خواطر عيدية ودردشة حول السنة الميلادية :
مقال
محمد شبيبة
أولاً : يُقلد الضعيف القوي ويذوب في عاداته وتقاليده وحتى أعياده وطقوسه ولأنه يحمل روحاً منهزمة تجده لايحافظ على تميزه ولايعتز بتراثه
ولا تصدق غير هذا والدليل لو كانت أعياد هندية بحتة أو أفريقية صرفة لما هنأهم بها أحد من العرب ولا صَبَّحَ عليهم مسلم لكن من أجل العيون الزرق نتحدث عن الحب والإنفتاح على الآخر ومشاركته مناسباته!
طيب ليش ماتشاركوا الأفارقة والهنود مناسباتهم ؟
ثانياً : ماكل عيد يُحترم فمثلاً لو رأيت إنساناً يهنئ الكاهن عبدالملك الحوثي بعيد الولاية ( الغدير) لكان صنيعه هذا محل استنكار ونقد لأن هذا العيد عنصري طبقي يتعارض مع قيمة الإنسان وحقه وكرامته
ولا يدل مقتي لمثل هكذا عيد أنني متشدد أو لا أقبل بالآخر أو أرفض التعايش فلا علاقة بين هذا وذاك ، وعلى هذا فَقِس، كل عيد يتعارض مع الثوابت الدينية أو الوطنية لايمكن أن يكون عيداً محترماً إطلاقاً
ثالثاً : عند نهاية رأس السنة الميلادية أو نهاية رأس السنة الهجرية لا أجد غضاضة أن أقول لغيري كل عام وانت بخير لكن المضحك أن أحتفل بالسنة الميلادية وأنسىٰ السنة الهجرية ثم أزعم أنني فعلت ذلك إحترماً للآخر ومناسباته ، طيب أحترم نفسك ومناسباتك أولاً إن كان ولابد فالعام الهجري عامك وتاريخه جزء من تراثك ويامتصدق بالمرق أهل بيتك أحق
رابعاً : لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجَدَهُم ولهم يومان يلعبون فيهما فقال لهم ماهذان اليومان فقالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال صلى الله عليه وسلم إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر) أخرجه ابوداود…
لاحظوا النبي لم يقل حلُو استمروا عيد سعيد بل الغاهما لأن العيد شعار ولابد أن تكون أمته محافظة على شعارها وتميزها
وقال عليه الصلاة والسلام (إن لكل قومٍ عيداً وهذا عيدنا) رواه البخاري ومسلم
هنا ينص النبي صلى الله عليه وسلم على أن هناك أقوام لهم خصوصيات ومناسبات ولنا خصوصيات ومناسبات تختلف عنهم تماماً
خامساً : ايش معنى لنا خصوصية وطنية وهوية وطنية ومناسبات وطنية وتقاليد وطنية…
فإذا قلنا لنا خصوصيات دينية ومناسبات دينية حنب حمار الشيخ أسفل العقبة مالكم كيف تحكمون؟!!
سادساً : البعض ماهو داري ويش اليوم وكم التاريخ ولا ماهو الإحتفال بس يحب يُخالف ويُعارض لأنه عارف أن السلفيين مثلاً لايرون الإحتفال لذلك يُظهر الإحتفال وصدقوني لو وجد السلفيين يحتفلون سيقفز إلى الضفة الأخرى ويقول الاحتفال بدعة… هذا الصنف بدل مايقول كل عام وانتم بخير يقول كل عام وأنا أحانك
والبعض يُريد فقط أن يَظهر أنه مطاطي منفتح متنور يحب الآخر لكن وهو يُعشي أمه صميل ويخرج أبوه من الباب ركض!! هذا المنفتح على الآخر….
عالم عجيب!!
سابعاً : أما مايُنفق على مثل هذه الإحتفالات من أموال كثيرة ومبالغ خيالية فيسود وجه الإنسانية التي يموت جزء منها من الفقر والمرض وهؤلاء يحتفلون ببذخ ويرددون كل عام وانتم بخير …. وهل أبقيتم للخير موضوعاً
خاصة احتفالات العرب! لأن المثل يقول جارك الله من شغل المتعلمين
وأخيراً اعترف أننا أمة ضعيفة لاتملك قرارها ولا سيادتها وما مظاهر تقليدها للقوي إلا صورة مصغرة تحكي ضعفها وواقعها.