تقارير ومقابلات

تعز .. مرارة الحرب وسر الصمود…

الرشاد برس _ تقرير

-تتعاقب الأحداث وتمضي السنوات والأيام ، وأبطال الجيش الوطني بمحافظة تعز المحاصرة يرابطون بجبهات القتال بكل عزيمة وصمود ويواجهون آلة الموت بثبات دفاعاً عن تعز وابنائها الذين يعيشون أيضاً تحت مرارة الحرب وقساوتها من جهة ، ويصارعون غلاء المعيشة وأزمة مياه من جهة اخرى.

أتى رمضان للعام الخامس والأبطال يخوضون مواجهات ضد مليشيا الحوثي الانقلابية في محيط المدينة وأريافها ، ويتصدون لكل عمليات الزحف والتسلل التي تنفذها قوات العدو سواء في الصلو والأقروض أو في مناطق جنوب وغرب المدينة في الضباب ومقبنة سعياً منها لإعادة الحصار بشكل كامل ،لكن صمود وثبات الأبطال بدد كل تلك المحاولات ، فالعمليات النوعية التي ينفذها الأبطال في الجبهتين الشرقية والغربية والقصف المدفعي المحكم شل حركة العدو ودمر الياته العسكرية في مناطق متفرقة بتعز.

«26سبتمبر» قامت بجولة استطلاعية في مناطق ومواقع مختلفة بجبهات تعز، واقتربت من خطوط التماس، وسجلت في تفاصيل حياة المقاتلين ، وعشقهم للمتارس، ومعرفة كيف تبدو معنوياتهم في شهر رمضان ، وما سر كل هذا الصمود رغم الحصار، عن خسائر العدو وتفاصيل اخرى في الأسطر التالية:

البداية من أطراف مديرية الصلو جنوب شرق تعز حيث يرابط الأبطال في المواقع المتاخمة لمديرية دمنة خدير مع البطل/محمد اليوسفي يقول :» انه شعور فريد أن يكون الناس بين أهاليهم في ليالي رمضان وانت متواجد في ميادين الشرف والبطولة ولك شرف الدفاع عن هذه الأرض ، لاشك أن رمضان في المتارس له مذاق خاص لا يعرفه الا من يحس بوجع ومعاناة تعز التي يجب أن تتحرر من مليشيا الحوثي بتكاتف والتفاف الجميع حول هذا الهدف».

يضيف اليوسفي : «الابطال هنا وفي الأقروض وغيرها من المواقع معنوياتهم عالية ويلقنون مليشيا الكهوف دروساً قاسية في الحرب ويكبدون العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد عند كل محاولة للزحف والتقدم ، وان شاء الله يكون اخر رمضان للحوثي في تعز».

من اجل تعز…

البطل/هلال الحميدي تحدث بشجون ووضعنا في الصورة حول الأبطال المرابطين في مواقع جبل هان فقال: «يقضي الأبطال هنا أوقاتهم في المتارس ويتناوبون عليها طوال شهر رمضان وهم صابرين على الجراح حاملين السلاح يبذلون دماءهم ويكتبون قصص الكفاح والكرامة ويبنون المجد بثباتهم يتعبون ليرتاح أبناء المدينة ويسهرون ليل نهار حتى لا تنكسر ابتسامة الأطفال عند ذهابهم للنزهة الى الضباب وحتى لا يعود الحصار للمدينة عبر الطرق الجبلية والوعرة».

وأضاف الحميدي : «ياله من شعور وياله من منظر ونحن نشاهد من اعلى تباب جبل هان إلى خط الضباب وهو مكتظ بالشاحنات والناقلات التي تبعث فينا الحياة والأمل فلولا ثبات الرجال هنا لما عادت الحياة لهذا الخط وشريان تعز، فبرغم وحشة الظلام وصفير الثعابين وأصوات افات الارض من حولنا تغمرنا السعادة ونحن في شهر رمضان نقف هنا لأجل تعز وندافع عنها فتهون لأجلها المتاعب والمشقات ويزول بها الضيق والكربات وتسمو بها الهمم والهامات كيف لا والأبطال يعملون على تأمين المنفذ الوحيد لأبناء تعز «

عن حياة المتارس يقول الحميدي : «بين ليلة واخرى يكون هناك تسلل ومحاولة الاقتراب من مواقع جبل هان عبر منطقة الربيعي التي يتمركز فيها العدو ويكون الابطال لهم بالمرصاد ، لدى الأبطال قناعة تامة في الرباط بالمواقع بعيداً عن الاهل، فالبعض يقوم بتجهيز الأفطار والبعض يراقب العدو في المتارس ويرصد تحركاته، كما أن الصلاة في مواقع مختلفة فرادى وجماعات والقناعة تأتي من ايمانهم بصدق قضيتنا جميعاً وهي الخلاص من مليشيا الحوثي واستعادة الدولة».

عزيمة وثبات….

توهيب الهفاري القائد الميداني في جبهة الأشروح جبل حبشي يقول :»عاد الينا رمضان كعادته ونحن في مواقع الشرف والبطولة عاد ونحن لانزال في مواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية، عاد ونحن نتذكر مآسي وجرائم ارتكبتها المليشيا بحق الأهالي بالأشروح سواء بتهجير السكان او بزراعة الألغام بميحط منازلهم وقتل النساء والأطفال وهذا لن يزيدنا الا عزيمة وثباتاً «.

واردف الهفاري قائلاً « الأبطال في شهر رمضان لاشك يكون الكل بمعنويات عالية تناطح السحاب ويسود التعاون والإخاء بينهم ، ولا يلتفتون للناس الذين يقضون أوقاتهم في البيوت ومتابعة القنوات ، هنا الجو يختلف فالرجال يرابطون في المتارس ، نقضي أوقاتنا نرصد ونرقب تحركات المليشيا الانقلابية ، آملين من الله الخلاص من هذه الشرذمة ليعم السلام والخير أرجاء الوطن «

يجمعنا هدف واحد…..

المقدم/فؤاد حسان قائد جبهة الضباب من مواقع الأبطال في أطراف الجبهة بالأشعاب والمبهاء والتباب المحاذية لمواقع مليشيا الحوثي في منطقتي حذران والربيعي وحدثنا عن معنويات المقاتلين وكيف يعيش أوقاتهم في شهر رمضان فقال: «الحمد لله وجدنا الشباب في مواقعهم وهم في وضع استعداد قتالي ومعنوياتهم مرتفعة ويتلون القرآن، وكل مرابط في مترسه يراقبون العدو».

وأضاف حسان : «في شهر رمضان تكون الروح المعنوية عالية لدى المقاتلين ويتمتعون بروح الفريق الواحد ولديهم قناعة كاملة في التواجد وعدم الغياب ، رغم انه يتاح للأفراد زيارة اسرهم في ليالي رمضان ويكون هناك تناوب بين المرابطين في المواقع الذين يجمعهم هدف واحد «.

وعن العمليات العسكرية التي تشهدها المنطقة يقول :» قبل أيام من هذا الشهر الفضيل كانت هناك محاولة تسلل لعناصر مليشيا الحوثي الى قرب مواقعنا في الصياحي وتمكن الأبطال المرابطون في اللواء 17مشاة من افشال تلك العملية والحاق خسائر بشرية بصفوف العدو ، كما أن كتيبة المدفعية دائماً ما تحقق أهدافها وتكبد العدو خسائر باهظة فقبل ثلاثة أيام تم احراق طقم ذخيرة للمليشيات في قرية البحابح بالربيعي».

على درب الشهداء…..

البطل/ عبدالجبار السبئي فارس السلاح والقلم والذي جمع بين الثبات في مواقع الجبهة الشرقية مع زملائه الأبطال المقاتلين وبين مواصلة تعليمه الجامعي تحدث بإسهاب حول تعز وصمودها وثبات رجالها في مواجهة قوى الرجعية اليكم أبرز ما قال :» عاد رمضان للعام الخامس وتعز الصابرة الباسلة المحاصرة تواجه برجالها الأبطال أكبر وأقوى حصار في التاريخ فإذا سألت أبطال الوغى في ميادين النزال على حدود مترامية الأطراف في مدينة تعز عن معنوياتهم حال لسانهم يقول لقد ‏اختلط الدم بالدم وتشاركنا رغيف الخبز في الجبهات انطلقنا معاً منذ انطلاق أول شرارة للمقاومة يجمعنا هدف واضح وهو الدفاع عن تعز وطرد مليشيا الحوثي التي استباحت كل شيء ولأجل هذا فقدنا الكثير والكثير من الرفاق والأخوة والاصدقاء تقبلهم الله في الشهداء، ونجدد العهد بأن نبقى ماضين على دربهم لتحرير الوطن من براثن الكهنوت الرجعي المتخلف الذي جاء من عصر ما قبل التأريخ ولن نقف حتى نقطع يد ايران من اليمن».

وأضاف السبئي : «إن القضية اليوم قضية حياة أو موت، إما أن نموت على يد الحوثي في داخل بيوتنا او حتى في المساجد والأسواق بالقصف الممنهج ونستسلم للحوثي ونخسر كرامتنا وحياتنا ووطننا ونعيش وفق إرضاء رغباته في استعبادنا وهدر كرامتنا وهتك اعراضنا فهل نستحق العيش بهذه الطريقة المهينة وعلى يد أرذل الناس ، بالتأكيد لا ولن نركع بفضل الله وبعزيمة الرجال الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن والمواطن ويواجهون العدو في الشهر الفضيل على امتداد جبهات تعز المختلفة ، فيما ينعم البعض برغد العيش وتحت النور وعلى مائدة متنوعة الوجبات نريد ان نقول لهم كفى مناكفات كفى تشكيك وتخوين للجيش الوطني «

وختم عبدالجبار حديثه بقوله :» ان شاء الله يكون هذا العام عام المعاناة الأخير على الشعب اليمني الذي عانى من حرب ظالمة فرضها الحوثي، واكتوت بنارها كل المدن والأرياف اليمنية وضحت بشبابها واطفالها ونسائها ، نالت تعز النصيب الأكبر من ويل الحرب ولاتزال ترضخ تحت الحصار وتواجهه بصبر وثبات تواجهه رغم الجوع والفقر والقهر « .

سبتمبر نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى