محلية

الحوثيون يُدرّسون كتباً مختلفة عن المناهج الرسمية..تفخيخ عقول الأطفال في مدارس صعدة

 

رر

الرشاد برس- المصدر أون لاين

إلقاء نظرة سريعة على نماذج من الكتب الدراسية التي يؤلفها ويدرسها أتباع جماعة الحوثيين المسلحة في صعدة للتلاميذ في المدارس الحكومية يكشف كيف يحشون عقولهم الصغيرة بأحاديث عن المتفجرات والقنابل والرصاص وعمليات القتل، وأننا أمام مستقبل بالغ التعقيد.

 

ويُظهر كتاب الرياضيات، الذي يُدرسه الحوثيون لطلاب الصف الثاني الابتدائي في صعدة، نموذجاً من التعبئة الفكرية، عن طريق استخدام الأسلحة والذخيرة وعمليات القتل أمثلة لإجراء عمليات الحساب وتصوير الجنود بأنهم مجرد «أرقام» يمكن أن يُقتل رقم منهم ويؤسر الآخر.

 

وحصل «المصدر أونلاين» على نسخة من كتاب «الرياضيات» الذي يُدرسه الحوثيون لطلاب الصف الثاني الابتدائي في كثير من المدارس الحكومية بمحافظة صعدة ضمن المقرر المفروض على التلاميذ.

 

ويتكون الكتاب من 23 صفحة ملونة، وعلى الصفحة الأخيرة من الكتاب شعار «مؤسسة الإمام الهادي الثقافية» وهي مؤسسة تابعة لجماعة الحوثيين المسلحة.

 

 أحد التمارين في كتاب الرياضيات يطلب من الطلاب الصغار الآتي: «غنم المجاهدون في إحدى المعارك ثلاثمائة وستة وعشرين قطعة سلاح من نوع مدفعي، ومائتين وثلاثة بنادق، فكم صار مجموع الغنائم؟».

 

 

 

ويقرن الكتاب بين الجنود الحكوميين و«اليهود»، فيقول أحد الأمثلة: «في إحدى المعارك مع اليهود هاجم المجاهدون معسكراً لهم فيه 360 جندياً تمكن المجاهدون من قتل 106 منهم وأسروا البقية فكم هو عدد الأسرى؟».

 

ويساوي في تمرين آخر بين الجنود الحكوميين وتنظيم القاعدة، ويزعم بأن الامريكيين يدربونهم، فيقول أحد الأمثلة: «يقوم اليهود الأمريكيون بتدريب مجموعة من اليمنيين عددهم 186، وسمتهم (القاعدة) ودربت كتيبة من الجنود اليمنيين عددهم 500، فكم مجموع الكل؟»

 

وفي مثال آخر، يورد الكتاب «اشترى محمد بندقاً (بندقية) وجعبة فكان سعر البندق (البندقية) 128000 ألف ريال، وسعر الجعبة 46000 ألف ريال، فكم صار المجموع؟».

 

ويزيد الكتاب في صفحة آخرى في إشارة إلى الحث على اقتناء السلاح «اشترى يحيى بندقية بمبلغ مائة وعشرين ألف ريال، واشترى مالك رصاصاً بمبلغ ستة وعشرين ألفاً وسبعمائة ريال، أما عمار فقد اشترى له والده حزاماً من الرصاص بمبلغ ثمانية آلاف وسبعمائة وخمسين ريالاً، اكتب بالأرقام ما اشترى كل واحد منهم».

 

وقال مصدر تربوي في صعدة لـ«المصدر أونلاين» إن هذه الكتب تُدرس بالفعل في المدارس الحكومية للطلاب، خاصة تلك المدارس التي يفرض الحوثيون هيمنتهم عليها بشكل كامل، وهي تختلف كلياً عن المناهج المقررة من وزارة التربية والتعليم.

 

وقال مصدر في مطابع مؤسسة «الثورة» للصحافة والنشر الحكومية بصنعاء إن الحوثيين طبعوا كميات كبيرة من هذه الكُتب في المطبعة مقابل مبالغ مالية خلال الأشهر الماضية.

 

 وقالت مصادر في صعدة إن المناهج الحوثية لا تقتصر على الرياضيات، بل تشمل المواد الأخرى، مثل التربية الإسلامية والقرآن الكريم والعلوم واللغة العربية، مشيراً إلى انها تحتوي على مفردات فكرية خاصة بجماعة الحوثيين.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يسعى فيها الحوثيون إلى تثقيف أنصارهم بأنواع السلاح، ففي شهر رمضان الماضي عرضت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين، والتي تبث من لبنان، برنامجاً مسابقاتياً يومياً تضمن أسئلة عديدة عن أنواع الأسلحة والمتفجرات واستخداماتها ومدى وصولها إلى الهدف.

 

ومنذ سيطر الحوثيون على محافظة صعدة وأجزاء من محافظات مجاورة وفرض هيمنتهم على المدارس الحكومية أجبروا مدراء المدارس والمدرسين والطلاب على تغيير النشيد الوطني في طابور الصباح وترديد شعار «الصرخة»، وهو الشعار الرسمي للجماعة المسلحة، والذي يتوعد أمريكا وإسرائيل بالموت.

 

 

وبحسب إحصائيات حصل عليها «المصدر أونلاين»، تبلغ عدد المدارس الحكومية في صعدة 728، يسيطر الحوثيون بشكل كامل على 413 منها، فيما يبلغ عدد الطلاب الدارسين في المحافظة 133 ألفاً و276 طالباً وطالبة.

 

 ويسيطر الحوثيون على عشرات المدارس الحكومية في محافظات مجاورة بعد سيطرته على تلك المناطق بالقوة.

 

وسيخرج جيل من التلاميذ في عددٍ كبير من مدارس صعدة والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها الحوثيون متسلحاً بالكراهية ضد الآخر، ويمتلئ رأسه بالكثير من الحديث عن التفجير والقذائف والقتل.

 

 ومنذ انتهاء الحرب السادسة في 2010، ودخول المسلحين الحوثيين مدينة صعدة أثناء الانتفاضة الشعبية عام 2011، استطاعت الجماعة أن تجعل من المحافظة أشبه بإقطاعية مستقلة خاضعة بشكل كلي لحكمها، مع تواجد صوري لمؤسسات حكومية يسيرها الحوثيون بشكل شبه كامل.

 

وعين الحوثيون تاجر السلاح الموالي لهم فارس مناع محافظاً لصعدة بعد هروب المحافظ السابق طه هاجر، كما عينوا معظم قيادات المكاتب الإدارية من أعضاء حوثيين أو موالين لهم، كما عينوا عدداً كبيراً من الموالين لهم مُدراء مدارس حكومية.

 

 وامتد الحوثيون جنوباً باتجاه عمران وسيطروا على عدة مناطق، كما خاضوا حرباً مع رجال قبائل في محافظة الجوف لمحاولة السيطرة على المنطقة التي قيل إنها واعدة بثروات نفطية.

 

وتُظهر صورة، حصل عليها «المصدر أونلاين»، مدير مكتب التربية في محافظة صعدة مع عددٍ من الموالين للحوثيين وهم يُكرمون تلاميذ مدرسة حكومية بشهادات تقدير عليها شعار جماعة الحوثي وشعار «مؤسسة الشهداء» وهي مؤسسة تابعة للحوثيين.

 

وفي صورة أخرى، يظهر مسلح حوثي شاب يتجول بحُرية في مدرسة «عمار بن ياسر» الحكومية بمديرية الصفراء في صعدة.

 

ويعمد الحوثيون أيضاً إلى إبراز وجودهم من خلال كمية كبيرة من الملصقات وطلاء شعارات الجماعة المكتوبة على جدران المدارس والفصول، وحتى مكاتب الإدارة في المدارس.

 

ولم تقتصر سيطرة الحوثيين على تلك المناطق بإدارة الأجهزة الحكومية، لكنهم توجهوا إلى السيطرة على المساعدات الإنسانية التي تقدمها منظمات دولية أجنبية من بينها الأمم المتحدة.

 

 وعلم «المصدر أونلاين» أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) سلمت شحنة من الحقائب المدرسية يقدر عددها بعشرة آلاف حقيبة في شهر نوفمبر الماضي إلى جماعة الحوثيين من أجل توزيعها على الطلاب في المدارس الحكومية.

 

لكن الحوثيين طمسوا شعار الأمم المتحدة و«اليونيسيف» من هذه الحقائب، ورسموا عليها شعار جماعتهم ومؤسسة «الشهداء» التابعة لهم.

 

 وعلم «المصدر أونلاين» أنه تم إبلاغ منظمة «اليونيسيف» لكنها غضت الطرف عن الحادثة. وفي حادثة أخرى مشابهة، مولت المنظمة الدولية ذاتها مشروعاً لتوزيع دفاتر مع هذه الحقائب، وقدمت قيمتها مبالغ مالية إلى مكتب التربية والتعليم بصعدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، بحسب ما أكده لـ«المصدر أونلاين» مصدر في مكتب «اليونيسيف».

 

لكن المنظمة تفاجأت بتوزيع دفاتر طُبع على غلافها شعار الحوثيين وصورة مؤسس الجماعة حسين الحوثي، ووصف «صانع النصر»، إضافة إلى أبيات شعر تُمجد الحوثي.

كتاب رياضيات خاص بالحوثيين
كتاب رياضيات خاص بالحوثيين

 

رررر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى