مقالات

تفعيل الحكمة اليمانية

 

افتتاحية الخليج الاماراتية
افتتاحية الخليج الاماراتية

   الخليج الاماراتية

   مأمولاً أن تكون القوى السياسية والفعاليات القبلية اليمنية قد أدركت أن سنوات الحرب والاقتتال، وصراعات المصالح الطويلة، قد وجدت نهاية لها مع ثورة الشعب اليمني ضد نظام علي عبدالله صالح، والتي كانت في كل مراحلها من أنقى وأنظف الحركات الشعبية التي شهدتها بعض الدول العربية خلال السنوات القليلة الماضية .

 

وكان مأمولاً أن يكون الجميع قد استوعبوا دروس الماضي، وبدأوا يعدون للمستقبل الخطط التي تنقل اليمن من حال التشرذم والجهل والفقر إلى حال أخرى تحمل الأمل للشعب اليمني وتنقذه مما هو فيه، وتضعه في موقع يليق به بين الأمم .

 

وجاء الحوار الوطني الذي جمع كل القوى اليمنية بمثابة خريطة طريق رسمت خطوات العبور إلى المستقبل من خلال وضع آليات النظام السياسي المرتجى، وكانت مخرجاته التي اتفق الجميع عليها بمثابة وثيقة وطنية جامعة سوف ترى طريقها إلى التنفيذ، بما يضع اليمن على الطريق الصحيح، ويمتلك بالتالي القدرة على مواجهة تحديات كبيرة، مثل التنمية وإعادة الاعمار ولم الشمل وقيام مؤسسات الحكم الرشيد التي تلبي تطلعات الشعب اليمني بعد أن قرر قيام نظام فدرالي يجمع ولا يفرق ويوزع الثروة والتنمية بالتساوي من دون إقصاء أو غبن .

 

ولعل أخطر ما يواجهه اليمن هو المنظمات الإرهابية التكفيرية التي اتسع نشاطها وتعاظم وخصوصاً في الجنوب، حيث كان من المفترض أن يتوجه كل الجهد والامكانات لدحر خطر هذه المنظمات .
لكن، يبدو أن البعض لايزال يعلي مصالحه الفئوية الخاصة على المصلحة الوطنية العليا، ويحاول تحقيق مكتسبات بوسائل لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار، رغم أن أقنية الحوار والتواصل لم تنقطع، وأن هناك قناعة بأحقية مطالب شعبية مشروعة يمكن التوصل إلى تسوية سلمية بشأنها بعيداً عن التهديد والنفير .

 

كما أنه إذا كان هناك شعور بالتلكؤ في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وفي وضع الخطط التنفيذية لهذه المخرجات بعيداً عن المحسوبية، فإن الباب لم يغلق والجميع على استعداد لبحث كل وجهات النظر المتعارضة لاجتراح حل من خلال التعقل والحكمة .

 

قديماً قيل إن “الحكمة يمانية” . . لعلها تبقى شعاراً يمارس على الأرض لإنقاذ اليمن من سوء التقدير والتفكير . . لأن ما يجري على الأرض لا يبشر بالخير .

ِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى