مقالات

من أنت اليوم؟

بقلم / ابوبكرالدوسي*

أكتب هذا مع علمي مسبقا أنه قد يغضب الكثير، ويجعلني لديهم في خانة ما.. لكني سأكتب.
أََتذْكُرُ يومك الأول حين انطلقت، أتذكر أهدافك التي أعلنت، تعال نراجعها لعلك نسيت، سهوت، أو ربما تناسيت.
قلت يومها إنك تسعى لتغيير الواقع الجاهلي في كل مناحي الحياة، أين وصلت اليوم.
لقد كنت تشاهد نظام الحكم وتقول آه لو بإمكاني إقامة عدل عمر، لكنك اليوم أعلى صوت يطالب بالدولة المدنية، بل ربما قال رفيقك العلمانية هي الحل.
اتذكر حين كان يغيضك الإعلام وأداؤه الهابط كما كنت تصف، يومها أرسلت شبابك لدراسة الفنون كي يقتحموا عالم الفن، ويقدوموا رسالة هادفة، ثم ماذا؟ لقد عادوا وقدموا على قنواتك أجرأ المشاهد، بل ربما سيكتب التاريخ أنهم وفي قنواتك كانوا أول من مثل تلك المشاهد في الإعلام اليمني، لقد كانوا الأسوأ! نعم حتى ممن كنت تراهم سيئين، أترى.
أتذكر ما كانت أحلامك وأنت تسير في أروقة الجامعات قائلا، متى أرى هنا المهندس المتدين والطبيب والطيار والمثقف، نعم لقد رأيتهم لكن دعاةَ”انفتاح، وتنوير” ( كما يسمون أنفسهم) مهاجمين التدين وكل مظاهره بل يصفون ذلك بالكهنوت، حتى العادات والتقاليد الحميدة لم تسلم منهم، وإن كان غيرهم يخطئ لكنه يفعل بخجل، أما هم فيدعون بكل طاقتهم لذلك.
أتذكر الأربعين النووية التي كانت في دوراتك الصيفية؟
لقد ذهبت، ليست وحدها، بل هاجم تلاميذك البخاري ومسلم، بل وكل السنة، وقال أحدهم لو سمعت رسول الله بأذني فلا يلزمني اتباع حديثه.
أتذكر الأناشيد التي جاءت كبديل للأغاني يومها، لقد تطورت وأصبح المنشدون فنانون، ويغنون في قنواتك، وبدل الأشرطة القديمة، لقد أصبحت قنواتك تبث أغانيهم بجودة عالية.
ماذا عساي أن أذكرك، وماذا عساي أن أترك.
لكن لحظة؛ أين الخل؟
لماذا حدث كل شيء بالمقلوب؟
لماذا أصبحت مبدعا في كل ما كنت تنكره، هل كنت مخطئا يومها أم اليوم؟
لحظة أخرى؛ لقد كان مشروعك هو الفارق بينك وبين الآخرين “كما كنت تقول” اليوم ما الفارق؟
دعني أجيب لأني على يقين أني لن أتلقى من إجابة.
▪️أترى هو الانهزام النفسي الذي لطالما كنت تحذر منه؟
▪️أم هو خلل في التربية، جعل كل شيء ينهار كأبنية الرمال تحت المطر؟
▪️أم هو المجاراة للمجتمع الذي قلت إنك تريد تغييره، والخوف من العزلة؟
▪️أم هي مراجعات بدا لك متأخرا أنك كنت على خطأ، وتخجل من قول ذلك علانية، فلجأت إلى الجيل الجديد ليقوم بالمهمة؟
▪️أم هي فقط حركات لإرضاء القوى الدولية، التي لا يشبعها شيء، ولو خرجت من جلدك؟
❗ثم ما يدري أتباعك أنها فقط حركات للتخلص من وسمك بالتطرف؟ عزيزي لقد ظنوا أنها هي الصواب وليست “حركات”، وستصحوا يوما وقد فقدت كل شيء، نعم كل شيء، سوى هالة تحيط بك، هالة من سراب.
▪️سؤال أخير:
إذا لم يعد لديك شيء تتميز به، فما الفرق بينك وبين الآخرين، ولماذا تقدم نفسك اليوم كمظلوم مقاوم، مع أنك قد تخليت عن أفكارك في كل شيء من كرسي الحكم إلى برامج التلفاز.
ولمن يقرأ هذا الان ولديه انتماء ما،
هل تستطيع من فضلك نسيان انتماءك وإعادة قراءة هذا مرة أخرى .. اعتبرها نكتة مضحكة أحببت أن تعيدها، عقلك يستحق أن تعيد التفكير، وعمرك أيضا يستحق أن تقرأ هذا مرة أخرى، ربما تجد إجابة لضميرك، أو لرفيق سيسألك مثل تلك الأسئلة يوما.
إذا كان العالم يعرف من أنت بالأمس
فمن أنت اليوم؟
*رئيس الدائرةالاعلامية في اتحادالرشاداليمني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى