قراءة في انتماءات ضحايا الحوثي
الشاب وليد القدمي “ابن الشهيد علي القدمي” يرفض منهج الحوثيين ومشروعهم السياسي، وكان ذلك كافياً لأن يسقطوا عنه الأفضلية التي يدعونها لبني هاشم، وأن يسقطوا عنه صفة “ابن رسول الله”، فيقتلوه!! ماذا سيقولون غداً، ربما يقولون إنه كان “إصلاحي” وليس ابن رسول الله!!
قتلوا اثنين من القيادات الاشتراكية، فضلاً عن غيرهم من القواعد ممن دفنهم التعتيم الإعلامي ودفنهم الحزب الاشتراكي قبل أن يُدفنوا في التراب، وقتلوا قياديا ناصرياً، فضلاً عن غيره من المستويات الأدنى في التنظيم، وقتلوا في وقت سابق رئيس مشترك الجوف وهو رئيس فرع اتحاد القوى الشعبية هناك، وذات الأمر يقال عن الإصلاحيين، وقتلوا وهجروا كثيراً من المؤتمريين من خارج تيار صالح، وحدّث ولا حرج عن حربهم على السلفيين، ومن قبل ما فعلوه باليهود.
قتلوا كثيراً من قبائل خولان بن عامر، ومن حاشد، وأكثر قتلاهم وضحاياهم من بكيل: في صعدة، حرف سفيان، حجة، الجوف، أرحب، وغيرها.
قاتلوا أتباع محمد عبدالعظيم وهو من بني عمومتهم ومن أئمة المذهب الزيدي – وكل القبائل المذكورين آنفاً ينتمون إلى المذهب الزيدي- وقتلوا الحبيشي وعدداً من أبناء تعز وإب ومن المحافظات الجنوبية، بحسب التصنيف الجغرافي، والشوافع والسلفيين بحسب الانتماء المذهبي، وها هم اليوم يقتلون شاباً هاشمياً بعد أن قتلوا والده قبل نحو شهر، ولا ندري كم قتلوا قبلهم من بني هاشم!؟
تلك هي خارطة الضحايا الذين سقطوا مضرجين بدمائهم بنيران الحوثي، وقلّبها كيف شئت: مناطقياً جغرافياً، مذهبياً، انتماء قبلياً، انتماءً سياسياً، انتماءً سلالياً وأسرياً، لم يسلم منهم أحد.
كل هذا وتجد من اليمنيين من لا يزال يقول إنه غير معني بما يفعله الحوثي، ويبرر ذلك بأنها حرب من الحوثي ضد الإصلاح وهو ليس طرفاً فيها، أو حرب من الحوثي ضد السلفيين وهو لا ينتمي إلى أي منهم، أو حرب من الحوثي ضد حاشد، أو ضد بكيل، أو ضد اليهود، أو، أو، أو.. والأمر كذلك بالفعل، فحربهم على الجميع، على الوطن واستقراره وحاضره ومستقبله، على كل من يرفض مشروعهم أو لا يقبل بهدفهم في استعادة عرش مملكتهم.
من حقك أن تقول إن أفعال الحوثي لا تعنيك، وبإمكانك أن تقنع نفسك –فعلاً- بأنها لا تعنيك.. ليس هذا المهم، المهم هو أنك أنت تعنيه، وليس بمقدورك أن تقنعه بغير ذلك.
نقلاً من المصدر