مقالات
الحسد الاجتماعي
بقلم / د. عبدالوهاب الحميقاني *
الحسد الاجتماعي
مرض عام في كل مجتمع
لكن يزداد ويفحش في ظل الأزمات والحروب والمحن العامة و التي تزيد من الفوارق بين الناس
في السلامة والإصابة
في الاستقرار والشتات
في الغنى والفقر
في الحاجة والكفاية
وكثير ممن يمسهم نقص في ذلك
يغيضهم زيادة غيرهم في ذلك
فتنفجر آلام تلك الفوارق غيضا ينفثه في مقابله
لا لشيء مسه منه غير الفوارق بينهما مما لا كسب لهما في فرضه ووقوعه
ولذا تجد نفثات الحسد وكوامن النفوس كثيرا ما تغلف بأغلفة الاحتساب العام
بدعاوى محاربة الاختلال السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الفساد المالي أو الإداري في المجتمع أوالدولة
وإذا دققت في هذه النفثات بتجرد وجدتها زفرات وغيض قلوب وشكوى من واقع أليم يعيشه صاحبها حملته على ذلك متجردا من كل موضوعية
إلى أن تحمله ربما على رقم وتدبيج مقال عريض في الحسبة
العامة متعلق بجلسة فلان متوركا على صحن من رز
لذا يحتاج المرء لتدقيق بواطنه وتطهيرها من هذه الأمراض المحرقة للنفس التي تكمن فيها دون غيرها
وأعظم مطهر لذلك تحقيق عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر
ولا يعني ذلك عدم منازعة أقدار الألم بأقدار الأمل
ولا يعني كذلك غياب الحسبة عن أي فساد في أي نطاق في أي مرتبة في المجتمع والدولة
لكن يحتاج للتيقظ الدائم لتمازج الحسبة العامة مع الحسد الاجتماعي فنوافذ التداخل بينهما كثيرة وسهلة
*امين عام اتحاد الرشاداليمني