مقالات

لعبة الموازين الغربية: تمكين الأقلية لشلّ الأكثرية

بقلم / الشيخ . إبراهيم الأحمدي
الأحداث الأخيرة أظهرت كم أن المشروع الشيعي ضعيف ومهترئ ،
ويصدق فيه وصف من وصفه بأنه ( نمر من ورق )
وإنما كان يضخمه ويقويه الدعم الغربي الصليبي المباشر وغير المباشر ، وذلك لأجل أن يحقق الغرب أهدافه ومصالحه في المنطقة .
الغرب الصليبي دعم الشيعة وقدم لهم التسهيلات ليس حبا لهم ؛
وإنما لأجل أن يكونوا معول هدم في بنيان الأمة
وقد كانوا كذلك فعلا .
وحيث أنه كان في كثير من الأحيان يدعمهم بصور غير مباشرة ؛ فقد كان في ذات الوقت يقدم نفسه للعالم السني بأنه الحامي والمدافع عنهم ،
وأنه لا أمان لهم من هذا ( البعبع الشيعي ) إلا في أحضانه هو ( الغرب الصليبي وربيبه الsهيوني )
وحين وصل المشروع الشيعي إلى مرحلة متقدمة نوعا ما من القوة ؛ وظهرت له مخالب صغيرة يمكن أن يخدش بها العالم الغربي ؛
قرر هذا الأخير أن يعيده إلى حجمه الذي كان عليه ،
وقام بذلك خلال فترة وجيزة كما رأينا جميعا .
هذه اللعبة هي اللعبة المفضلة لدى الغرب ،
لأنه يظل بها ممسكا بزمام الأمور في العالم الإسلامي ،
ويظل الجميع في ظلها رهن تحكمه وسيطرته.
فهو يقوم بدعم الأقلية الشيعية الضعيفة وتقويتها والتسهيل لها ،
حتى لا تستطيع الأكثرية السنية أن تبني نفسها ولا تقيم مشروعها ،
فإذا أنهكت الأكثرية ، واستقوت عليها الأقلية ، قام وضرب الأقلية وأعاد اللعبة مرة أخرى .
ومن الواضح أن هذه اللعبة قد تستمر ، ولن تنتهي إلا في إحدى حالتين :
الحالة الأولى : أن تتيقظ الأكثرية السنية ويعضد بعضها بعضا لينهضوا بمشروعهم المستقل ،
الذي لا يرتهن في بقائه وقوته للغرب الsهيو صليبي .
الحالة الثانية :
أن يحدث اصطدام كبير بين المعسكر الشرقي الصاعد بقوة و المعسكر الغربي ،
وعندها سيضطر المعسكر الغربي لإنهاء اللعبة وإعادة الأقلية لحجمها الطبيعي ليكسب بذلك تحالف الأكثرية معه في معركته ضد المعسكر الشرقي ، والتي قد تتجاوز في المستقبل مجرد أن تكون معركة نفوذ بل وجود بالنسبة لكلا المعسكرين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى