العفو الدولية: الهجمات الإسرائيلية على المرافق الصحية في لبنان جرائم حرب
الرشـــــــــــــــــــــــــاد بــــــــــــــــــــــرس ـــــــــــ عربـــــــــي
دعت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، إلى فتح تحقيق في الهجمات التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على المرافق الصحية وسيارات الإسعاف والعاملين في المجال الصحي في لبنان خلال المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، معتبرة هذه الهجمات “جرائم حرب”.
وشهدت الحدود الجنوبية للبنان، في عام 2024، تصعيداً عسكرياً دامياً أسفر عن دمار واسع وأوقع العديد من الضحايا، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، بوساطة أمريكية.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقريرها: “يجب التحقيق في الهجمات المتكررة التي استهدفت المرافق الصحية وسيارات الإسعاف والعاملين في المجال الصحي، حيث أنهم ومنشآتهم يتمتعون بالحماية بموجب القانون الدولي، ويجب اعتبار تلك الهجمات جرائم حرب”.
وأشارت المنظمة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف، خلال الحرب، سيارات إسعاف تابعة للهيئة الصحية الإسلامية، متهمة إياها بنقل مقاتلين وأسلحة.
وأحصى وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، في كانون الأول/ ديسمبر 2024، ما يقارب 67 هجومًا على المستشفيات، 40 منها استهدفت بشكل مباشر، أسفرت عن مقتل 16 شخصًا، بالإضافة إلى 238 هجومًا على هيئات الإنقاذ أسفرت عن استشهاد 206 آخرين. كما تم استهداف 256 مركبة طوارئ، بما فيها سيارات إسعاف وإطفاء.
وأوضحت منظمة العفو الدولية أنها قامت بالتحقيق في أربع هجمات إسرائيلية استهدفت مرافق ومركبات الرعاية الصحية في بيروت وجنوب لبنان بين 3 و9 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، وأسفرت عن مقتل 19 من العاملين في الرعاية الصحية وإصابة 11 آخرين. كما تسببت الهجمات في تدمير العديد من سيارات الإسعاف والمنشآت الطبية.
وأشارت المنظمة إلى أنها لم تجد أي دليل على أن هذه المنشآت أو المركبات كانت تستخدم لأغراض عسكرية وقت وقوع الهجمات.
كما بعثت المنظمة برسالة إلى الجيش الإسرائيلي في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، للتعليق على نتائج التحقيق، إلا أنها لم تتلق ردًا حتى الآن. وقالت العفو الدولية: “لم يقدم الجيش الإسرائيلي مبررات كافية أو أدلة على وجود أهداف عسكرية لتبرير هذه الهجمات المتكررة، التي أضعفت النظام الصحي في لبنان وعرّضت الأرواح للخطر”.
وفي سياق متصل، أفادت السلطات اللبنانية بأن أكثر من أربعة آلاف شخص قُتلوا خلال المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، فيما خلفت المواجهات دمارًا كبيرًا في أجزاء من جنوب لبنان وشرقه، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت. كما تقدر الحكومة اللبنانية كلفة إعادة الإعمار في البلاد بأكثر من 10 مليارات دولار.
المصدر: وكالة أنباء لبنان