تقارير ومقابلات

طلاب الجامعات ، بين فكي كماشة

تقرير /أواب اليمني

أيام صعبة يعيشها طلاب الجامعات المختلفة، بين جهد الدراسة ومناهجها المكثفة، وأوضاع البلاد المؤسفة من تردي الخدمات والأزمات المتكررة بين الحين والآخر، والتي كان آخرها أزمة المشتقات النفطية التي عصفت بالبلاد وكانوا هم إحدى ضحاياها الذين تجرعوا ويلاتها وكل نتائجها السلبية.
منذ انعدام المشتقات النفطية وتحديدا “البترول والديزل” واختفائهما من المحطات ، دخل الطلاب صراعا مع سائقي الباصات وسيارات الأجرة ؛ بسبب زيادة تسعيرة المواصلات واستغلال الكثير من السائقين لهذا الوضع، فتنقل طلاب الجامعات من مديرية إلى أخرى أصبح يشكل عبئ ثقيل عليهم، حتى وإن كان في سبيل الذهاب للدراسة ودخول المحاضرات ، وبذلك أصبح العلم هو الآخر هما كبيرا بدلا من أن يكون بالشيء السهل.
حال الطالب الجامعي اليوم كحال البلاد، كلما حاول الخلاص من أزمة تلحقها أخرى، فما يعانيه الطلاب أصبح أمرا مؤسفا للغاية، فهناك من لا يتمكن من دفع مبلغا مضاعفا لشهرا كامل “أجرة للمواصلات”، وهناك من لا يتمكن من الذهاب إلى الكلية بسبب ظروف أسرته، ونماذج العذاب كثيرة والنتيجة ضياع مستقبل.
انعكاس الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد على المواطنين له أثر نفسي ومادي كبير، وطلاب الجامعات هم من الفئات المتضررة على خلفية أزمة المشتقات النفطية التي تصدرت المشهد في الآونة الأخيرة فنتائج هذه الأزمة لم ترحم المواطنين ومن بينهم طلاب الجامعات بل كان خبر زيادة أسعار المواصلات صاعقا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلا تزال أزمة الرواتب تلوح في الأفق وتهدد حياة العديد من الأسر في ظل ارتفاع الدولار والمواد الغذائية.
سائقو الباصات سارعوا برفع سعر المواصلات بحجة انعدام “البترول والديزل” وزيادة سعرهما في السوق السوداء والضحية مع الأسف هم المواطنين ومن بينهم الطلاب، فالعديد منهم لم يتمكنوا من الحضور لكلياتهم بسبب ظروفهم المادية الصعبة وضياع الاختبارات أو المحاضرات المهمة، وهناك من يتدين أو يستلف ثمن المواصلات من أصدقائه أو بعض الأشخاص ولم يفكر حتى بكيفية تسديدها وهو مازال طالب وبدون عمل، فهل أصبح العلم عائقا للطلاب من أجل تحقيق طموحاتهم في المستقبل، وهما ثقيلا على أكتافهم، بدل من أن يكون خيارهم للرقي بأنفسهم وتطوير وتغيير المجتمع، فعلا إنها كارثة تتطلب تدخل الجهات المعنية لإنقاذ الطلاب من هذه المأساة في أقرب وقت.
من سيذهب هذه الأيام إلى الكليات، سيجد أن عدد الطلاب قل كثيرا من ذي قبل، فهناك من لم يتمكن من مسايرة الوضع والتعايش مع زيادة المواصلات وتحديدا الفتيات اللواتي فضلن البقاء بالبيت إلى أن توجد حلول وكثيرا ما نقرؤ عدة منشورات من طلاب بالجامعة يطالبون زملائهم بالوقوف جنبا لجنب من أجل أن تلتفت الجهات المعنية لهم، ويعتبرون هذا حقا من حقوقهم فهم أيضا ضحية لكمية “الغلاء الفاحش” الذي تعيشه البلاد، وارتفاع الدولار جعلهم في حالة حرجة فالمواصلات زاد سعرها، وكذا الملازم الدراسية والكتب، فأصبح عدد كبير من الطلاب لا يتمكنون من شراءها وهذا شيء مؤسف، لذا قرر البعض منهم عدم الذهاب للكلية تعبيرا منه عن رفضه لهذا الوضع المأساوي ويطالب بقية الطلاب بالقيام بذلك للضغط على الحكومة حتى تتدخل، وإلا سيتطور الأمر لخروج الطلاب بمظاهرات تندد بصمت الحكومة المشين، وقد تتصاعد وثيرة الأحداث، وتنذر بثورة شبابية جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى