النفط يستقر عند ادنى مستوى بفعل العقوبات الجمركية
الرشــــــــــــــــاد بــــــــــــــــرس ــــــ اقتــــــــــصاد
استقرت أسعار النفط قرب أدنى مستوياتها بغعل المواقف الجيوسياسية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والتهديدات بفرض رسوم جمركية على التوقعات.
تم تداول خام “برنت” دون 75 دولارا بعد انخفاض بنسبة 2.1 % يوم الأربعاء، ليمحي جميع المكاسب منذ بداية العام، بينما كانت أسعار خام تكساس قرب 71 دولارا.
يتوقع أن تدخل التعريفات الانتقامية التي فرضتها الصين على أمريكا حيز التنفيذ اعتبارا من يوم الاثنين، ما يشعل حربا تجارية قد تؤثر على النمو العالمي، في حين تم إدانة مقترح ترمب للسيطرة على غزة، من جميع دول العالم تقريبا.
سحب المستثمرون أموالهم من أسواق النفط والوقود منذ تولي ترمب منصبه، ما أدى إلى انخفاض الأسعار، رغم استمرار القلق بشأن مزيد من القيود على إمدادات إيران وروسيا، فضلا عن الرسوم المؤجلة على نفط كندا والمكسيك. وقد عزز ذلك بعض درجات النفط في الشرق الأوسط، حيث رفعت السعودية سعر الخام الرئيسي المورد لآسيا بأكبر زيادة منذ أكثر من عامين.
ويرى اقتصاديون أن عاملين اثنين أثرا على أسعار النفط، ويتوقع أن يستمرا خلال الشهور الأولى لولاية الرئيس الأمريكي الجديد، ترقبا لخطوات عملية أعلن عنها بشأن صناعة النفط في الولايات المتحدة.
وتتضمن هذه السياسة استئنافا واسع النطاق لتراخيص النفط والغاز ووقف مشاريع طاقة الرياح البحرية، التي يزعم أنها “تقتل” الحيتان والطيور، “منذ اليوم الأول” في البيت الأبيض.
كما تعهد ترامب بإنهاء الاعتمادات الضريبية الخضراء والإعانات المتعلقة بالطاقة الخضراء، في استكمال لسياسته القائمة على الطاقة التقليدية، منذ أن كان رئيسا قبل 8 سنوات.
ويطمح ترامب إلى استغلال ثروات بلاده في الطاقة التقليدية، لخفض أسعار الوقود المباع في الأسواق المحلية، والذي يعتبر مدخلا رئيسا في إنتاج آلاف السلع الحيوية، ضمن جهود لخفض الأسعار على المستهلك النهائي.
اماالعامل الثاني الذي سيؤثر على أسعار النفط عالميا، هو قوة الدولار الناتج عن توترات جيوسياسية وتجارية قد تتسبب بها سياسات ترامب الخارجية، خاصة مع الصين والاتحاد الأوروبي.
وفي يوم إعلانه الفوز، صعد مؤشر الدولار إلى 105.4 نقطة وهو أعلى مستوى منذ 4 شهور، إذ تصبح العملة الأمريكية ملاذا آمنا من أية مخاطر قد تنشأ إلى جانب الذهب.
والدولار القوي يزيد تكلفة شراء النفط من جانب الدول المستوردة له، لأنها ستكون بحاجة إلى عملات محلية أكثر للحصول على الدولار لتوفير فاتورة الواردات النفطية، وهي زيادة سيتحمل المستهلك النهائي كلفتها.
لذلك، مع صعود الدولار، يتراجع الطلب العالمي على النفط الخام، وتتراجع أسعاره كما حصل في جلسة الأربعاء، عندما تراجعت أسعار النفط بمقدار دولارين تقريباً، بعد صعود الدولار.
المصدر:رويترز