تقارير ومقابلات

بعد 100يوم من العدوان على غزة ..دمار لامثيل له وعدالة دولية غائبة

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف

100 يوم مرت على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر، حوّلت القطاع إلى خراب مع أحياء كاملة لم يبق منها سوى أنقاض ونظام صحي منهار ومشارح تغص بالعائلات الثكلى ومواطنين منهكين يسيطر عليهم الرعب.
لم يتبق في القطاع الذي تلقى آلاف القذائف عبر مئات الطلعات الجوية، وعاث فيه جنود الاحتلال، إلا عشرات الأحياء المدمرة والمقابر الجماعية، وانتشار الجوع والمرض لمن بقوا أحياء.وفي احدث تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية وصحيفة الجارديان البريطانية بعد 100يوم من الإبادة الجماعية والقصف والدمار الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا، وتسبب في إحداث دمار هائل في قطاع غزة ذكرتا ارقاما مفزعة وشهادات مروعة عن الدمار والاشلاء والابادة الجماعية في قطاع غزة

دمار لامثيل له عبر التاريخ

بعد مرور 100يوم على القصف الإسرائيلي المتواصل ادى ذلك القصف الى استشهاد اكثر من 24الف مدني معظمهم اطفال ونساء واصابة اكثر من 70 الفا ومئات المفقودين.كما تلقت غزة اكثر من 29الف قنبلة من الطائرات الاسرائيلية فضلا عن قذائق الزوارق الحربية والمدفعية كما تحوّل جزء كبير من شمال قطاع غزة إلى أرض قاحلة متربة، وأخلي جزء كبير من سكانه مع مرور القوات والدبابات الإسرائيلية عبره في غزو بري بدأ يوم 27 أكتوبر الماضي وقُتل فيه 186 جنديًا.
وتقول “فرانس برس”: تعرضت مستشفيات ومدارس وجامعات وأماكن عبادة في غزة للقصف. وقالت إسرائيل إن مقاتلي حماس يختبئون في شبكة أنفاق واسعة أسفل البنية التحتية المدنية”.

وأضافت: “لقد تم تدمير أحياء بأكملها كانت تعج بالناس والسيارات والعربات، في قصف واسع النطاق تم الكشف عنه بشكل صارخ في الصور الجوية”.ينقل التقرير عن جامون فان دن هوك، الأستاذ المساعد في جامعة أوريجون، الذي قام برسم خرائط التأثير من خلال رادار الأقمار الصناعية: “إنه -يقصد الدمار- منتشر على نطاق واسع”.

الى ذلك تقول صحيفة الغارديان البريطانية أن الأرقام التي تنشرها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة المستقلة وغيرها، تكون، في كثير من الحالات، عند الحد الأدنى من مقدارها.لذا، فمن المنطقي النظر إلى الصورة التي تقدمها هذه المصادر على أنها تقديرات متحفظة للأوضاع في القطاع الفلسطيني، بدلا من استنتاج أن ضباب الحرب حجب واقع الحال هناك.وتقول الصحيفة ان ارقام الضحايا التي تنشرها وزارة الصحة اقل مماهو في الميدان إن اكثرمن 70% من الضحايا تقريبا من النساء والأطفال. وتفيد تقارير أن نحو 7 آلاف آخرين في عداد المفقودين، ومن المحتمل أن يكون معظمهم قد لقوا حتفهم.وبخصوص النازحين تقول الصحيفة نظرا لحجم الأزمة، فمن الصعب الادعاء بأن الأرقام المتعلقة بأعداد النازحين داخليا دقيقة، ولكن تقديرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أشارت إلى أن 1.9 مليون شخص نزحوا داخليا بسبب الحرب في غزة، أي ما يقرب من 85% من السكان.ويلجأ حوالي 1.4 مليون شخص منهم إلى مرافق الأونروا، ويقيم معظم الباقين مع الأصدقاء أو العائلة أو الغرباء، أو ينامون في العراء. ويعيش الآن حوالي مليون شخص -نصف سكان غزة- في منطقة رفح الحدودية الجنوبية وما حولها، بعد أن كانوا حوالي 280 ألف شخص قبل اندلاع الحرب.

ولم يُسمح إلا لنحو 1100 شخص بمغادرة غزة عبر معبر رفح إلى مصر بحلول أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، طبقا لتقديرات مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن.وتقدر أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن حوالي 65 ألف وحدة سكنية قد دمرت، أو لم تعد صالحة للسكنى. وتضرر 290 ألف منزل آخر، مما يعني أن نحو نصف مليون شخص لم يعد لديهم منزل يأوون إليه.وفي حين أن 500 ألف شخص ليس لديهم منزل، فإن العديد من الأشخاص سيظلون مشردين بسبب حجم الدمار الذي لحق بالمرافق العامة الحيوية في غزة.وتقول منظمة الصحة العالمية إن 23 من أصل 36 مستشفى أصبحت غير صالحة للعمل كليا بحلول 3 يناير/كانون الثاني.كما تعرض نظام التعليم في غزة أيضًا لأضرار بالغة؛ فقد دمرت 104 مدارس أو تعرضت لأضرار جسيمة. وفي المجمل، أُصيب حوالي 70% من المباني المدرسية بأضرار، بينما تُستغل المباني القائمة إلى حد كبير لإيواء النازحين داخليا.
وبسبب النقص في المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي، أضحت الظروف مهيأة لانتشار الأمراض، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 100 ألف حالة إسهال منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، نصفها بين الأطفال دون سن الخامسة.

مقابر جماعية

بعد 100يوم من القتل الممنهج والجماعي والتصفية الجسدية للعزل في غزة لاتزال غزة تلملم جراحها وتحاول ان تلبس الصبر في مواجهة آلة القتل الصهيونية يقول صحفيو الوكالة الفرنسية ان هناك “مقابر جماعية محفورة في البساتين، وساحات المستشفيات، وحتى في ملعب كرة القدم”.
كما “تم نقل الجثث التي تم انتشالها من المباني المنهارة بواسطة الجرافات، وتكديسها في مشارح المستشفيات”.بينما تحدث شهود إلى الصحفيين الفرنسيين، مشيرين إلى “عدم قدرتهم على انتشال الجثث المتحللة من الشوارع خوفًا من تعرضهم للقتل”.
ومن بين مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى، لا يزال 15 مستشفى فقط تعمل بشكل جزئي، حسبما تظهر أحدث أرقام الأمم المتحدة. وقد داهمت القوات الإسرائيلية بعضها.لذلك فإن “التوقعات قاتمة بالنسبة للمرضى الذين يزيدون على 60 ألفًا”، حسب التقرير.
ووصف ريك بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، المستشفيات بأنها “أماكن بها دماء على الأرض وفوضى”. حيث يجرى الجراحون العمليات الجراحية بدون مخدر وعلى ضوء الهواتف الذكية.وقال: “لم أشهد قط هذا العدد الكبير من عمليات بتر الأطراف في حياتي بين البالغين والأطفال”.

عار على الإنسانية

وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، اكدت، أن الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة “تلطخ الإنسانية”، مع مرور 100 يوم على النزاع في القطاع المحاصر.وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، في بيان له: “جسامة الموت، والدمار، والتهجير، والجوع، والخسارة، والحزن في الأيام الـ100 الماضية يلطخ إنسانيتنا المشتركة”،
ويُواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المُكثف وغير المسبوق على قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، للشهر الرابع تواليًا، مُخلّفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء.ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية.وقال ممثل منظمة الصحة العالمية “هناك انقطاع في كل المعدات الطبية تقريبا”، مضيفا “لم أر في حياتي هذا العدد من الأطراف المبتورة”.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ازدادت حالات الإسهال لدى الأطفال الشهر الماضي من 48 ألف حالة إلى 71 ألفا خلال أسبوع، بالمقارنة مع ألفي حالة في الشهر قبل العدوان.وحذّرت مديرة برنامج الأغذية العالمي في المنطقة كورين فلايشر “لم أرّ خلال ثلاثين عاما نقصا في الأغذية بهذا الحجم”.
وقالت لوكالة فرانس برس “إنتاج الأغذية متوقف تماما ولا يستطيع الناس التوجه إلى حقولهم ولا الصيد في البحر، لا سيما مع قصف مرفأ غزة” الذي كان الصيادون يفرغون أسماكهم فيه كل يوم.
أما الأراضي الزراعية، فلا يمكن الوصول إليها. وأصيب العديد من المخابز أو أغلقت لعدم توافر الوقود.
وقالت فلايشر “المتاجر فارغة، ليس هناك ما يمكن شراؤه لتناول الطعام” مضيفة “الناس يتضورون جوعا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى