أخبار العالم

تركيا تقترب من إنهاء نصف قرن من الصراع المسلح مع حزب العمال الكردستاني

الرشادبرس- دولي

أكد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بدء المرحلة العملية من مسار إنهاء الصراع المسلح مع حزب العمال الكردستاني، وذلك بعد إعلان الحزب الكردي المسلح قراره بحل نفسه وتسليم السلاح، استجابة لنداء زعيمه التاريخي عبد الله أوجلان، المسجون في جزيرة إيمرالي منذ عام 1999.

 بدء تسليم السلاح:

وفي تصريحات إعلامية أدلى بها، الثلاثاء، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية والمتحدث باسمه، عمر تشيليك، إن حزب العمال الكردستاني قد يبدأ تسليم أسلحته خلال أيام، مؤكداً أن “المرحلة الحالية مختلفة جذرياً عمّا سبق”.

وأضاف تشيليك:

 “في السابق، كنت أقول إن العملية ستبدأ خلال أشهر، ثم قلت خلال أسابيع، والآن يمكنني القول إنها أصبحت مسألة أيام قليلة”.

وأكد أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة ضمن مبادرة “تركيا خالية من الإرهاب” التي أطلقها زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهشلي، في أكتوبر الماضي، ووجدت تأييداً قوياً من الرئيس رجب طيب إردوغان.

ترتيبات ميدانية:

وكان حزب العمال الكردستاني قد أعلن في 12 مايو/أيار قراره بحل نفسه وإلقاء السلاح، استجابة لنداء أوجلان الصادر في 27 فبراير/شباط، في خطوة وصفت بأنها تاريخية، بعد صراع مسلح دام أكثر من 40 عاماً، أودى بحياة نحو 40 ألف شخص، وتسبب في توترات مزمنة بين الدولة التركية والمكوّن الكردي الذي يمثل حوالي 20% من سكان البلاد.

وذكرت قناة “روداو” الكردية، نقلاً عن مصادر في إقليم كردستان العراق، أن مراسم رمزية لتسليم السلاح ستُقام في مدينة السليمانية ما بين 3 و10 يوليو، بمشاركة ما بين 20 إلى 30 عنصراً من “العمال الكردستاني”، تحت تغطية إعلامية مباشرة، في خطوة توصف بأنها “إجراء لبناء الثقة” و”بادرة حسن نية” لفتح صفحة جديدة.

لقاء مرتقب:

في تطور متصل، أعلن حزب “الديمقراطية والمساواة للشعوب”، المؤيد للأكراد وثالث أكبر حزب في البرلمان التركي، أن وفداً من قياداته سيلتقي الرئيس إردوغان يومي 8 أو 9 يوليو، لبحث خريطة طريق تضمن حلاً شاملاً ومستداماً للقضية الكردية.

وقال الرئيس المشارك للحزب، تونجر باكيرهان، في تصريح من البرلمان:

 “نُعلق أهمية بالغة على هذا اللقاء، ونأمل أن يسفر عن خطوات حقيقية تعزز الديمقراطية، وتحفظ حقوق الجميع، وتكرّس السلام الداخلي”.

وأشار إلى أن اللقاء سيبحث ملفات مهمة تشمل اللغة الكردية، والهوية، وأوضاع السجناء، وحقوق البلديات، وعودة النازحين، مطالباً بوضع إطار قانوني شامل لإنجاح العملية.

 لا تسامح مع من يعارض المسار:

من جانبه، عبّر الرئيس رجب طيب إردوغان عن ارتياحه للتقدم المحقق في العملية، قائلاً عقب اجتماع مجلس الوزراء:

 “نحن راضون عن ما تحقق حتى الآن. تركيا لن تتسامح مع أي جهة تحاول عرقلة هذه المسيرة”.

وشدّد على أن “أطرافاً متعددة”، لم يسمها، تسعى لنسف مبادرة “تركيا خالية من الإرهاب”، لكن الحكومة عازمة على المضي قدماً حتى النهاية.

معوقات قانونية:

ورغم بدء الخطوات الرمزية، أشار النائب الكردي حسين أولان إلى أن عناصر “الكردستاني” لن يتمكنوا من العودة إلى تركيا مباشرة بعد تسليم أسلحتهم، دون توفير ضمانات قانونية.

وأضاف:

 “عودة هؤلاء مرهونة بتعديلات تشريعية تُنهي الملاحقات، وتفتح المجال لمصالحة شاملة”.

خاتمة:

وفي حال نجاح الخطوات المرتقبة، تكون تركيا قد اقتربت من إغلاق أحد أطول وأعقد ملفاتها الأمنية والسياسية، وسط آمال بتكريس الاستقرار الداخلي، وتعزيز مكانتها الإقليمية في ظل أزمات تشهدها الدول المجاورة مثل العراق وسوريا.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى