أخبار العالم

حظر الاسلام: العدل على طريقة انغولا!

26qpt999

الرشاد برس- متابعات

فوجئ العالم الاسلامي يوم أمس باعلان وزارتي الثقافة والعدل في انغولا حظر الديانة الاسلامية بالبلاد، وما رافق ذلك من اجراءات تضمنت اغلاق العديد من المساجد في جميع انحاء انغولا، متجاهلا حق الجالية المسلمة بحرية العقيدة الذي يكفله دستور البلاد.
وجاء في القرارات التي نقلتها وكالة الانباء الانغولية (انجوب) عن وزيرة الثقافة روزا كروز داسيلفا ان الاجراءات الجديدة هي وسيلة لمحاربة الجماعات الدينية الجديدة، التي تتعارض مع عادات وتقاليد وثقافة انغولا، و’بما ان وزارة العدل وحقوق الانسان لم تقنن ممارسة المسلمين لشعائرهم بعد، فان المساجد (لا يتواجد احصاء بعددها) سيتم اغلاقها حتى اشعار آخر’.
هذه الاجراءات وهذا التمييز ضد الاقلية المسلمة في انغولا، ليسا جديدين بل كان تطبيقهما موجوداً قبل تصريحات وقرارات وزارة الثقافة التي اعلن عنها هذا الاسبوع، وكانت السلطات الانغولية اقدمت على هدم عدد من المساجد عام 2006، وكان ديفيد جا ممثل المسلمين في انغولا ندد الشهر الماضي باغلاق وهدم المساجد في كافة انحاء البلاد متحدثا عن اضطهاد سياسي وعدم تسامح ديني’.
وتبرر السلطات الانغولية عمليات هدم المساجد على نطاق واسع بدعوى عدم الحصول على التراخيص لاقامة الشعائر الدينية الاسلامية، في الوقت الذي تمنع فيه وزارة العدل اعطاء اي رخصة لبناء مسجد بدعوى ان المسلمين المتشددين غير مرغوب بهم على تراب انغولا.
مثل هذه القرارات العنصرية، هي التي تصنع التطرف والتشدد والارهاب، في حين ان احترام الآخر وثقافته والتسامح الديني من شأنه مكافحة التطرف والتشدد والارهاب، في انغولا وفي افريقيا التي يشكل المسلمون نصف سكانها وفي العالم حيث يعيش اكثر من مليار ونصف المليار مسلم.
قرار محاربة الاسلام في انغولا يمثل استفزازا كبير للمسلمين، ولا يخدم التعايش والاخطر انه يمثل تحريضا ضد شريحة في المجتمع اختارت ديانة الاسلام.
ردود الفعل في العالم كانت ايضا مؤسفة، فباستثناء بيانات تنديد من مؤسسات وجمعيات اسلامية، لم يصدر اي اجراء رسمي من المؤسسات الدولية والدول الاسلامية التي عليها التحرك وبشكل فوري لاتخاذ خطوات جريئة لحماية المسلمين او اي جماعة اخرى تتم محاربتها بسبب ديانتها.
يأتي هذا القرار بعد الاضطهاد المعلن الممارس ضد المسلمين والاسلام في ميانمار (بورما)، والذي يستخدمه العسكريون الحاكمون من وراء الكواليس هناك لايقاف مسيرة الديمقراطية التي بدأت خوفا من آثار الربيع العربي واستباقاً لثورة شعبهم ضدهم، كما يأتي بعد أيام من تصريحات اللورد بيرسون البريطاني الذي اتهم فيه الجاليات الاسلامية في المملكة المتحدة بايواء آلاف الارهابيين المحتملين، وهي إشارات مخيفة للمسلمين في كل أنحاء العالم بأنهم الضحية المثالية للقرن الواحد والعشرين.
غير أن هذا كلّه لا يستقيم ولا يُفهم من دون ملاحظة الغطاء الشرعي للاضطهاد هذا والذي تقدمه دول تحمل راية الاسلام في العالم مثل السعودية ومصر، واللتين تقومان بتوصيف أحزاب الاسلام السياسي بالارهاب والضلال والفتنة بشكل يخلط الأوراق بين الايديولوجي والديني ويسمح لكل من يرغب في تشويه الاسلام والاساءة له باعتماد هذه التوصيفات الديماغوجية وتعميمها على كل المسلمين في العالم.

المصدر : القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى