الأحزاب ودورها في بناء توافق شامل حول القضايا الوطنية والسياسية
الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر
تؤثر الأحزاب بشكل مباشر وغير مباشر على حركة النظام السياسي وشكل الدولة وضمان استمرارها، فهي تؤدي دوراً مهماً في تنشيط الحياة السياسية وصارت تُشكل ركناً أساسياً من أركان النظم الديمقراطية، فأداء الأحزاب ينعكس سلباً أو إيجاباً على نوعية الحياة السياسية وعلى مستوى التطور الديمقراطي والتحديث السياسي وفاعلية النظام السياسي الذي يُعدّ انعكاساً للنظام الحزبي السائد في الدولة، وتُعد الأحزاب إحدى قنوات المشاركة السياسية للمواطن، وكذا إحدى قنوات الاتصال السياسي المنظم في المجتمع، فهي تقوم بالتعبير عن اهتمامات الأفراد وحاجاتهم العامة والعمل على تحقيقها من قِبَل الحكومة، بفضل الضغط الذي تمارسه الأحزاب على صنَّاع السياسة العامة الرسميين، وكذلك نقل رغبات وسياسات الحكومة إلى المواطنين والعمل على تعبئة الجهود والمواقف المتباينة إزاءها، إما دعماً وإما ورفضاً.
ورغم الهزات الإرتدادية التي خلفتها الاحداث في اليمن والانقسام والظروف الصعبة التي تسبب بها الإنقلاب الحوثي في 2014الا ان الحزاب السياسية لها دورمحوري في توحيد الصف الوطني وتوجيه البوصلة لمقارعة الإنقلاب ولم الشمل والحفاظ على مقدرات الوطن .
توجيه الرأي العام
ومع ان الاحزاب تشارك في السلطة سواء في التفرد بالاغلبية او في حكومات شراكة اوتقاسم الا ان الاحزاب لها دور محوري في السلطة والمعارضة ولها دور مهم في توجيه الرأي العام وتثقيف الجماهير في القضايا الوطنية المحورية ونبذ كل المهددات التي تؤثر سلبا على إثارة الرأي العام حول القضايا العامة،
يرى الباحث في العلوم السياسية /”عدنان احمد “من القاهرة..ان الأحزاب السياسية بالفعل تؤثر على الرأي العام وتعمل على تعزيز القيم السياسية للأفراد من خلال النص عليها في برامجها باعتبارها قيمًا عقلانية، كما تساهم على تعزيز المشاركة السياسية من خلال إضفاء الطابع الاجتماعي على أدوار الأفراد وتعريفهم بكيفية تنظيم الحكومة، وكيف تؤثر الخدمات الحكومية على حياتهم، وكيفية التأثير على إدارة المناصب الرسمية، فيقوم بمهمة التثقيف والتوعية،
ويضيف / ان تنفيذ السياسة العامة او النظام الأساسي هي عملية تحويلها من حالتها الإعلانية إلى حالة ميدانية أو فعلية (كعمل تنفيذي)، أي ترجمة ذلك القرار بما ينطوي عليه من أهداف وقواعد ومبادئ إلى خطط وبرامج عمل محددة عن طريق مراحل صنع السياسة العامة، وعلى ذلك فإن للأحزاب السياسية دور جوهري في هذه العملية، إذ أنها تقوم بتحويل طلبات معينة إلى سياسات، وذلك تبعًا لعدد الأحزاب الموجودة في النظام السياسي.
الوضوح والشفافية
ومازالت الاحزاب تعمل بشكل متواصل، لإخراج اليمن من عنق الزجاجة، والتعاطي الايجابي مع كل المبادرات، التي توصل اليمن الى بر الامان، بما يتوافق مع المرجعيات الثلاث ،والقرارات الدولية ذات الصلة ،وبما ينهي الانقلاب وآثاره ،وآخر تلك اللقاءات الأربعاء، مع “هانس غروندبرغ” المبعوث الأممي حيث اعلن اطلاق سلسلة من الحوارات السياسية مع مجموعة من الفاعلين اليمنيين في عمّان بهدف دفع عملية السلام في اليمن. وأضاف في بيان صادر عنه الأربعاء، أنه وخلال هذه الاجتماعات برز توافق واسع على ضرورة الشفافية والمناقشات الشاملة لوضع خريطة طريق.
وبحسب البيان، تضمنت هذه الاجتماعات، والتي عُقدت في العاصمة الأردنية عمّان، عدداً من المناقشات مع ممثلين عن حزب الرشاد والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري والحزب الاشتراكي اليمني وكذلك ممثلي المجتمع المدني، فيما برز توافق واسع على ضرورة الشفافية والمناقشات الشاملة لوضع خريطة طريق. وأكد الفاعلون السياسيون وممثلو المجتمع المدني على الحاجة الملحة للتعافي الاقتصادي والاستجابة الإنسانية العاجلة، مشيرين إلى أن القضايا الحيوية – مثل دفع الرواتب وفتح الطرق الرئيسية – لا يمكن تأجيلها لحين الوصول إلى تسوية سياسية.
وشددت الأحزاب على أن معالجة هذه القضايا العاجلة أمر ضروري لكسب دعم المواطنين وتخفيف معاناة اليمنيين. وخلال الحوارات، قدم كل طرف وجهات نظر متعددة حول الجهود الجارية لتحقيق السلام. من بين القضايا التي تم طرحها كانت أهمية الشمولية السياسية، مع التأكيد بقوة على أن “المستقبل السياسي لليمن يجب أن يكون مملوكاً لليمنيين، دون إقصاء”، كما طرحت قضية الحاجة إلى مزيد من الإيضاحات بشأن عملية وضع خريطة الطريق.
وفي ما يتعلق بالعملية السياسية، كانت هناك دعوة قوية لمعالجة جذور النزاع في اليمن من خلال نهج تدريجي للعملية الانتقالية، يركز على استعادة مؤسسات الدولة وضمان انسحاب الانقلاب.
رشاد مأرب “انموذجا “
ويبرز دور الاحزاب وفاعليتها في الحياة السياسية والاجتماعية ،في محافظة مأرب دور” حزب الرشاد” الذي يتجاوز دوره في العمل التنظيمي والحزبي، الى دور فاعل في الحياة السياسية والاجتماعية العامة في مأرب يقول الاستاذ /علا عبدالله ..ناشط
ان قيادة حزب الرشاد في مأرب لها دور كبير في لم الشمل الوطني، والمساهمة في التنمية في المحافظة، وهذا يدل على البصمات الكبيرة التي حققها ومايزال رئيس الرشاد في المحافظة الشيخ المناضل / “عبدالرحمن الاعذل المرادي “ويضيف الاستاذ علا /ان احدث صورة للدور المحوري والفعال للرشاد في مأرب هو الاجتماع الذي دعا له رئيس الرشاد في المحافظة الثلاثاء بعد ان جمدت بعض الاحزاب نشاطها في التحالف الوطني ،وبعد التذمر الواضح من الوضع الإقتصادي المتدني ،وتدهو العملة وبدعوة من رئيس” حزب الرشاد “في المحافظة ناقشت الأحزاب جملة من المواضيع السياسية والاقتصادية على الصعيد المحلي والوطني وخاصة تدهور الوضع الاقتصادي وتراجع العملة الوطنية وارتفاع الأسعار ودور الحكومة في التخفيف من معاناة المواطن، الذي أصبح في وضع معيشي صعب لا يطاق.ووقف الاجتماع أمام العملية السياسية بمارب، بما في ذلك تعليق بعض الأحزاب لنشاطها ضمن التحالف الوطني.
ودعا المجتمعون الى مزيد من التلاحم ووحدة الصف الوطني والالتفاف حول القيادة وخلق اجواء توحد الموقف الفعلي في صفوف مواجهة الإنقلاب
واكد المجتمعون على أهمية احترام قناعات كل حزب، وأكدوا على أن المرحلة توجب العمل الدؤوب لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات.وشدد المجتمعون على وحدة الصف الوطني والعمل الجمعي المثمر، بما يخدم المصلحة العامة للمحافظة وللبلاد عموما، انطلاقا من قناعاتهم الراسخة لأهمية وحدة الأحزاب السياسية وتلاحمها في مواجهة التحديات الراهنة وإصرارها على العمل من أجل تحقيق تطلعات أبناء المحافظة.
كما أقر الاجتماع استمرارية اللقاءات والاجتماعات دوريا، واتفق المجتمعون على وضع آلية منظمة للعمل السياسي بما في ذلك الاجتماعات الدورية والاستثنائية.