إيران وحدها تكسب من الفوضى

انتهى الحوار الوطني وحضرت الدولة في مؤتمر اختتام الحوار جوا وبرا وغير الشباب بروفايلاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بصور وعبارات رئيس الدولة، تنفس اليمنيون الصعداء وخرجوا يحتفلون في كل قرية وحارة ومدينة.

قبل حتى تكتمل فرحتهم صدم اليمنيون بتوسع جماعات العنف المسلحة في البلاد وتوجهها للعاصمة صنعاء، ليس لتقويض الدولة الآن بل للانقضاض عليها.. لا زال صانعو القرار السياسي في البلاد يعتقدون أن الزج بالجيش لمواجهة هذه الجماعات هو ارهاق وتمزيق الممزق ، فيما لا يدركون أن دول كبرى تعالج اختلالات وانقسامات قواتها بصناعة معارك وهمية مع عدو، فما بالكم والعدو موجود وحقيقي والشعب والجيش كله يريد جدية من صانع القرار ..

على الرئيس هادي أن يتذكر فقط أن جيش نظام صالح لم يصمد امام الحوثيين في صعدة فحسب، بل تهاوى أمام القاعدة في أبين والحراك المسلح في الجنوب.. لان الجيش وقتها كان يحارب وهما ، وارادة واحدة موجودة وقتها هي صناعة بطولات لعدو أجوف وغبي للتغطية على توريث الحكم ، وهو ما جعل الجيش يقاتل بدون معنويات وتسلم المعسكرات بدون معارك.

الآن الصمت وحده من يفتت الدولة… بعد الثورة جاءت مشروعية شعبية جديدة، وبعد الحوار جاءت مشروعية دولية جديدة.. والدولة وحدها من تنقذ اليمنيين من احتلال جماعات العنف المسلحة لأرضهم ومستقبلهم ولثورتهم.. وهذه الجماعات لم يعد لها حامل سياسي ولا شعبي ولا دولي واي نظام اقليمي أو دولي يتواطء معها سيلعب بالنار.

نحن لا نريد أي واجهة سياسية او دينية أو اجتماعية منقذة لليمنيين، نريد الدولة بكل مشروعياتها أن تبدا مشوار اعادة هيبتها وتنفيذ مخرجات الحوار التي يفرض بسط الدولة لسيطرتها على كل مناطقها، وإلا لن يسيطر الحوثي على صنعاء لوحده، فتنظيم القاعدة ينتظر حتى يرهق الجميع ليبدأ في تشكيل دولته، وهناك قوى اجتماعية ومناطقية تنتظر سقوط الدولة لتوسع نفوذها ايضا، وستجد هذه المشاريع الصغيرة مناصرة تجمعها من فتات الدولة التي تسقط وحدها من تكسب من الفوضى وإن فشلت في السيطرة على اليمن… إنها إيران التي تحضر حيث تحضر الفوضى .

من صفحته على الفيس بوك