تقارير ومقابلات

كيف تغزو المليشيا أدمغة الطلاب

الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني

كانوا يقولون لنا ، عندما لا زلنا صغارا ، في المراحل التعليمية الأولى لنا هذه الحكمة :
العلم في الصغر ، كالنقش في الحجر ،
فإذا اردنا جيلا قويا متمسكا بدينه واخلاقه ، وبثوابته وقيمه الوطنية الثابتة ، لا بد من زراعة ذلك ولا يزالون صغارا ، حتى يكبروا وتلك المبادئ والقيم محفورة فيهم ، لكن الوضع الان اختلف تماما في ظل سيطرة المليشيا الانقلابية التي استعمرت كل شيء ، ومن بينها التعليم ، فقد اولته اهتماما كبيرا لمعرفتها بقيمة ذلك الاهتمام على المدى البعيد ، فما تزرعه اليوم ، ستحصده غدا ، وهذا ما فعلته تماما وتفعله .
فمنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية دفع قطاع التعليم أثمانا باهضة بسبب الجرائم التي ارتكبتها المليشيا على مدار سنوات الحرب.
كل يوم ونسمع عن جريمة حوثية جديدة تطال التعليم ، وهذه المرة تفننت المليشيا وارتقت في جرائمها ، إذ أقدمت على إخضاع منتسبي القطاع التعليمي لدورات طائفية، بحسب مصادر مطلعة كشفت عن حضور 80 معلمًا ومعلمة ومديرًا وإداريًّا، ينتمون إلى عدد من مدارس محافظة صنعاء لدورات طائفية في غرف مغلقة تحت الأرض.
وألزمت المليشيات الحوثية، جميع أفراد الطاقم التعليمي بعددٍ من المدارس على حضور تلك الدورات الحوثية، مع إيقاع العقوبات على المتخلفين عنها.
وكشف معلمون ومعلمات شاركوا في الدورات الحوثية، أنّ الهدف الرئيسي منها كان تعلم المبادئ التي روج لها مؤسس المليشيات حسين الحوثي، وإخضاعهم للاستماع لمحاضرات زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي، ومتابعة أفلام وثائقية تكرس ثقافة هذا الفصيل الإرهابي.
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، تكبَّد قطاع التعليم ثمنًا باهظًا بسبب الجرائم العديدة التي ارتكبتها المليشيا الانقلابية المدعومة من إيران.
وتقول تقارير رسمية إنّ نحو 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم منذ اندلاع الحرب الحوثية، بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها إلى تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.
وانتهجت المليشيات أساليب إرهابية بحق الأطفال، وعملت على حرمانهم من الخدمات كافة التي كفلتها القوانين والمبادئ الدولية، وزجت بهم في المعارك وأجبرتهم على التجنيد، وحالت دون التحاقهم بالتعليم.
وبسبب فساد المليشيات الحوثية وقيامها بتجريف قطاع التعليم، تكشف تقارير رسمية أنَّ أكثر من مليوني طفل في سن الدراسة تحولوا إلى سوق العمل، حيث يقومون بأعمال شاقة من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى