مجزرة، لامحكمة
✍️بقلم: محمد شبيبة
أذكر عبارة قبل أكثر من خمس وعشرين سنة، قالها الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله، وهو علىٰ كرسيه المتحرك في قاعة المحكمة الصهيونية، وقد وجه إليه المدعي العام عدة تهم، وطلبت منه المحكمة أن يجيب على التهم، ويدافع عن نفسه، فرد عليهم الشيخ المُقْعَد بهذه الكلمات المقتضبة ولم يَزد عليها:
( أنا لا أعترف بدولتكم، فكيف أعترف بمحكمتكم )
واليوم مايجري في صنعاء يعتبر مجزرة، لا علاقة له بالأحكام أو المحكمة ، لأن المليشاوي، والمتمرد يُعتبر كياناً غريباً، خارج نطاق ومنطق الشرعية، والمشروعية بكل معانيها، وبالتالي فلامشروعية لأي عمل يقوم به أو يصدر منه خلال سلطته، أو تسلطه.
أما الذين لازالوا يدفعون الراتب للقاضي، ويتعاملون مع عمامته الإمامية، كقاضي في جهاز الدولة، ويعتبرونه موظفاً رسمياً ، فبالإضافة علىٰ اعترافهم به كقاضي والذي يستلزم منه اعترافهم بالحكم، فهم أيضاً شركاء في المجزرة، وفي شرعنة فعل القاضي (الجزار) ، مالم يتخذوا موقفاً صارماً من القاضي ومحكمته.