عربية

الاحتلال يعرقل المفاوضات .. ما البنود العالقة في مفاوضات التهدئة في غزة ؟

الرشــــــــــــــــاد بـــــــــــــــــــــرس ــــــــــــــ عربــــــيه

لليوم الثالث على التوالي، تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة جولات المفاوضات غير المباشرة بين حركة «حماس» والعدو الإسرائيلي ، بوساطة ثلاثية تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة، في ظل حالة من التعتيم الإعلامي على تفاصيل التقدم المحرز. ورغم ذلك، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تفاؤله قائلاً إن المفاوضات “تسير على ما يرام”.
وركزت النقاشات خلال الأيام الماضية على نقطتين رئيسيتين: الانسحاب الإسرائيلي من عمق قطاع غزة، وإنهاء الحرب بشكل كامل. إلا أن مصادر مطلعة كشفت أن هناك ملفات شائكة أخرى ما زالت عالقة، من بينها آلية إدخال المساعدات الإنسانية خلال فترات التهدئة، والسماح بفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين.
حماس: المفاوضات جادة ولكن التقدم بطيء:
وأفادت مصادر في حركة «حماس» أن المفاوضات الحالية تُعدّ الأكثر جدية مقارنة بالجولات السابقة، لكنها تسير بوتيرة بطيئة ولم يتم حسم أي من القضايا الخلافية حتى الآن، خاصة تلك المتعلقة بالتعديلات التي طالبت بها فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي تم تسليمها للوسطاء قبل بدء هذه الجولة.
وأكدت المصادر أن «التعديلات المطروحة تمثل مطالب فلسطينية جوهرية لا يمكن التنازل عنها»، مشيرةً إلى أن الضغط الأميركي وحده قد يكون العامل الحاسم في تغيير الموقف الإسرائيلي.
أزمات مفتعلة وتعطيل متعمد:
واتهمت مصادر من «حماس» الوفد الإسرائيلي بـ«اختلاق أزمات جديدة»، خصوصاً فيما يتعلق برفضه المستمر لفتح معبر رفح بشكل كامل، مشيرة إلى أن إسرائيل تطرح فقط مقترحاً يقتصر على السماح بخروج الحالات المرضية والإنسانية، وتمنع في الوقت نفسه عودة المواطنين الغزيين إلى القطاع، في محاولة للضغط السياسي والسكاني.
كما حذرت الحركة من محاولات إسرائيل الالتفاف على الاتفاقيات السابقة، لا سيما فيما يخص صفقة تبادل الأسرى، مؤكدة أن الاحتلال يصرّ على تصنيف كل المختطفين الفلسطينيين كـ«مدنيين»، لتجنب تطبيق قواعد الإفراج المتفق عليها سابقًا مقابل الجنود.
خلافات حول الأسرى:
وتشير مصادر مطلعة إلى أن ملف تبادل الأسرى يمثل إحدى أبرز نقاط الخلاف، ليس من حيث العدد، بل الأسماء. ومن المتوقع أن ترفض إسرائيل الإفراج عن رموز فلسطينية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، رغم مطالبات فصائل المقاومة بضرورة شمولهم في أي صفقة مستقبلية.
المرحلة المؤقتة: 60 يوماً محفوفة بالتحديات:
وفي حال التوصل إلى اتفاق على الهدنة المؤقتة التي تمتد لـ60 يوماً، فإن المرحلة التالية ستكون أكثر تعقيداً، وفقاً للمصادر. فالنقاشات المقبلة ستشمل قضايا شديدة الحساسية مثل نزع سلاح «حماس»، ونفي قادة الحركة خارج القطاع، ومستقبل الإدارة السياسية لغزة، إضافة إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل، بما في ذلك من محور فيلادلفيا الواقع بين مصر والقطاع، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة حتى الآن.
مخاوف من فشل جديد:
وتوقعت المصادر أن تستمر المفاوضات لأيام أخرى، مشيرة إلى أن نهاية الأسبوع قد تشهد تبلوراً أوضح لمسار المفاوضات، ما بين النجاح أو الفشل. وأضافت: «نسبة نجاح المفاوضات تقابل تماماً نسبة فشلها، خصوصاً في ظل إصرار إسرائيل على استعادة مختطفيها قبل وقف شامل للحرب، وهو ما ترفضه حماس، التي تطالب بضمانات مكتوبة لإنهاء الحرب قبل أي عملية تبادل».
الوسطاء يسعون لجسر الهوة:
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن جهود الوسطاء تتركز على الوصول إلى مرحلة تؤدي إلى إنهاء شامل للحرب في غزة. وأوضح أن الحديث لا يزال يدور حول ورقة إطار عامة، فيما لم تبدأ المفاوضات التفصيلية بعد. وأضاف: «العملية تحتاج إلى وقت، ومن المبكر الحديث عن أي نتائج، لكن الانطباعات الأولية إيجابية».
ويُبذل حالياً جهد مكثف لصياغة رؤية مشتركة تؤسس لوقف إطلاق نار تدريجي وبناء الثقة، تمهيداً لاتفاق شامل ينهي العدوان المستمر على قطاع غزة، الذي يعيش كارثة إنسانية متفاقمة منذ أشهر.
المصدر:د ب أ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى