رئيس العسكري السوداني: سقوط قتلى في الأبيض يستوجب المحاسبة….
الرشاد برس … عربي
………………………………………………………………………………
– قال رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان عبد الفتاح البرهان إن قتل ما لا يقل عن أربعة تلاميذ بالرصاص خلال فض احتجاج في مدينة الأبيض يوم الاثنين ”أمر مؤسف“ ودعا إلى استئناف سريع للمفاوضات من أجل الانتقال السياسي.
ويأتي مقتل الأطفال في وقت يتفاقم فيه التوتر بين المجلس العسكري وتحالف المعارضة الرئيسي، الذي دعا إلى احتجاجات حاشدة على مستوى البلاد ردا على قتل التلاميذ. لكن المشاركة كانت محدودة.
وفي مقابلة سجلت يوم الاثنين وبثها التلفزيون الرسمي في وقت متأخر يوم الثلاثاء، قال البرهان إنه يأمل في التوصل لاتفاق بين المجلس وتحالف المعارضة في أسرع وقت ممكن.
وقال ”ما حدث في الأبيض أمر مؤسف وحزين وقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة… نتمنى التوصل إلى اتفاق سريع جدا مع قوى إعلان الحرية والتغيير“.
وكان من المقرر أن يجري الجانبان مزيدا من المفاوضات بشأن الانتقال السياسي من الحكم العسكري إلى مجلس سيادي جديد يوم الثلاثاء لكنها تأجلت بعد واقعة إطلاق النار.
وأضاف البرهان ”وفد العسكري جاهز في أي وقت لبدء التفاوض“.
وقال أطباء مرتبطون بالمعارضة إن ستة أشخاص على الأقل بينهم أربعة تلاميذ قتلوا بالرصاص يوم الاثنين عندما فضت قوات الأمن مظاهرة طلابية في الأبيض على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب غربي الخرطوم. وقال السكان إن التلاميذ كانوا يحتجون على نقص الخبز والوقود.
واتهم تحالف قوى الحرية والتغيير القوات العسكرية وشبه العسكرية بفتح النار على تلاميذ المدارس الثانوية.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن اللواء الركن الصادق الطيب عبد الله والي ولاية شمال كردفان المكلف قوله إن خمسة قتلوا في الأحداث التي وقعت يوم الاثنين بمدينة الأبيض من بينهم ”ثلاثة طلاب مدارس ثانوية واثنين من مواطني مدينة الأبيض“.
وأضاف أنهم قتلوا بعد أن انحرفت المسيرة ”عن أهدافها بعد أن تدخل بعض المندسين وسط طلاب وطالبات المدارس الثانوية“.
وقال برهان للصحفيين خلال المقابلة إن الاحتجاجات في الأبيض انحرفت عن مسارها وإن المحتجين هاجموا الأسواق والبنوك. وأضاف أنه لا يستطيع حتى الآن تأكيد من أطلق النار على التلاميذ وأن المسألة لا تزال قيد التحقيق.
وقالت وكالة السودان للأنباء إن المدارس أغلقت اعتبارا من يوم الأربعاء لفترة غير محددة بناء على تعليمات من المجلس العسكري.
وذكر شاهد من رويترز أنه بعد أن كان عشرات الآلاف من المتظاهرين يخرجون إلى الشوارع في الأشهر الماضية، لم يتظاهر سوى العشرات اليوم في شارع الستين بالخرطوم وهم يحملون صورا للضحايا.
وتظاهر العشرات أيضا في أنحاء أخرى من العاصمة.
وقال عضو في لجنة صيادلة مرتبطة بالمعارضة، طلب عدم نشر اسمه، إن الطلاب والبالغين خرجوا أيضا في احتجاج اليوم في الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان.
وأضاف أنه رافق وفدا من تحالف قوى الحرية والتغيير في زيارة لتعزية أسر الضحايا وتفقد الجرحى.
ودعا التحالف إلى محاسبة المسؤولين عن قتل التلاميذ وحث المجلس العسكري على الموافقة فورا على تفاصيل سلطة انتقالية جديدة.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد في تغريدة اليوم ”أنا غاضب من مقتل متظاهرين بمن فيهم أطفال المدارس في مدينة الأبيض…يجب الحفاظ على الحق في التجمع السلمي وسلامة جميع المواطنين، وخاصة الأطفال“.
كما أدانت السفارة الأمريكية في الخرطوم أعمال العنف قائلة يوم الثلاثاء ”استخدام الذخيرة الحية ليس استجابة مناسبة لمظاهرة سلمية على الإطلاق. هذا الحدث المأساوي يزيد من ضرورة تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية تتمتع بدعم على نطاق واسع من الشعب السوداني“.