مقالات
شبح العنوسة!
بقلم /سلطان القدسي
المجتمع اليمني شديد الحساسية وخاصة في القضايا الأسرية
والمجتمع الأُسَري مترابط لحدٍ ما ولكن شبح العنوسة بات يهدد الكثير بشكل مخيف.
كنا لا نسمع بفتاة تتجاوز الخامسة والعشين إلا وهي متربعة على عرش الحياة الزوجية، أما الان فقد تصل الفتاة فوق الثلاثين ولم تستقر استقراراً أسرياً ونفسيا ً وعاطفياً، والسبب في ذلك يعود لاقتناع الكثير بما تبثه القنوات الفاسدة وَما يروجه الغرب بما يسمى ضرورة تأمين المستقبل ويقصدون بذلك تأخر المرأة عن الزواج ومواصلتها للتعليم ولا شك أن التعليم مهم ولكن لا يكون على حساب الزواج فقد تجمع بين التعليم وبين الحياة الزوجية اذا بلغت السن القانوني للزواج.
وظاهرة أخرى هي كثرة النساء وقلة الرجال وخاصة في الفتنة التي تسبب بها الانقلابيون وعملوا جاهدين على إقناع الشباب والزَّج بهم في الصراعات والجبهات مما قُتل الكثير منهم .
وسبب آخر وهي بعض العادات والتقاليد الموروثة ويعتبر عامل رئيسي في هذه المشكلة ألا تُزوج الفتاة إلا بتكافؤ النسب أو تنتظر حتى يأتيها نصيبها وإلافما المانع بأن يتسبب الولي في زواج ابنته هاهو الرسول صَلى الله عليه وسلم زوَّج ابنته رقية الى عثمان بن عفان وحين ماتت زوجه بأختها ام كلثوم حتى لُقب (بذي النورين )
وهذا عمر ابن الخطاب قد عرض ابنته حفصة على ابو بكر رضي الله عنه بعد استشهاد زوجها أنيس في أُحد
فصمت ولَم يجبه فعاد وعرضها على عثمان بن عفان الذي قال بدا لي الا اتزوج فانكسر خاطره وشكى حزنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال له يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة فتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم حفصة وتزوج عثمان ام كلثوم.
وقبلهم عرض شعيب على نبي الله موسى تزويجه احدى ابنتيه إذ أدرك رغبتهما بالزواج حين قالت احداهن
(يا أبتي استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين )فقال لموسى صراحة (اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين )
إذن فما المانع بأن يتسبب الرجل لموليته اذا وجد القوي الأمين وخاصة ونحن في هذا العصر الذي وصلت اعمار بناتنا فوق الثلاثين
هذا سعيد بن مسيب الذي رفض تزويج ابنته للوليد بن عبد الملك وزوَّجها لتلميذيه الفقير كثير ابن ابي وداعة فقد غاب كثيراً عن دروس سعيد وحينما حضر سأله عن السبب فأخبره عن موت زوجته فقال له هل تزوجت بأخرى فقال كثير ومن يزوجني وانا فقير ؟!قال سعيد انا افعل فقام وقال لمن في المسجد اشهد انني زوَّجته ابنتي انظر الى بساطة سعيد بن المسيب فلم يكن مبالغاً في تحديد المهر ولم تكن الفتاة متشرطةً ولا مطالبةً للأموال الطائلة التي تثقل كاهل من يريد الزواج
وما المانع ان نخطب لبناتنا قبل ابناءنا الم تكن سنة الأنبياء والصالحين التي نالت بفضلها ابنة شعيب شرف الزواج من نبي الله موسى ونال عثمان شرف الزواج ببنت رسول الله صَلى الله عليه وسلم ونالت السيدة خديجة ثم حفصة شرف الزواج من خاتم الأنبياء والمرسلين
التحرج والتردد وانتظار من يطرق الباب أولاً يقلل من حصول البنات على الزوج المناسب ويدخل كثيراً منهم تحت مظلة العنوسة ان كنت أباً او شقيقاً وغلبتك الحياة فتحدث مع صديق لك او عزيز وأخبره بأن لديك جوهرة ثمينة تبحث عن من يحافظ عليها لكن للأسف نحن في زمان يلاحظ في ان الفتاة لن تستطيع ان تصرح انها بحاجة الى تكوين أسرة والى استقرار نفسي وعاطفي
اذا صرحت بهذا الامر ينظر لها بنظرة سلبية لا ينظر لها بأنها تريد ان تقوم بدورها وتساهم بهذا المجتمع وأن يكون لديها اولاد وبنات وأنها بذلك تريد ان تقوم بتربيتهم فيكونوا لها عوناً في حياتها وكنزاً لها بعد مماتها
اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث وذكر منها ولد صالح يدعوا له.