مقالات

الحرية بين المفهوم الاسلامي والمفهوم الغربي (1)

بقلم/ محمد القشه

–  تكاد تكون مفردة الحرية وما يتعلق بها من أسئلة هي المفردة الأكثر شيوعا وتداولا وانتشارا في الساحة العربية والإسلامية خلال العقدين الأخيرين ، ولعل العوامل التي تكتنف هذا الظهور الكثيف تعود إلى عوامل متعددة ومتشعبة أبرزها :

●حالة الاستبداد والقهر والذل والتخلف التي يعيش فيها العالم العربي منذ فترة طويلة
●والإحتكاك الواسع بالثقافة الغربية وتأثيراتها الفكرية والسياسية والثقافية
●وكذلك بروز حالات عديدة من الهجوم الفكري والإعلامي على الثوابت الإسلامية وتجاوز خطوط المقدس لدى المسلمين
●لتتوج هذه العوامل كلها بأحداث الربيع العربي الذي أشعل وقود سؤال الحرية والنقاش حوله
●ثم وصول الإسلاميين إلى السلطة والذي كان له الأثر الكبير في حيازة مفهوم الحرية الإهتمام الأكبر في ساحة الفكر العربي وتداعيات هذا الوصول ، ثم عاد مجددا اثر الانتكاسة التي تعرض لها هذا الربيع.

لماذا مفهوم الحرية؟!

لا شك أن قضية الحرية أضحت قضية مركزية وضرورة ملحة ، لذلك فإن من أهم الأسباب للإهتمام بها التالي :
1-أن الحرية من أغلى وأنفس القيم ، وهي أولا وآخرا من أثمن الحقوق وليست شيئا هامشيا ، كما تعد من أكثر الضرورات تأثيرا في حياة الإنسان.
2-أن الحرية صارت أهم القضايا التي تشغل العالم في كل يوم ، وأضحت الشغل الشاغل في الأوساط السياسية والإعلامية والفكرية والمنظمات المحلية والدولية ، وهذا انعكس بدوره على مجتمعاتنا.
3-أن أكثر من يتحدث عن الحرية في العالم هي الحكومات والمنظمات الغربية ، الأمر الذي أدى إلى شيوع مفهوم الحرية وفق التصورات الغربية التي بناها العقل الغربي عن قضايا الحرية.
4-التغييب للرؤية الإسلامية الأصيلة حول قضايا الحرية ، وظهور تصورات مضطربة وإشكاليات في أطروحات بعض الإسلاميين حول الحرية.
5-الكم الكبير من التساؤلات عند الشباب المسلم عن قضايا الحرية ، لا سيما في ظل الأمواج العاتية من الشبهات والشهوات والتغيرات والأحداث التي يتعرض لها المجتمع المسلم ، وهذا يحتاج اليوم إلى دراسات جادة ومعمقة للإجابة على هذه الأسئلة بكل وضوح ومدعمة بالدليل الشرعي والبرهان العقلي.
6-التشغيب المستمر على الإسلام في موضوع الحرية من قبل أعداءه على اختلاف ألوانهم وأفكارهم ومنطلقاتهم، وهذا يستوجب الدفاع عن رؤية الإسلام وإظهارها وتجليتها بعيدا عن عن الزيف والتضليل الذي تتعرض له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى