محافظ البيضاء يعلن إخلاء منطقة المناسح من مسلحي القاعدة بعد نجاح وساطة قبلية
أعلن محافظ البيضاء الظاهري الشدادي يوم الجمعة رسمياً إخلاء منطقة المناسح في مديرية «ولد ربيع» من مسلحي تنظيم القاعدة الذين كانوا يتمركزون فيها بعد نجاح وساطة قبلية.
وكانت حملة عسكرية للجيش اليمني وصلت مطلع فبراير الجاري إلى المنطقة الواقعة في قطاع مديريات رداع واندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين المرتبطين بالقاعدة قبل أن تتدخل وساطة قبلية لإيقاف المواجهات.
وأقيم يوم الجمعة مهرجان في منطقة المناسح بمناسبة الذكرى الأولى للانتخابات الرئاسية المبكرة، بحضور لجنة الوساطة ومشائخ مديريات رداع السبع وعدد من أبناء آل الذهب الذي يتهم بعض أفراد هذه العائلة بإيواء مسلحي القاعدة.
المحافظ قال ان المناسح كانت منطقة لقيادة تنظيم القاعدة وتدار منها «أعمال ارهابية» تهدد الاستقرار ، وقال محافظ البيضاء في كلمته في الحفل «ان الاحتفال بذكرى 21 فبراير في منطقة المناسح يأتي بعد خلو المنطقة من المسلحين بعد ان كانت بالامس القريب مكان لقيادة تنظيم القاعدة وتدار منها أعمال ارهابية تهدد الأمن والاستقرار وتستهدف أرواح الأبرياء».
وأضاف ان «منطقة المناسح عادت الى حضيرة الجماعة والصف الوطني وولائها للدولة». وتابع انها «أصبحت خالية من تنظيم القاعدة بفعل تعاون ابنائها وبفعل تضحيات ابناء القوات المسلحة الذين يسهرون على امن وسلامة الوطن».
ويتهم بعض أفراد عائلة الذهب بالتعاطف مع تنظيم القاعدة وإيواءهم في منطقة المناسح، خصوصاً قائد الذهب، والراحل طارق الذهب الذي كان قيادياً مقرباً من التنظيم.
وقال محافظ البيضاء في خطابه «ماكان ينبغي ان تشوه مجموعة ضالة من أسرة آل الذهب التاريخ المشرف لاسرة ال الذهب».
وأضاف ان الرئيس عبدربه منصور هادي «حريص على عدم إراقة الدماء وفاتح صدرة لعودة من استزلهم الشيطان إلى حضيرة الجماعة والحق»، مؤكداً «باسم رئيس الجمهورية ان من اقلع عن العنف والتطرف وعاد الى جادة الصواب فانه لايناله من الدولة سوء ولامكروة».
ووجه الظاهري الشدادي في كلمته شكر لعبدالاه الذهب وأخويه سلطان وعبدالرؤوف الذين «ابدو استعدادهم وتعاونهم مع الدولة لتصفية المنطقة من العناصر الارهابية وعدم السماح لهم بالبقاء في منطقة المناسح وكذا نبذهم للعنف والارهاب والتطرف».
ودعا الجميع إلى «نبذ العنف والانصراف الى الاعمال الحيوية والخدمية»، معلناً باسم الرئيس هادي تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في مجال الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطرقات بمديرية ولد ربيع خاصة ولقبيلة قيفة بشكل عام وبصورة استثنائية وسريعة وذلك لتخفيف هموم ومعاناة المنطقة.
من جانبه، ألقى عبدالإله الذهب كبير أشقاء أولاد الذهب كلمة، بدأها بقوله «الحمد لله القائل: (وان جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)»، ثم رحب بالقادة والمشائخ والضيوف جميعاً.
وقدم الذهب شكره للجنة الوساطة وشرح جهودها قائلاً «نشكر لجنة الوساطة على جهودها المبذولة لكف العدوان على المنطقة وإيقاف القصف المتعمد والعدواني على الاهالي والمواطنين» في إشارة إلى قصف قوات الجيش خلال اليومين التي اندلعت فيها الاشتباكات.
وأضاف الذهب انهم قبلوا بالوساطة والتزموا بالشروط والالتزامات المقترحة من لجنة الوساطة والمتفق عليها من الطرفين، لكنه اتهم الجيش «بالإخلال بالاتفاق والقصف المتعمد والعشوائي على القرى والبيوت».
وأتهم الذهب اطرافاً لم يسمها بالسعي لإفشال الوساطة القبلية قائلاً «إلا ان هناك اطراف تسعى الى عرقلة الوساطة وافشال سعيها وتسعى بكل جهد لاشعال حرب بالمنطقة وذلك لكسب اغراض مالية ولتصفية حسابات سياسية على حساب امن واستقرار المنطقة».
وانتقد الحكومة اليمنية، وقال: «لقد كان الاولى بالحكومة التعمير لا التدمير واقامة المشاريع الخدمية للمواطن بدلا من شن الغارات وتشريد المواطنين».
وأختتم كلمته المقتضبة بدعوته إلى اقامة العدل قائلا «ان الواجب هو اقامة العدل وانصاف الناس وسد حاجاتهم والقيام بمصالحهم ولايمكن ان يتم ذلك إلا بتحكيم الشريعة واتباع الهدي النبوي الشريف الاقتداء بالخلفاء الراشدين وترك الظلم والعدوان وقتل الانفس».
وكان أحد أهداف الحملة العسكرية تحرير ثلاثة غربيين اختطفوا في صنعاء قبل نحو شهرين وسط معلومات عن احتجاز تنظيم القاعدة لهم، لكن لم يعرف مصير هؤلاء المختطفين.
وفي لقاء جمع الصحفيين برئيس الحملة العسكرية، نائب رئيس هيئة الاركان العامة اللواء محمد المقدشي في مقر المجمع الحكومي، قال رداً على سؤال حول الاتفاق بين الحكومة وأولاد الذهب، وقال إن الوساطة كانت لحقن الدماء، متمنياً «على هذه الفئة (…) ان يعودوا الى جادة الصواب وان يراعو الاهتمام من قبل القيادة السياسية ومراعاة عدم سفك الدماء لابناء الشعب اليمني بكامله».
وأشار إلى ان الاتفاق ينص على «ان يعودوا مواطنين صالحين وان يخلوا المنطقة من أي عناصر إرهابية وأن يكونوا مثلهم مثل أي الشعب اليمني وأن يخدموا الامن والاستقرار في منطقتهم وفي اليمن بشكل عام».
وقال المقدشي ان «الدولة موجودة في كل مكان والدولة اليوم (الجمعة) دخلت ممثلة بالمحافظ والقوة العسكرية التي دخلت معه، وهذه بداية خير، وبعدها إجراءات اذا صدقت النوايا».
ورداً على سؤال حول تمترس المسلحين في المنطقة، قال المقدشي «ليس هناك تمترس بالمعنى الحقيقي لانهم ليسوا متمترسين من قبل لكنهم متواجدين في اماكن متفرقة يوم هنا ويوم هنا وليس لهم مناطق ثابته مطلقاً».
وحول ما أنجزته الحملة العسكرية التي يقودها، قال إن الجهات العسكرية قامت «بدور كبير» وسيطرت على مناطق وأمنت المنطقة، مضيفاً ان على سكان رداع أن يشعروا «بهذا التغيير»، لكنه قال إن القيادة السياسية والمحافظ ولجنة الوساطة ومشائخ المنطقة «كانوا حريصين على ان لا تراق دماء كثير وبلغونا ان الاخوة اولاد الذهب بالذات انهم مستعدين ان يتخلوا عن افكارهم وأن يعودوا الى جادة الصواب أو بالاصح ان يرجعوا الى الدولة وانهم جزء من الدولة وليس لهم أي اهداف وانما كانت لهم نقاط اجتماعية تخصهم مما الجئتهم الى ذلك المكان».
واختتم تصريحه الصحفي بالقول «نحن جئنا الى منطقة رداع حباً فيها وأهلها والدولة لم تنزل عبث».
من جهته، اعتبر رئيس لجنة الوساطة الشيخ أحمد القردعي في تصريح خاص لـ«المصدر أونلاين» اليوم «فرح وعرس في هذه المنطقة لانه من الصعوبة ان تجد حلول بين القاعدة والدولة فنحن قمنا بدورنا بمصداقية واستطعنا ان نجنب المنطقة ويلات الحرب».
وأضاف القردعي «نحن وجدنا التجاوب من قبل أودلاد الذهب والسلطة.. واليوم كان اللقاء الجماهيري فخر لأبناء المنطقة خصوصاً والمحافظة عموماً».