“منظمة” تكشف عن الانتهاكات الحوثية وجرائم الإبادة الجماعية في “آل مسعود “بالبيضاء
الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر / صالح يوسف
شهدت منطقة “حنكة آل مسعود” بمحافظة البيضاء حملة عسكرية واسعة، وتدمير ممنهج وإبادة جماعية، شنتها مليشيا الحوثي الإرهابية في يناير الماضي، في واحدة من أسوأ الانتهاكات التي وثقتها منظمات حقوقية داخلية وخارجية
التقارير الحقوقية الصادرة عن تلك المنظمات كشفت عن انتهاكات جسيمة لم تتعرض لها وسائل الإعلام حيث شملت القصف العشوائي، وفرض حصار خانق، واعتقالات تعسفية، ونهب ممتلكات، إضافة إلى استهداف النساء والأطفال، ما جعلها من أخطر الانتهاكات المروعة التي شهدتها بلادنا منذ الانقلاب الحوثي 2014
وفي احدث تلك التناولات والتقارير ماصدر، امس السبت ،عن منظمة سام للحقوق والحريات، حيث وصفت ما جرى في “حنكة آل مسعود” بأنه “جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تمثلت بمقتل أكثر من 15 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح بليغة”، مؤكداً “أن ما ارتكبه الحوثيون في “حنكة آل مسعود” يعد من أسوأ الجرائم التي شهدتها اليمن في السنوات الأخيرة”.
وارتكب الحوثيون تلك الجرائم وفق التقرير المعنون بـ”حنكة آل مسعود.. صرخات مدفونة تحت الأنقاض”، بعد حملة عسكرية، نفذوها ضد السكان، تخللتها عمليات قصف جوي ومدفعي مكثف، وفرض حصار خانق، واعتقالات تعسفية، ونهب ممتلكات، وانتهاكات طالت النساء والأطفال.
وأشارالتقرير إلى أن القصف العشوائي والتدمير الممنهج، أدى إلى تدمير 10 منازل بشكل كامل، إضافة إلى إحراق مسجد ومدرسة لتحفيظ القرآن، لافتاً إلى أنه وثّق حالات نهب لممتلكات المدنيين، شملت أموالًا ومجوهرات ومقتنيات ثمينة تقدر بعشرات الملايين من الريالات اليمنية.
وذكر أن المليشيا الحوثية خلال الحملة اعتقلت أكثر من 500 مدني، بينهم كبار سن وأطفال، ونُقل بعضهم إلى سجون مجهولة دون أي مسوغات قانونية.
ولفت إلى أن المليشيا عملت على فرض الفكر المذهبي بالقوة، من خلال إغلاق المدارس الدينية، وإجبار السكان على حضور دورات ثقافية طائفية، إضافة إلى استبدال خطباء المساجد بأفراد موالين لها.
وتطرّق تقرير “سام” إلى دوافع حملة الحوثيين، الذي وضعها “في إطار محاولة الجماعة فرض سيطرتها المطلقة على محافظة البيضاء، بعد رفض السكان تنفيذ مطالبها بتسليم أشخاص وصفتهم الجماعة بـ”المطلوبين”.
إلى ذلك أورد التقرير تسلسلاً زمنياً لأيام الحملة العسكرية التي بدأت يوم 5 يناير 2025، حيث فرضت جماعة الحوثي حصارًا مشددًا على المنطقة، ومنعت دخول المواد الغذائية والدوائية، وقطعت الاتصالات والإنترنت، مما جعل السكان في عزلة تامة.
ففي 9 يناير، بدأت الجماعة الحوثية المدعومة إيرانيا، بقصف المنطقة بالطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى احتراق منزل بالكامل وتضرر عشرات المنازل الأخرى، إضافة إلى إحراق مسجد القرية. وأسفر القصف عن مقتل شخصين وإصابة 11 آخرين، بينهم ثلاث نساء.
وفي 10 يناير، أرسلت جماعة الحوثي تعزيزات عسكرية ضخمة، شملت دبابات وعربات مدرعة، كما قامت بإحكام السيطرة على مداخل المنطقة لمنع أي محاولة للهروب أو تلقي مساعدات من القرى المجاورة.
وفي 11 و12 يناير، نفذت الجماعة حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 500 مدني، بينهم أطفال وكبار سن، وتم نقل المعتقلين إلى سجون في رداع وصنعاء وسط تقارير عن تعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب.
“سام” في تقريرها دعت المجتمع الدولي إلى “رفع الحصار فورًا عن منطقة حنكة آل مسعود، وضمان وصول المساعدات الإنسانية”، كما دعته إلى “فتح تحقيق دولي شفاف في الجرائم المرتكبة، وإحالة المسؤولين عنها إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
وفي الوقت نفسه طالبت بممارسة ضغوط دبلوماسية على المليشيا والمصنفة منظمة ارهابية لإجبارها على احترام القانون الدولي، ودعم جهود توثيق الانتهاكات، وتكثيف حملات المناصرة لحماية المدنيين في اليمن.
الى ذلك وثق تقرير حقوقي صادر عن” الشبكة اليمنية للحقوق والحربات “اواخر يناير المنصرم ،رصد أكثر من ثمانية آلاف واقعة انتهاك ارتكبتها مليشيا الحوثي في محافظة البيضاء خلال عشر سنوات.
وقالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في تقرير بعنوان “قيفة.. مسرح مفتوح لإرهاب الحوثيين” إن الانتهاكات تنوعت بين عمليات القتل والإصابة والاختطاف والتعذيب وتفجير المنازل وغيرها.
وأشار التقرير الى أن المليشيات استخدمت وسائل قتل متنوعة، حيث وثقت الشبكة (61) حالة قتل نتيجة القنص المباشر، و(285) حالة قتل بالطلق الناري المباشر، و(198) حالة نتيجة القصف العشوائي، و(214) حالة بسبب الألغام الأرضية، و(41) حالة إعدام ميداني، و(13) حالة قتل نتيجة تفجير منازل، و(18) حالة اغتيال، و(14) حالة قتل تحت التعذيب، و(8) حالات قتل دهس بالأطقم والعربات التابعة للمليشيا، و(17) حالة قتل نتيجة حوادث أخرى.
وذكر التقرير أن قرية “حنكة آل مسعود” في مديرية القريشية، كانت هدفا لحصار استمر لأكثر من أسبوع، حيث استخدمت المليشيا الطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة لتدمير المنازل وتهجير الأسر، ما أدى إلى مقتل 7 مدنيبن واصابة 18 آخرين بينهم نساء وأطفال، كما شنت المليشيا حملة اختطافات واسعة طالت 400 مدني على الأقل بينهم أطفال وشيوخ.
ووثق الفريق الميداني للشبكة، قيام مليشيا الحوثي يوم الخميس الموافق 9 يناير 2025، بتفجير كلي لنحو (16) منزلًا، وإحراق (5) منازل أخرى، نتيجة القصف العشوائي بالطيران المسيّر، وأسفر القصف عن تدمير جزئي لمعظم منازل منطقة حنكة آل مسعود في تجمعاتها السكنية السبعة، وهي: الصرم، السبلة، كبادة، القابل، القاع، رأس الشفا، والمشواف.
ولفت التقرير الى ان المليشيات الحوثية، شنت حملة اختطافات واسعة استهدفت أهالي القرية، حيث اختطفت ما لا يقل عن (400) مدني، بينهم أطفال وشيوخ، وتم نقل (360) منهم إلى سجن إدارة أمن مديريات رداع بمنطقة الكمب، بينما تم نقل (60) آخرين إلى السجن المركزي بمدينة رداع. وأسفرت هذه الحملة عن مقتل نحو (7) مدنيين، وإصابة (18) آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وأكدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أن هذه الجرائم تمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وهي ترقى إلى جرائم حرب تعكس الطبيعة الإجرامية لمليشيات الحوثي، وأضافت الشبكة أن المليشيات تستهدف المدنيين الأبرياء، وتنفذ أجندة طائفية عنيفة تهدف إلى بث الرعب والخوف بين السكان المدنيين، وتعزيز نهجها الدموي.