شهر رمضان: فرصة روحية لتجديد الإيمان ومواجهة تحديات الحياة
الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر
يستقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك بحفاوة وفرح عميق، حيث يعد هذا الشهر فرصة هامة للتزود بالإيمان وتجديد العهد مع الله تعالى. إنه شهرٌ عظيم منحنا الله إياه، تتفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، وتتجلى فيه الرحمة الإلهية. وفي هذه الأجواء الروحانية، يعيش المسلمون طقوساً تعبديّة تجعلهم يشعرون بالقرب من الله، ويغتنمون الفرصة لتطهير نفوسهم من الذنوب والمعاصي.
شهر رمضان، بفضائله العظيمة، يمثل فرصة لا تعوض لتزكية النفوس، وتجديد العزيمة على طاعة الله. فقد أكد العديد من العلماء أن المسلم مطالب في هذا الشهر الكريم باستغلال هذه اللحظات المباركة. ففي رمضان يتأهب المسلمون للصيام والقيام، ويكثرون من تلاوة القرآن والدعاء، وهي فرص لإعادة ترتيب حياتهم الروحية ومراجعة أعمالهم، وتخليصها من التراكمات السلبية.
فرصة للتوبة
الاستاذ/ عبدالباري محمد من “عدن” يرى أن شهر رمضان هو فرصة نادرة تمنحها رحمة الله للإنسان. ففيه يتجدد الأمل بالرجوع إلى الصراط المستقيم والتوبة الصادقة من الذنوب. ويضيف قائلاً: “شهر رمضان هو نفحة من نفحات الرحمة الإلهية، وهي فرصة لالتماس هذه الرحمة التي يمكن أن تغير حياة المسلم للأفضل”. وأكد أن الصائم الذي يؤدي الطاعات بإيمان واحتساب قادر على التخلص من آثار الخطايا، ويحظى بغفران الله. فقد أشار إلى أن الصوم في هذا الشهر ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل هو تربية أخلاقية وسلوكية تؤدي إلى تغير الإنسان نحو الأفضل.
أجواء روحانية
أما الشيخ “علاء عبدالله” من- لحج-، فقد أكد أن شهر رمضان هو شهر الخيرات والبركات، وفيه تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة، وتصفد الشياطين، مما يضاعف فرص المسلم في الحصول على أجر عظيم. وأوضح أن من السنة استقبال رمضان بالدعاء، قائلاً: “اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام”، وهي دعوة تعكس شوق المسلمين لهذا الشهر المبارك.
شهر صلاة التراويح
في مدينة” الشيخ عثمان” بعدن، امتلأ جامع النور بمئات المصلين الذين قدموا من مختلف حارات المدينة لأداء صلاة التراويح، في مشهد يعكس روحانية الشهر. شهد جامع العيدروس توافد مئات المصلين من مختلف الأحياء في أول أيام رمضان لأداء صلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم، مما يعكس تزايد الاهتمام بالعبادات في هذا الشهر الفضيل.
رمضان تزكية للنفوس
ويقول الأستاذ/ عمر مدي من “البريقة” إن رمضان هو شهر نزول القرآن، وهو فرصة عظيمة لتهذيب النفس والابتعاد عن المعاصي، والتركيز على العبادات والطاعات التي تقرب المسلم من الله. وأضاف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من العبادات في رمضان، وكان سخاؤه بالخير يتضاعف، حتى أصبح أكثر سخاءً من الريح المرسلة. وهذا يجب أن يكون قدوة لنا في كيفية الاستفادة من كل لحظة في هذا الشهر المبارك.
خاتمة
شهر رمضان هو فرصة ثمينة ليس فقط لتطهير النفوس من الذنوب، بل لتعزيز الإيمان وتنمية الفضائل الأخلاقية. من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة، والتفكر في نعم الله، والابتعاد عن المعاصي، يمكن للمسلم أن يعيد ترتيب حياته ويجعل من رمضان محطة إيمانية تعينه على مواجهة مصاعب الحياة بتقوى الله وإرادته القوية.
