطنة ومشيخة وإمارة في جنوب اليمن، ضمن الهدف الأكبر بإعادة هوية الجنوب اليمني كدولة قوية موحدة تستطيع أن تحقق الإنجاز الوطني الأكبر في الوحدة اليمنية، والتي كانت هدفاً جوهرياً للسياسيين والثوار في الجنوب والشمال عقب ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
ويقول ان تحقيق الاستقلال يعتبر أهم خطوة في طريق وحدة التراب اليمني بعد أن كان الشطر الجنوبي ممزقا بين عشرات الإمارات والسلطنات والمشيخيات”.
ويضيف ان الاحتلال كان يسعي لتحقيق أهداف ومصالح اقتصادية في السيطرة على الموانئ وإعطاء اليمنيين الفتات، وعلى عكس ما يروج له أن الاحتلال البريطاني أحدث تطور عمراني واقتصادي، فغالبية الروايات التاريخية تتحدث عن عملية ممنهجة لتدمير الاقتصاد المحلي الطبيعي التي كان جنوب اليمن يتمتع به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى