مقالات

أمجد خشافة: أزمة العقل العربي

 

كــاتب صحــافي
كــاتب صحــافي

  أمجد خشافة

حين اجتاحت فيما اُتفق على تسميته الربيع العربي بعض الدول العربية كان مفاجئاَ لأغلب القوى السياسية العربية، وهو ما أدى الى حالة ارباك لتحركاتهم وتعاملهم مع هذه الثورات  التغييرية.

 

وبعد أن تمكنت قوى ثورية الوصول الى الحكم كما حدث في مصر استشاظت بعض قوى التقدم والليبرالية، فتقدمت الى واجهة التصدي لهذا المسار وساهمت في تقويض نموذج كان محط تأييد ذو أغلبية لدى المجتمع، والذي انتهت بانتكاسة سياسية “الانقلاب”.

 

ولم تسلم بقية الدول العربية التي طالها الربيع العربي من أثر هذه الانتكاسة فدخلت في حالة فوضى سياسية تفتقد الى رؤية واضحة لبناء الدولة، ساهم في تلك الفوضى حالة الانقسام الموجودة في الوسط العربي بين مؤيد لأنظمة الثورات وبين من يحن لـ”لأنظمة الوظيفية” التي لا تملك –في الأصل- قرارها، ووصل الأمر في دول أخرى كاليمن الى تحالف قوى سياسية محسوبة على التقدم والليبرالية مع جماعة الحوثي المسلحة التي لها ارتباط مباشر بدولة إيران والتي لا تنفذ سوى أجندة غير وطنية.

 

هذا الانقسام والتحالفات المشبوهة في الوسط العربي والفوضى السياسية الحاصلة عكست حالة تأزم ثقافي لدى العقل العربي  في فهم الثورة أولاَ، وبناء الدول بعد الثورات، إضافة الى افتقار العقل العربي الى رؤية واضحه حول مصلحة المجتمعات العربية والابتعاد من حالة التشظي والعيش أو البقاء في حالة الاَّدولة.

 

إذن ما يحدث من انتكاسات للثورات العربية وتحالف القوى التقدمية الليبرالية مع أنظمة قمعية وعسكرية ومع جماعة مسلحة، ليس السبب لذات الثورات ولكن لأنها جاءت في ضل أزمة ثقافة واغتيال الجهل للعقل العربي.

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى