تقارير ومقابلات

رواد ثورة سبتمبر.. بطولات خالدة في ذاكرة الأجيال اليمنية…

الرشاد برس_تقرير

………………………………………………………………………..
عظيمة هي ثورة 26 سبتمبر بعظمة رجالها الأبطال الذين اشعلوا شرارة الثورة في سبتمبر عام 1962م وستظل مواقف وتضحيات أبطال تنظيم الضباط الاحرار خالدة في اذهان الأجيال , ستظل خالدة فينا بطولات طلاب مدرسة المدفعية , وطلائع الجيش, وسيخلد في ذاكرة اليمنيين الاحرار عبر الزمان كل أولئك الرجال سواء القائد علي عبدالمغني أو محمد فايع, ومحمد عبدالخالق ومحمد غالب الساقي ومحمد حسن العمري ومحمد مطهر و يحيى الفقيه محمد الثلايا وحمود بيدر، وعبدالله جزيلان وعبداللطيف ضيف الله ومحمد الوشلي عبدالسلام صبرة وغيرهم الكثير..

ولأن الجيش له دور محوري واساسي في الثورات والتحولات الكبيرة في اي بلد, فقد اطلق على ثورة 55 في اليمن أطلق بثورة الجيش بقيادة قائد الجيش الثلايا آنذاك وبعد فشلها، تشكل تنظيم الضباط الاحرار وانخرط فيه عدد من خيرة الضباط والقادة امثال علي عبدالمغني واللقية والسلال وغيرهم الذين كان لهم شرف تفجير ثورة 26 سبتمبر عام 1962م .

سوف نسترجع مع نخبة من شباب هذا الجيل ومثقفيه ما تجود به ذاكرتهم عن ثورة 26 سبتمبر المجيدة وأبطالها في الإستطلاع التالي :

يقول الصحفي ضيف الله الصوفي: “مضى أكثر من نصف قرن على قيام ثورة 26 سبتمبر والتي ما زال اليمنيون يتذكرون أحداثها جيداً على السواء، من شهد أحداثها أو من قرأ تاريخ اليمن، ومثل هكذا حدث عظيم ينبغي الا يجهله أحد، ويضل يتطلع لمعرفة ما حل بالحكم الإمامي للملكة المتوكلية وكيف تم الإطاحة بالإمام أحمد في صنعاء من قبل الثوار الأحرار، وفرار إبنه البدر بعد مصرع أبيه”.

فقد جرى الترتيب لثورة سبتمبر في سياق عدد من الإجتماعات والتشاورات بين القيادة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار قبل أشهر من قيامها، والذي تأسس وفقاً لفكرة الشهيد علي عبدالمغني، قائد هذا التنظيم وأبرزهم في التخطيط للثورة، كما ظهرت أسماء قيادات عسكرية آنذاك، أمثال محمد مطهر زيد وعبد السلام صبرة، الذي وصف أنه الأب الروحي لتنظيم الضباط ، إضافة إلى أخرين تم من خلالهم عقد اجتماعات لتكتلات سرية اعتبر عبد المغني حلقة وصل وتنظيم فيما بينها، في البداية شمل دائرة التنظيم صنعاء وتعز مركزين رئيسيين، بعدها توسعت إلى الحديدة.

واستمر الصوفي في سرد ما تجود به ذاكرته عن الثورة وعن قائدها البطل على عبدالمغني فقال :” بحسب شهادة الكثيرين أن علي عبدالغني هو مؤسس تنظيم الضباط الأحرار، والذي حمل هم حرية الوطن وشعبه على عاتقه، وأنه القائل “لولا الإمامة ما بقي المستعمر البريطاني في جنوب الوطن”، وكما ورد عن الضباط الأحرار في كتاب «أسرار ووثائق الثورة» قالوا إن علي عبدالمغني كان قائد التنظيم بالإجماع وهو من أسس التنظيم بإنشاء الخلايا التي كانت نواة التنظيم والتي كانت غير مترابطة ولا تعرف كل خلية الأْخرى، وأنه كان العامل المشترك في كل الخلايا, وعمل هذا التنظيم بسرية تامة بداية تأسيسه، وبعد تواصل كبير بين علي عبدالمغني ومثقفين وعلماء ومشائخ لشحذ همم الشعب والخروج للمطالبة بالحرية، و قال عبدالمغني مخاطباً المترددين عن الخروج، لنقم بالثورة وليكتب التاريخ أن الضباط الملازمين هم من قاموا بها.

واضاف : في سياق الحديث عن اجتماعات بين عبد المغني وكثيرين من رفاقه للترتيب لساعة الصفر ويوم قيام الثورة، جرى تأمين ميناء الحديدة والخطوط الرابطة بين صنعاء والحديدة وتعز، خصوصاً بعد موافقة دولة مصر أن تكون داعمة للثورة اليمنية بحيث تمدهم بالسلاح وما يحتاجونه عن طريق الميناء، حيث وقف الزعيم جمال عبدالناصر داعماً قوياً للثورة”.

الناشط الشبابي والطالب في العلوم السياسية عبدالجبار السبئي تحدث عن ثورة السادس والعشرون من سبتمبر الخالدة فقال : “تحل علينا الذكرى 57 لثورة 26 سبتمبر 1962 الخالدة والتي انطلقت فيها جموع الشعب اليمني الثائر متداعية من كل أرجاء اليمن لتبدد غسق عهد كئيب ممتلئ بالظلم والقهر والطغيان في ظل حكم عصابة كهنوتية سلالية استولت على السلطة واستفردت بخيرات وثروات الوطن تحت مبرر الحق الإلهي الذي مكنهم من استعباد وإذلال الناس وحكمهم رغماً عنهم حاشا ربنا جل في علاه عما يقولون ويفترون»

السبئي سرد الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم بعد مرور اكثر من نصف قرن من الثورة وكيف يحاول احفاد الأئمة اعادة الشعب اليمني الى العصور السحيقة ” تمر علينا هذه الذكرى العظيمة اليوم بعد مرور أكثر من 50 عاماً وأحفاد أولئك الشرذمة يعيثون في الأرض فساداً وخراباً بدعوى استعادة حقهم المزيف في حكم الشعب اليمني العظيم , والذي هب فيه الشعب مجدداً للدفاع عن الثورة والجمهورية والالتفاف خلف قيادته السياسية والشرعية ولدفاع عن حقه في الحياة الكريمة الآمنة المستقرة فليس هناك بديل عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر”

ويضيف ” الحوثيين ينحرون أنفسهم بمحاولة طمس الثورة والإساءة لها ويقعون في شرك لا يعلمون عواقبه وسيتسببون في نكسة للهاشميين بشكل عام لأنهم أظهروا عنصرية تتنافى مع مبادئ الإسلام والشرائع الكونية والوضعية ومواثيق الأمم المتحدة ومبادئ حقوق الإنسان, فهم يريدون العودة بنا إلى العصور السحيقة، وهذا سيكون وبالاً عليهم وسيكون مصيرهم الفناء عاجلاً أو آجلاً” .

اما الناشط السياسي صهيب الصهيبي فقد قال ” ثورة 26سبتمبر ثورة عظيمة تحدث عنها مؤرخون وسياسيون وحكت عنها الكتب فبمجرد إندلاعها تحررت اليمن من العزلة السياسية وكسرت حاجز الإمامة والإستبداد على الشعب وتوارث الحكم، معها تحرر الانسان اليمني من حكم الأسرة الواحدة الى حكم جمهوري ديمقراطي انتشل مناطق اليمن الشمالي من عصور التخلف والجهل والظلام التي كان يعيشها انذاك” .

واسترجعت ذاكرة الصهيبي الساعات الاولى لقيام الثورة ودور القائد علي عبدالمغني “ستظل مواقف وبطولات علي عبدالمغني وكل رفاقه في تنظيم الضباط الاحرار خالدة في ذاكرة اليمنيين سوف استرجع هنا ما قرأت وعرفت عن تلك البطولات حينما انبرى الملازم علي عبدالمغني وأعد البيان الأول للثورة وأعد الأهداف والمبادئ الستة وتفجرت الثورة ليلة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م وتحرك الملازم علي عبدالمغني قبل المغرب برفقة زميله ناجي محسن المسيلي الى إدارة الهاتف وأعطى البطل حسين علي القواس وزملاءه الى الكلية وتحرك الساعة (الحادية عشرة والنصف) قبل منتصف الليل مع زميله الحميم الملازم محمد مطهر والملازم يحيى الفقيه والملازم محمد الثلايا ومعهم مدفع ميدان اختار موقع الضرب في منطقة خزيمة وقام بقصف دار الشكر ودار البشائر وشكل مجموعات الاقتحام فتقدمت مجموعات الاقتحام لأداء مهامها دون أي دفاع”.

واضاف ” في صباح يوم الخميس أول ايام الثورة تحرك قائد الثورة في دبابة الى عرضي المدفعية وفتح الباب وأطلق سراح الملازم حمود بيدر وألقى كلمة بعرضي المدفعية قائلاً: إن الثورة ثورة شعب يساندها أبناء الشعب, في مقدمة ذلك القوات المسلحة وقوات الأمن والقوات البحرية ثم عاد الى الكلية الحربية بعد انتهاء تلك المهمة وأرسل الشيخ محمد عبدالواسع عبدالمغني الى محطة الإذاعة لإلقاء قصيدة نشوان الحميري المشهورة بالدامغة بعد البيان الاول للثورة ثم توالت ايام الثورة وتتالت البطولات للثوار التي تحتاج لمجلدات وصفحات طويلة لسردها , وتدوين المواقف والتضحيات التي قدمها ابطال الثورة ورواد تنظيم الضباط الاحرار”.

محمد خالد يقول ” ثورة26 سبتمبر خاضها اليمنيون وفق ضوابط وخطوات ومن أجل تحقيق أهدافها الستة، التي يجب علينا اليوم ترجمتها على الواقع، لنعرف ما الذي تحقق، وما لم يجر تحقيقه، في تقديري أنها حققت شيئاً من التحرر من الاستبداد الإمامي، وها هي الإمامة تعود من جديد ممثلة بحكم الطائفة الحوثية المستبدة والحاكمة بالحديد والنار نجد الفارق الطبقي لا يزال موجوداً أيضاً .. يجب علينا ان نستلهم العبر والعضات من ثورة سبتمبر العظيمة والتضحيات التي قدمها الابطال في أرض الميدان وزلزلوا عرش الحكم الامامي واطاحوا به رغم قلتهم وشحة امكانياتهم لكن كانت عزائمهم كبيرة وطموحهم اسمى واعظم من كل الحسابات الشخصية والمناطقية والطبقية , يجب علينا ان نسترجع تلك البطولات ونستحضرها اليوم في الواقع الميداني بمواجهة مليشيات الحوثي الوجه الاخر للحكم الامامي”.

سبتمبر نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى