اقتصاد

النفط يواصل تراجعه بفعل زيادة المعروض

الرشاد بـــــــــرس ـــــــــ اقتصــــــــــــــاد
تراجعت اسعاز النفط، اليوم الثلاثاءبواقع 4%مع زيادة المعروض وبعد الضربة العسكرية المحدودة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي على إيران.
و تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم ديسمبر/كانون أول، بنسبة 6 بالمئة إلى 71.1 دولارا للبرميل.
بذلك، تراجعت علاوة المخاوف الجيوسياسية على أسعار النفط، والتي أضيفت خلال الأسابيع الماضية منذ أن شنت طهران هجوما بصواريخ كروز ضد أهداف إسرائيلية مطلع أكتوبر/تشرين أول الجاري.
وإيران منتج للنفط الخام، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 3.3 ملايين برميل يوميا، إلا أن أهميتها الأخرى وقوعها على مضيق هرمز، التي يمر من خلاله أكثر من 27 مليون برميل نفط ومشتقاته يوميا من جانب العراق ودول خليجية، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وخفضت منظمة “أوبك” توقعاتها للطلب العالمي على النفط للمرة الثالثة خلال 3 أشهر، بسبب تباطؤ اقتصاد الصين من بين أسباب أخرى. ورغم التوقعات المتشائمة، يعتزم التكتل بدء رفع الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً في إطار زيادات تدريجية شهرية ستبدأ في ديسمبر. وفي الوقت نفسه ينمو إنتاج الدول غير الأعضاء في “أوبك” بمعدل كبير، خصوصاً في الأميركتين، فيما تتجه الولايات المتحدة، وغيانا، وكندا، والبرازيل إلى إضافة نحو مليون برميل يومياً خلال 2025، بحسب باريت.
قالت كيم فوستيير، مديرة بحوث أسهم شركات النفط والغاز الأوروبية في “إتش إس بي سي”، في مقابلة، إن الاقتراض لتمويل عمليات إعادة شراء الأسهم قد يمثل استخداماً نافعاً للسيولة عندما تتسم ميزانيات الشركة بقوة مقبولة. والسؤال هنا هو إلى متى سيستمر ذلك؟.
انخفاض أرباح التكرير عالمياً
تعتمد الشركات على نشاط التكرير في أغلب الأوقات للمحافظة على استقرار الأرباح عند تراجع أسعار النفط، إلا أنه يواجه ضغوطاً أيضاَ. حيث حذرت “إكسون” و”توتال” و”بي بي” و”شل” جميعاً من انخفاض هوامش الربح في وحدات إنتاج الوقود على مستوى العالم خلال الربع الثالث، وسط تراجع الطلب على الوقود الأحفوري وزيادة العرض.
كتب محللو “بنك أوف أميركا” في مذكرة صدرت الشهر الجاري أن “العصر الذهبي للتكرير الذي استمر 70 عاماً” يقترب من نهايته، وسط “التآكل المستمر” لهوامش الربح منذ المستويات القياسية في 2022، وأن قدرة التكرير على مستوى العالم سترتفع بمقدار 730 ألف برميل يومياً في 2025، و660 ألف برميل يومياً في 2026، حيث ستعوض زيادة الإنتاج في المكسيك والشرق الأوسط والصين تأثير الإغلاقات في الولايات المتحدة وأوروبا.
المستثمرون يترقبون الإعلان عن الأرباح
حقق سهم “إكسون” الأداء الأفضل بين شركات النفط الكبرى هذا العام، حيث ارتفع 20% وزادت القيمة السوقية للشركة بمقدار 130 مليار دولار. ما يتجاوز القيمة الإجمالية لشركة “بي بي”. وسيترقب المستثمرون ليرون ما إذا كانت الشركة ستواصل الارتفاع الكبير في الإنتاج في غيانا، حيث تسيطر على اكتشاف نفط يبلغ 11 مليار برميل، وفي حوض البرميان في الولايات المتحدة، حيث توسعت في الآونة الأخيرة عبر الاستحواذ على “بايونير ناتشورال ريسورسز” مقابل 60 مليار دولار، وينتج كلا المشروعين الخام بتكلفة أقل من 35 دولاراً للبرميل.
سجل سهم “شيفرون” أداءً دون مستوى سهم منافسته الأميركية هذا العام، بعد توقف صفقة الاستحواذ على شركة “هيس” مقابل 53 مليار دولار، نتيجة نزاع تحكيمي مع “إكسون”. وسيحرص الرئيس التنفيذي، مايك ويرث، على أن يؤكد أن مشروع “تنغيز” في كازاخستان، الذي تأخر وتجاوزت تكلفته الميزانية المحددة، في طريقه للاكتمال العام المقبل، وأن يعرض المستجدات بخصوص عمليات الشركة في الغاز الإسرائيلي، بعد خسارة وقت الإنتاج بسبب الصراع الدائر مع إيران وحلفائها في المنطقة.
وأشارت فوستيير من “إتش إس بي سي” إلى أن المستثمرين سيترقبون أيضاً استمرار عودة أرباح التداول إلى المستويات الطبيعية، ما قد يمثل رياحاً عكسية أساسية أمام “بي بي” و”شل”، اللتان حققتا أرباحاً كبيرة من هذا النشاط بحسب البيانات التاريخية. ستبدأ “بي بي” موسم الإعلان عن أرباح شركات النفط الكبرى في 29 أكتوبر.
الأكثر قراءة
المصدر: رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى