تقارير ومقابلات

أنفلونزا الخنازير والمليشيا ، أوبئة تفتك بالمواطنين

تقرير / آواب اليمني

كنت لا زلت صغيرا ، عندما سمعت أن هناك مرضا فتاكا يفتك بالناس ، وكنا نتلقى اللقاحات لمكافحته والقضاء عليه عندما كنا في المدارس ، في ذلك الوقت سمعت عن مرض ووباء ، يفتك بالناس ، وأنه لا بد من أخذ اللقاحات لكي نقي أنفسنا واهلنا من هذا الوباء .

وبعد تلك الفترة إلى ما قبل الحرب الحوثية التي كانت سببا في كل شيء ، لم نسمع عن أنفلزنزا الخنازير ، نهائيا ، لكن المليشيا لم تبذل جهدا في تفشيه ، بل وفرت له بيئة صحية لكي يتفشى هو والعديد من الأوبئة مثل الكوليرا والدفتيريا وغيرها من الأمراض التي كانت المليشيا الانقلابية سببا رئيسيا في تفشيها .

أنفلونزا الخنازير يعتبر واحدا وأحد أخطر الأوبئة التي تفشت جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية والتي كبّدت ملايين المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.

الوباء انتشر في المحافظات التي تسيطر عليها المليشيا الانقلابية ، لكنها تتكتم عن البوح بذلك ، لكن محافظة إب الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، سجلت ارتفاعا ملحوظا في عدد الاصابات بانفلونزا الخنازير ، إذ توفي شخصٌ يدعى عبدالله سعيد جباح متأثرًا بإصابته بإنفلونزا الخنازير، أثناء تلقيه العلاج.

مصادر خاصة تحدّثت عن أنّ ارتفاعًا كبيرًا تشهده المحافظة في حالات الإصابة بمرض بإنفلونزا الخنازير، وسط عمل مكثف من المليشيات على تضخيم الأزمات الصحية على صعيد واسع.

و”أنفلونزا الخنازير” عدوى يسببها فيروس أنفلونزا يؤذي صحة الخنازير ويسبب تلوثًا في رئتي الخنزير، وفي حالات معينة يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الإنسان وأن ينتشر فينتقل من شخص إلى أخر، وبالرغم من أنّ هناك عدة أنواع من الفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير، إلا أن النوع الذي يثير قلق الأجهزة الصحية، بشكل خاص، هو الفيروس من نوع H1N1.

حين يصاب شخص ما بأنفلونزا الخنازير قد يشعر بالتعب وبأوجاع في الجسم، التهاب في الحلق، حمى وسعال، ومرض أنفلونزا الخنازير في أغلب الحالات، ليس خطيرًا، لكنه قد يتطور، في بعض الحالات، إلى التهاب رئوي، مشاكل حادة في الرئتين، بل قد يؤدي إلى الموت أيضًا.

المليشيات الحوثية عندما تفقد السيطرة على الوضع ، تحاول الاعتراف ، فقد اعترفت في مطلع يناير الماضي ، بارتفاع حالات الاشتباه بمرض إنفلونزا الخنازير في صنعاء ومناطق سيطرتها إلى قرابة 24 ألف حالة خلال ثلاثة أعوام فقط.

وفيما حاولت مليشيا الحوثي مؤخرًا نفي الإحصائيات التي خرجت بتفشي الوباء، لكن المدعو أحمد الزبير مدير ما يسمى البرنامج الوطني لمكافحة الإنفلونزا التابع لوزارة الصحة التي تسيطر عليها المليشيا غير المعترف بها كشف عن ارتفاع إجمالي الحالات إلى 23 ألفًا و406 حالة اشتباه.

وقال المسؤول الحوثي إنّ حالات الوفاة جراء إنفلونزا الخنازير وصلت إلى 426 حالة وفاة، موضحًا أنَّ إجمالي عدد الحالات المشتبه إصابتها بالإنفلونزا خلال 2019 بلغت 7364 حالة توفي منها 310 حالات.

ومنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية ، تحولت كافة الاوضاع في بلادنا إلى أرض خصبة لتفشي الاوبئة والأمراض ، وليس هذا وحسب ، بل عمدت المليشيا الانقلابية إلى سرقة المساعدات الإنسانية ، حتى خلّفت وراءها مآسي بشعة، وضعت بلادنا في خانة المأساة الإنسانية الأبشع على مستوى العالم.

لم تكتفِ المليشيات الحوثية بالعمل على تفشي كل هذه الأمراض القاتلة وفي مقدمتها أنفلونزا الخنازير، لكنّها عملت كذلك على سرقة المساعدات الخاصة بالصحة المقدمة من المنظمات الأممية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، ومن بين الأدوية المسروقة لقاحات وأدوية أطفال.

وقبل أسابيع، تحفظّت وزارة الصحة في صنعاء والتي تسيطر عليها المليشيا الانقلابية على لقاحات مرض أنفلونزا الخنازير، التي قدّمتها منظمة الصحة العالمية، حيث رفضت المليشيات توزيعها على المستشفيات والمراكز الصحية بداعي إخضاعها للفحوصات للتأكّد من سلامته.

هذه اللقاحات المقدمة من الأمم المتحدة، تم بيعها للمستشفيات الخاصة من قِبل مسؤولي وزارة الصحة التابعة للمليشيات الحوثية مقابل مبالغ مالية باهظة.

ونهبت قيادة المليشيات الحوثية ما يُقارب 600 مليون ريال من دعم منظمة الصحة العالمية لحملة التحصين ضد مرض شلل الأطفال في صنعاء، والتي تمّ تنفيذها خلال الفترة من الـ23 إلى الـ25 من شهر ديسمبر الماضي.

اللافت أنّه في ظل سرقة الحوثيين لـ”لقاحات” مرض إنفلونزا الخنازير، فقد سجَّلت المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات تفشيًّا ضخمًا لهذا المرض.

مصادر خاصة كشفت أنَّ قيادات حوثية نافذة بينهم وزير الصحة في حكومة المليشيات “غير المعترف بها” طه المتوكل، والقيادي الحوثي أحمد حامد المعين من المليشيات مديرًا لمكتب رئاسة الجمهورية في صنعاء قاموا ببيع المساعدات العلاجية المقدمة من المنظمات الدولية لتجار أدوية الجملة بصنعاء بمبلغ تسعة ملايين و800 ألف دولار.

وأضافت المصادر أنَّ قيادات حوثية من المستوى المتوسط في وزارة الصحة عملت دور “السمسار” لبيع هذه الأدوية مع تجار أدوية الجملة ونقلها من مخازن وزارة الصحة في منطقة الحصبة إلى مخازن تجار الجملة خلف فندق تاج سبأ في منطقة التحرير ومخازن في مناطق أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى