تقارير ومقابلات

النزوح ، الطريق المر للخلاص من حجيم المليشيا

الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني

س.م ، مواطن نازح طحنته الحرب الحوثية ، شردته مع اسرته ، اثناء حديثنا معه قال لنا هذه الجملة :
“كنا في رغد من العيش ، لكن الله ينتقم من وصلنا الى هذه الحالة”.
س.م مواطن من محافظة الحديدة ، هرب مع عائلته الى صنعاء فر بروحه وروح من يعولهم من بطش وتنكيل المليشيا الحوثية ، إذ لا يمكن أن تصلح حياة وعيش ما دامت المليشيا الانقلابية تنخر في جسد البلاد.
س.م ليس الوحيد الذي تضرر جراء الحرب الهمجية الحوثية ، فكم هم الكثيرون المخفيون الذين لا تستطيع كلمات التقارير ان تكتب قصصهم ، او تسرد معاناتهم ، وربما بل ويقينا ماتوا دون أن يعرف احد انهم ماتوا إلا عندما توقفت اجسادهم تماما ، وإلا فامثالهم يعتبرون ميتون.
ومنذ انقلاب المليشيا الحوثية ، ارتكبت ابشع انواع الجرائم والتنكيل بالمدنيين ، حتى وجد المواطنون النزوح اقرب وسيلة لهم للنجاة من نار المليشيا التي تلفح وجوههم واجسادهم يوما بعد آخر ، إذ تسببت المليشيا في أزمات ضخمة قادت إلى موجات نزوح هربًا من جحيمها الذي لا يطاق.
وفي هذا السياق، بينت مصادر محلية أنّ جرائم واعتداءات مليشيا الحوثي تسبّبت في ارتفاع عدد النازحين إلى نحو 4.3 ملايين شخص، تحتضن المناطق المحررة ثلاثة ملايين و600 ألف نازح منهم.
وأضافت المصادر أنّ غالبية النازحين يتوزعون على 521 موقعًا، ولفتت إلى أّن عمليات النزوح مُخطط تنفذه مليشيا الحوثي، من خلال القصف والاعتداء على مختلف المناطق الآهلة بالسكان.
وعلى مدار سنوات الحرب العجاف الحُوثية، ارتكبت صنوفًا عديدة من الانتهاكات، مُخلِّفةً وراءها بؤسًا حادًا، ولا تقتصر المعاناة الناجمة عن الحرب الحوثية على الإرهاب الفتاك وحسب، بل تسبَّبت المليشيات جرّاء حربها العبثية في أزمة نفسية شديدة البشاعة.
وبين حينٍ وآخر، يتم الكشف عن موجات نزوح كبيرة، يهرب من خلالها آلاف المدنيون من الجحيم الذي صنعته المليشيات الحوثية في المناطق التي تشهد على اعتداءاتها الغاشمة.
ويعيش السكان في المناطق التي تخضع لهيمنة الحوثيين أو التي تنشط فيها عمليات المليشيات الإجرامية جحيمًا مروّعًا، يواجه المدنيون بالنزوح بشكل مكثّف هربًا من هذا الوضع المآساوي.
وكثَّفت المليشيات الحوثية من جرائمها التي تستهدف المدنيين من أجل إطالة أمد الحرب عبر تكبيدهم مزيدًا من الأعباء، وكذلك العمل على ترهيبهم بما يضمن وأد أي حركة معارضة قد تندلع ضد المليشيات.
الأعباء على النازحين جاءت في ظل تقلص خدمات الرعاية الصحية والصرف الصحي والتغذية، والتي تحمي الملايين من المجاعة والمرض وسط نقص حاد في التمويل لأكبر أزمة إنسانية في العالم.
وتعاني بلادنا من نقص شديد في تمويل عمليات الإغاثة هذا العام بفعل ظهور متطلبات جديدة مثل التصدي لجائحة كورونا وقلق المانحين المستمر بشأن تدخل السلطات المحلية في توزيع المساعدات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى