الاحتلال ينسحب من جنوب لبنان باستثناء 5 مواقع استراتيجية
الرشاد بــــــــــــــــــــــرس ـــــــــــ عربـــــــــي
أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، صباح الثلاثاء، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد انسحب من القرى والبلدات التي كان يحتلها في جنوب لبنان، باستثناء خمس نقاط استراتيجية على طول الحدود. وذكرت الوكالة الرسمية أن قوات العدو الإسرائيلية انسحبت فجر اليوم من عدد من القرى الجنوبية مثل يارون، مارون الراس، بليدا، ميس الجبل، حولا، مركبا، العديسة، كفركلا، والوزاني.
في المقابل، أكدت الوكالة أن إسرائيل أبقت على وجودها في خمس نقاط رئيسية على الحدود، بزعم أن هذه النقاط تتقابل مع تجمعات استيطانية هامة.
وجاء هذا التطور بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، والتي تم الاتفاق عليها في إطار وقف إطلاق النار بين الطرفين. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق عن عزمه الإبقاء على وجوده في خمس نقاط استراتيجية على الحدود اللبنانية.
وتزامن انسحاب القوات الإسرائيلية مع تأكيد مسؤول أمني لبناني بدء إسرائيل في سحب قواتها من بعض القرى الحدودية، فيما تقدم الجيش اللبناني إلى تلك المناطق. بدورها، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن القوات الإسرائيلية قد أنهت انسحابها مع نهاية المهلة المتفق عليها.
وفي السياق الإنساني، تشير التقارير إلى أن نحو 100 ألف لبناني لا يزالون بين النازحين، من أصل أكثر من مليون شخص فروا من منازلهم بسبب القصف المتبادل. وقد دعت بلديات عدة، من بينها بلدية ميس الجبل، المواطنين إلى التريث في العودة إلى مناطقهم لحين استكمال انتشار الجيش اللبناني وفتح الطرقات لضمان “دخول آمن”.
وفي تصريحات له، أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن قلقه إزاء عدم تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، مؤكدًا أن الرد سيكون عبر موقف وطني موحد. وأضاف عون أن لبنان لا يتحمل حربًا جديدة، وأن الخيار الدبلوماسي هو الأنسب للتعامل مع الوضع، مشيرًا إلى جاهزية الجيش اللبناني للتمركز في القرى التي ستنسحب منها القوات الإسرائيلية.
في هذه الأثناء، واصل الجيش اللبناني انتشاره في العديد من القرى الحدودية المحاذية للخط الأزرق والجدار الإسمنتي، خاصة في مناطق ميس الجبل، بليدا، حولا، مركبا وعديسة، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.
تجدر الإشارة إلى أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، ليضع حدًا للتصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، الذي بدأ في 8 أكتوبر 2023 وتحول إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر الماضي. وكان من المقرر أن يكتمل انسحاب الجيش الإسرائيلي بحلول 26 يناير 2025، إلا أن إسرائيل تأخرت في تنفيذه، مما استدعى تمديد المهلة حتى 18 فبراير 2025.
ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ارتكبت إسرائيل نحو 925 خرقًا للهدنة، أسفرت عن استشهاد 74 شخصًا وإصابة 265 آخرين، وفقًا للإحصاءات الرسمية اللبنانية. وقد أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن مقتل 4104 أشخاص، وإصابة نحو 16,890 آخرين، من بينهم العديد من الأطفال والنساء، بينما اضطر نحو 1.4 مليون شخص إلى النزوح من مناطقهم.
المصدر: الأناضول