مقالات

اسئلة بين يدي جريمة العرضي

                                                                                                  

ما حصل ليس مجرد اعتداء عارض على مبنى العرضي ما حصل اعتداء صارخ على هيبة الدولة المتمثل بوزارة الدفاع وهذا يدفع  الجميع أن يتساءل لماذا هذا الإجرام  القبيح  بحق أبناء المؤسسة العسكرية ومن يقف وراءه ؟أليس من حق الجميع أن يسال أين دور الأمن القومي والسياسي في الرصد والمتابعة ؟ أليس من حق الشعب أن يخاف على مستقبل هذا الجيش ويخاف ويشفق على هذه الدماء التي تسقط بين الحين ولآخر ؟أليس من حق الشعب أن يعرف من يقف خلف هكذا فوضى ؟اليوم القوات المسلحة والأمن يتم  إستهدافها في العمق ويتم إضعافها حتى تموت عندها الروح المعنوية وتدخل بعدها  بغيبوبة  وسبات  ليتسنى للعابثين النيل من أمن الوطن واستقراره وماذا يعني إستهداف  القوات المسلحة والأمن  بهذا الشكل الخطير ومن يتحمل المسؤولية من كل ما يجري ، ومن نلوم هنا  لدينا مجرم  متجرد من دينه  وإنسانيته  تجرد من كل عوامل  الصلة  بالشرع والدين  والقرآن الكريم وقيم الأنسانية  وأصبح  عاطش للدم  يعشق  القتل والدمار منبوذ عند كل ذي عقل ودين .

رسالتنا الأولى نوجها إلى القيادة العسكرية  والتي تتحمل مسؤوليتها باعتبار  ما يحصل  نتيجة إهمال أو غباء لأبسط متطلبات الحس الأمني  خاصة إذا كان الذي يحصل في عمق مبنى  سيادي  للدولة  تحمل إسم قيادة وزارة الدفاع  هذا بلا شك إذا سلمنا من فكرة المؤامرة والاختراق للأجهزة  الأمنية  لم نسلم من تهمة الأداء الضعيف  والتسيب الحاصل  وللامبالاة وعمق الأستهبال لدى المعنيين  بالأمر .هنا لنا أن نتساءل وكل محب  لوطنه وكل من يتمنى لهذه المؤسسة  العسكرية أن تكون قوية ومهابة  لماذا  قيادة وزارة الدفاع  بدون دفاع  ويفترض وهذه من المسلمات  ان يكون الدرع الأمني  قوي وصلب يصعب إختراقه  من أي جماعه أو جهة مهما كان  قدرتها في نفس الوقت  اين الحماية  المحيطة بالوزارة  ونقاط  التفتيش والسياج الأمني عن بعد في نفس الوقت  سؤال حير الكثير  هل وزارة الدفاع لم تعرف  من الساكنين  في المباني السكنية المحيطة  بقيادة  الوزارة  ومدى  إلمامها  بمعلومات بسيطة جدا يستطيع أي مواطن  أن  يعرفها  فما بالك  إذا كان جارك  مبنى وزارة الدفاع ولا تعرف من جيرانها،  وفي ظل الوضع الأمني الهش  يتولد حالات من اقتناص الفرص  لأي مخرب ولكل جماعة تمارس العنف  تمارس طقوسها بكل أريحية  وربما تصنع  المتفجرات  بجوار الوزارة  ، ولا نستبعد أن تكون الجماعات الإرهابية  قد  حصلت على موضع قدم داخل حوش الوزارة  وإلا  كيف دخلت السيارة المفخخة  إلى داخل مبنى القيادة  وكما حصل في عدة أعمال إرهابية  سابقة آخرها ما حصل في مبنى قيادة المنطقة الثانية   بحضرموت .أليس من حق الجميع أن يتساءل لماذا لم يعرف المواطن نتيجة التحقيقات  للأعمال الإجرامية  التي ترتكب بحق أبناء القوات المسلحة والأمن   لماذا يتم دائما  تقييد القضية ضد مجهول هنا نحن بحاجة إلى مصارحة  أبناء الشعب اليمني بكل الذي يحصل  من اختلالات أمنية وأعمال إرهابية ، وبالمناسبة زيارة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور  لمكان الحادث وفي لحظة حرجة من الاشتباكات هذه شكلة رسالة قوية  جدا مفادها  نحن موجودون  وكل القيادة العسكرية وهذه رسالة طمأنة لكل أبناء الشعب بأن القيادة بما فيهم رئيس الجمهورية واجهوا الحادث بكل تحدي ،وتم السيطرة على الموقف  بشكل سريع  وتم التوجيه بتشكيل لجنة  للتحقيق  بأسرع وقت وهذا هو المهم  والذي يجب أن يطلع عليه  الجميع من وراء هذه الأعمال الإرهابية  .رسالة لقيادة القوات المسلحة والأمن لماذا هيكلة الجيش والأمن  لم  تنعكس إيجابا على الروح المعنوية وعلى مستوى الأدى للمقاتلين وعلى الحالة المعيشية للعسكري حتى تخلق عنده روح معنوية عالية وعقيدة عسكرية صلبة ؟رسالة نريد  أن نوصلها للمتحاورين في مؤتمر الحوار أن حادث العرضي  غرضه إفشال مؤتمر الحوار والتي قربت نتائج مخرجاته في نفس الوقت كل تأخير وتهرب من التوافق يعطي القوى المتضررة من نتائج الحوار ومخرجاته مزيدا من محاولات  التخريب  والعنف ، أيها المتحاورون عليكم أن  ترحموا هذا الشعب  وتفوتوا فرص كثيرة  لأعداء الشعب وأعداء التغيير وتترفعوا عن أنانيتكم المفرطة ومصالحكم  الضيقة ، ولا يزال في الوقت متسع  لترحموا هذا الشعب بتوافقكم  وتخففوا عن آلامه  بتقاربكم  .

أما رسالتنا لأبناء القوات المسلحة والأمن نقول لهم  هذا قدركم  وهذا  ما يفرضه عليكم  واجبكم  أنتم أول من يخسر  وآخر من يكسب ، كونوا الصخرة الصماء التي تتحطم  عليها كل المؤامرات  وعسى بعد صبركم وجهادكم  يأتي الفرج من الله ، لقد كنتم رجالا أبطالا واديتم واجبا مستميتا تشكرون عليه .لكم الله يا أبناء القوات المسلحة والأمن أنتم أول من يتعب وأول من يسهر وأول من يقتل ويستهدف وأول من  يتحمل المسؤولية  وأول من يفزع  وأول  من يخاف  أول من يدعى لمواجهة الخطوب والتحديات وأول من يكمل راتبه  بسرعه وأول من ينسى إذا جرح  وأول من يضيع  أبناؤه وأسرته من بعده إذا قتل أو مات   أيها الرجال الأبطال : ما أكثر صبركم وما أقل المعروف معكم  كم تتقى بكم المكاره وتسد بكم  الثغور ويموت أحدكم وحاجته في صدره  لا يجد لها قضاء ومع هذا كله لا يمنعكم ذلك من التخلي عن المسؤولية ولا التهرب منها وهذا واجبكم  وفقكم الله .نسال الله الشفاء العاجل للجرحى والرحمة للشهداء اللهم جنب اليمن كل شر ومكروه  ولا نامت أعين الجبناء .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى