أخبار العالم

ترامب يطرح خطة لشراء غرينلاند واستحواذ على المعادن النادرة في أوكرانيا

الرشاد بـــــــــــــــــــــــــــرس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي

أثار إعلان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عن رغبته في شراء جزيرة غرينلاند التابعة للدانمارك، العديد من التساؤلات والانتقادات. حيث استند ترامب إلى مخاوف أمنية، معتبراً الموقع الاستراتيجي للجزيرة عاملًا رئيسيًا في هذه الرغبة. لكن هذا الطرح يتجاهل الأبعاد الجيوسياسية التي قد تنشأ من وراء هذه الخطوة. فغرينلاند ليست مجرد أرض غنية بالموارد، بل هي جزء من دولة ذات سيادة ولها تاريخ طويل في علاقاتها مع الدول الأخرى، مما يثير تساؤلات حول مدى احترام ترامب لسيادة الدول ومبادئ السياسة الدولية.
أما بالنسبة لمساعيه للاستحواذ على المعادن النادرة في أوكرانيا، فإن هذا الاقتراح يثير العديد من المخاوف. إذ يبدو أن إصرار ترامب على الحصول على 50% من احتياطيات المعادن النادرة في أوكرانيا يعكس نهجًا استعماريًا جديدًا في السياسة الأميركية، مما يضعف من مبدأ السيادة الوطنية لدولة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، تثار تساؤلات حول مصداقية الادعاءات الأوكرانية بشأن احتياطياتها المعدنية. فالمعلومات المتوفرة، بما في ذلك تلك التي نشرتها وسائل إعلام مرموقة مثل بي بي سي وفوربس، تعتمد على تقديرات غير مؤكدة من قبل الحكومة الأوكرانية، مما يفتح المجال للانتقادات حول مصداقية هذه الادعاءات.
علاوة على ذلك، لا يمكن إغفال الأبعاد الاقتصادية لهذه الأطماع. فالسوق العالمي للعناصر الأرضية النادرة، الذي من المتوقع أن يشهد نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، يُعد ساحة تنافسية معقدة. ويُظهر التحليل أن الولايات المتحدة ليست فقط دولة تعتمد على هذه المعادن في صناعاتها المتقدمة، بل تواجه أيضًا تهديدات اقتصادية جراء انحصار الإنتاج في عدد محدود من الدول. إلا أن سعي ترامب للاستحواذ على 50% من الموارد الطبيعية في أوكرانيا يشير إلى محاولة للسيطرة على سوق حيوي بشكل يتناقض مع مبادئ التجارة الحرة والتعاون الدولي.
ختامًا، تشير هذه التحركات إلى تهديدات غير مباشرة للسلام والاستقرار في مناطق حساسة مثل أوكرانيا، مما يثير التساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء هذه السياسة.
المصدر /رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى