مقالات

“الحق والباطل”

بقلم/ إبراهيم الأحمدي

………………………………………………………………………………
أفكر أحيانا فأقول لنفسي :

هل يمكن فعلا أن أحدا من العقلاء يقف في صف الباطل وهو يعلم أنه باطل !! ويحارب الحق وهو يعلم أنه حق !!

فيأتيني الجواب من كتاب الله تعالى ومن حوادث التاريخ ،

أما من كتاب الله تعالى فإن الله تعالى قال عن فرعون ومن معه وهم يرون آيات موسى ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا )
….
وقال عن كفار قريش ( فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون )

وأكثر ما يكون الدافع لمثل هؤلاء القوم هو الحسد .

فمن حوادث التاريخ ما ذكره أهل السير أن رجلا من صناديد قريش – قيل أبو جهل وقيل غيره – سأله أحد أصحابه في خلواتهم عن صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقال : ما كذب محمد قط ، لكنا تنازعنا الشرف مع بني هاشم ، أطعموا فأطعمنا وكسوا فكسونا وسقوا فسقينا فقالوا منا نبي فمن أين نأتي بها
فانظر إلى هذا العمى وتأمله .
…..
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها أن أباها وعمها – وهما زعماء يهود بني النضير – ذهبا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قدم المدينة ليستطلعا أمره ، وكانوا يعرفون أوصافه من كتبهم ،
قالت فلما رجعوا سمعت عمي يقول ﻷبي : أهو هو ، قال : هو هو
قال فما العمل ؟ قال مالعمل ! عداوته ما بقينا .
فهل رأيت انتحارا بطريقة أبشع من هذه !!!!!!

وأحيانا تكون العصبية العمياء قبلية كانت أو مناطقية أو وطنية أو عرقية صادة لصاحبها عن الحق ولو بدا له كالشمس في رابعة النهار

يروى أن أحد أتباع مسيلمة الكذاب – وهو من بني قومه – قال له والله يا مسيلمة إني ﻷعلم أنك لست بنبي وأن محمدا نبي ، وأعلم أنك كاذب وأن محمدا صادق ، ولكن كذاب ربيعة أحب إلي من صادق مضر ، أو قال كذاب بني حنيفة أحب إلي من صادق قريش .

ومثل هذا الصنف كثير ، فلا تأسف عليهم ولا تحزن ، ولا تبخع نفسك على آثارهم ، فلو علم الله فيهم خيرا ﻷسمعهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى