مقالات

الغباء الخليجي إلى أين؟

مصطفى حسَّــان Mosthassan.ye@gmail.com
مصطفى حسَّــان
Mosthassan.ye@gmail.com

اقدام الدول الثلاث وبالأصح السعودية على اتخاذ قرار سحب السفراء من دولة قطر لم يأتي كما وصفه البيان الصادر عن السعودية كردة فعل لعدم التزام قطر باتفاقيات الرياض ومجلس التعاون الخليجي، السعودية وقطر تخوضان صراع لم يظهر على السطح حول المواقف التي تبنتها قطر خلال الأعوام الماضية، من دعم ثورات الربيع العربي، واطلاق العنان لقناة الجزيرة للمشاركة بتدشين ودعم مسار الربيع العربي.

اشتد الخلاف اكثر بعد عملية الانقلاب في مصر وقفت السعودية مع الانقلاب ووقفت قطر مع شرعية الرئيس مرسي، ما لم يلاحظه الجميع أن هناك خلاف ايضاً بين الدوليتين في سوريا، لقد حاولت السعودية السيطرة على اتلاف المعارضة السورية بقيادة أحمد الجربا القريب من الرياض وعملت على ابعاد كل الموالين للإخوان المتواجدين في اتلاف المعارضة السورية، الذي اتهمت قطر بدعمهم وتقويتهم في صفوف المعارضة.

السعودية تعيش اسوأ مرحلة وإن استمرت بهذه السياسية فسوف تغرق ببحور من الظلام والفوضى، كما ذكر ذلك قبل فترة المفكر السياسي النفيسي حيث ذكر أن الخليج هو الهدف الأول لإيران إن استمر مجلس التعاون الخليجي بالتصدع والانشقاق، اليوم بهذه الإجراءات اثبتت السعودية أنها لا تملك رؤية استراتيجية وتعيش في تخبط.

في كل مرحلة تفقد السعودية حليف فهي لم تشفى من جرحها جراء طعنتها من ادارة الرئيس باراك اوباما بالانقلاب مئة وثمانين درجة تجاه ايران، اي من العدو الذي كانت تحشد الاساطيل وحاملات الطائرات لمهاجمته، الى الدولة الصديقة التي يمكن الحوار معها، واشراكها في مؤتمر جنيف الثاني لحل الازمة السورية، والاهم من ذلك اعادة تقاسم مناطق النفوذ في منطقة الشرق الاوسط معه على اساس الشراكة وليس التنافس بتعبير المحلل الكبير عبدالباري عطوان.

في الماضي خسرت السعودية العراق، مثلما خسرت سورية، بعدم اطاحتها سريعا بنظام الاسد، وتوشك اليوم ان تخسر دول الجوار منها قطر.

السعودية طالبت قطر بدور التابع الذي يستمع الأوامر وينفذها، وقطر تحب أن تلعب دور محوري في تبنيها لقضايا الشعوب، اصرار قطر على ابقاء القرضاوي خطيبا لمسجد عمر بن عبدالعزيز وعدم اسكاتها لقناة الجزيرة، التي تكرس الجهود للوقوف في وجه الانقلاب العسكري هو السبب الأكبر لقدوم السعودية على خطوة سحب السفراء من قطر، لا سيما ومصر مقبلة على انتخاب السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية !

والأغرب من هذا كله أن يتم اتهام قطر بدعم جماعة الحوثي وجماعة الإخوان في آن واحد، في عملية لجمع النقيضين.

مالم تعلمه الجارة الشقيقة أن المستفيد الأول من هذه القرارات وتصدع مجلس التعاون الخليجي هي دولة ايران التي تترقب وبشوق لحصول أي فرصة فتنتهزها وتبث سمومها في الخليج، واليوم السعودية تقدم لها الفرصة على طبق من ذهب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى