مقالات

الشيعة….ويوم الغدير

 

مقال

فيصل الحفاشي

يحتفل الشيعة بما يسمونه عيد الغدير في الثامن عشر من ذي الحجة من كل عام.
ولم يكن يحتفل به لا الصحابة ولا أهل البيت ولا التابعون ولا تابعوهم ولا من بعدهم، وإنما هو بدعة أحدثها الفاطميون في مصر، وتسللت في القرن الحادي عشر الهجري لزيدية اليمن في عهد المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم.

ويزعم الشيعة أنه قد ورد فيه أقوى دليل على أحقية علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالخلافة بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام، وذلك عند قوله له في غدير خم: (من كنت مولاه فعلي مولاه) .

ولتبيان الحق في ذلك نقول:

1- لماذا لم يستدل علي رضي الله عنه بهذا الدليل -القوي بنظركم- على أحقيته بالخلافة بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام في أي موقف من مواقفه، أو معركة من معاركه، أو مناظرة من مناظرته! لن تجدوا ذلك ثابتاً في كتب الشيعة فضلا عن كتب السنة!

2- كيف ينصب النبي عليه الصلاة والسلام خليفة في حياته! والنبي هو القائم بأمور الناس الدينية والدنيوية كلها؟!!

فإن قلتم المراد بعد وفاته!

فنقول: ومن أين أخذتم ذلك؟ وليس في اللفظ من قريب أو بعيد ما يدل عليه!
بل هناك مواقف وألفاظ نبوية عديدة تشير لأحقية الصديق بالخلافة بعد النبي عليه الصلاة والسلام، وهي مستند القائلين بأن خلافة الصديق رضي الله عنه كانت بالنص ..

3- كيف يبايع علي الصديق والفاروق وذو النورين -رضي الله عنهم جميعا- بالخلافة وهو يعلم أن معه وصية نبوية بالخلافة بعد النبي عليه الصلاة والسلام؟!!
فإما أنه لا يفهم من ذلك النص وغيره أحقيته بالأمر من دون المسلمين وهو الصحيح، وإما أنه ترك العمل بها عصيانا وجبنا وخوفا، فحينها تسقط عصمته المزعومة في مذهب الشيعة الإمامية!

4- لفظ (المولى) له أكثر من معنى في اللغة، فيأتي بمعنى السيد، وبمعنى العبد، وبمعنى المحب والناصر، وبمعنى المالك، وليس من معناه الخليفة أو الوصي !! فلا يقال فلان مولى المدينة والبلدة، وإنما يقال: واليها.

بل هذا الأمر العام الذي تحتاجه الأمة بأسرها لا يمكن أن يأتي المشرع فيه بلفظ مجمل مبهم غير مفصل مبين ظاهر لعامة الأمة، وهذا يعيه من له أدنى دراية بنصوص الشرع الحنيف.

5- لماذا يتم اجتزاء هذا النص عن سياقه وقصته؟!
فإنه ورد من النبي عليه الصلاة والسلام إثر القالة والاتهامات التي وجهت لعلي رضي الله عنه وأثيرت حوله عند بعثه لليمن، فأراد النبي عليه الصلاة والسلام تبيان فضله ونزاهته لدى طريق عودته للمدينة، ولو أراد تنصيبه للخلافة بعده لتكلم بذلك على رؤوس الاشهاد في مكة على مجمع من الناس، فهو الأليق بمثل هذا الأمر العام والمهم لكل أفراد الامة.

6- بعد هذا الحديث بعث النبي عليه الصلاة والسلام أبو بكر الصديق رضي الله عنه أميراً علي موسم الحج في العام الذي بعده، ثم أردف عليا عقيبه لنبذ عهود المشركين وتبليغ براءة، وجعله تحت إمرة الصديق، فكان علي يصلي خلف الصديق ويأتمر بأمره خلال الموسم، وفي هذا أبلغ إشارة ودلالة على أن حديث الغدير لا يراد منه الخلافة، فما هكذا يتصرف الملوك مع ولاة عهدهم وخلفائهم من بعدهم.

بقلم/ فيصل الحفاشي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى