تقارير ومقابلات

تعديل المناهج في مناطق الحوثيين …تغيير للهوية وتفخيخ لمستقبل الأجيال

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف
منذ انقلاب المليشيا الحوثيةعلى السلطة الشرعية اقدمت على الكثير من الممارسات في حقل التربية والتعليم ابتداء من تعيين شقيق عبد الملك الحوثي وزيراً للتعليم، الذي لا يحمل أي مؤهل علمي يجعله مستحقا لهذا المنصب وانتهاء بتغيير المناهج وتحويل المدارس الى مراكز للتعبئة الطائفية والافكار الدخيلة
ولم يقتصر الامر على ذلك وحسب بل قاموا بإقصاء المئات من المعلمين والتربويين من اعمالهم وتوقيف رواتب القطاع التربوي بشكل عام وتحويل المدارس الواقعة تحت سيطرتهم إلى محاضن طائفية لتجنيد الطلاب للقتال بطرق مختلفة، وتنفيذ دورات تعبوية، وإصدار التعميمات المفخخة لخدمة أجندتهم الهادفة لمسخ الهوية اليمنية، ومحاولة استبدالها بهوية دخيلة تقوم على توجهات وأفكار طائفية، مما أدى إلى تضاعف أعداد الطلاب المتسربين من المدارس.
تحريف المناهج
كان من اهم اهتمامات المليشيا الحوثية منذ انقلابها هو تغيير المناهج التعليمية، وبالأخص في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بشكل يخدم أفكارها وأيديولوجيتها، وزرع تعليماتها وأجنداتها في أذهان الطلاب، وعملت على شرح الملازم الحوثية لحسين الحوثي ، وحذف الفتوحات الإسلاميةَ وسير الصحابة وأمهات المؤمنين من المناهج التعليمية.
يقول الاستاذ /ا.ه.و..تربوي في السنوات الاخيرة ادخل الحوثيون تعديلات واسعة في المناهج الدراسية استهدفت افكارهم والتاريخ اليمني المعاصرحيث تم هذا التغيير بشكل خاص في مواد القرآن الكريم والتربية الإسلامية والاجتماعيات، في محاولة منها لإضفاء طابع شرعي عليها.
واضاف /ان الحوثيين عمدوا الى تغيير المنهج الدراسي لمادة القرآن الكريم الخاص بالصف الثاني والرابع الابتدائي، مضمنة إياه تفسيرات لعدد من السور تستند إلى ملازم حسين بدر الدين الحوثي، كما تضمنت دروساً تحرض على القتل والعنف والكراهية والفتنة، وتحث على ثقافة الموت، وتمجيد ما يسمى آل البيت والحسن والحسين.
ويقول الاستاذ /ح.ع.ق..مدرس ان الهدف من هذا التغييرفي للمناهج هوتغيير قيم المواطنة والمساواة والهوية الحضارية، وإذابة الفوارق الطبقية والعنصرية والطائفية في البلاد”.
وأضاف: “ان تلك الخطوات جريمة خطيرة تنذر بكارثة حقيقية ستعمل على تدمير مستقبل الأجيال، مما يهدد بتغيير فكر الأطفال، وخلق جيل مشوه وعدائي على المدى البعيد يعتنق الفكر الطائفي والمذهبي”.
تفخيخ عقول الأجيال
يقول الناشط /س.و.ل..ان الحوثيين يهدفون من وراء تغيير المناهج الدراسية إلى تفخيخ عقول الطلاب وشحنهم طائفياً، والزج بهم في جبهات القتال، وكذا تحسين صورتهم بعد انقلابهم على الدولة بقوة السلاح حيث عمدوا الى حذف كل ما له صلة بتمرد صعدة في المناهج الدراسية، واستبداله بإشارات إيجابية عنهم، والانقلاب الذي قاموا به بصفته ثورة ومظلومية، فقاموا بالتحريف الواسع لتاريخ اليمن، وتغيير القضايا المتعلقة بالثورة اليمنية ضد النظام الإمامي وتمجيداً له، ومحاولة ترسيخه من جديد بعد أكثر من نصف قرن من الثورة السبتمبرية
يقول /الاستاذ ع.ع.ت..باحث تربوي ان التعديلات التي اجريت على مناهج التعليم اساسية وجوهرية حيث استهدفت التغييرات في كتب المرحلة الابتدائية أربعة مناهج دراسية: اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية المدنية والتاريخ. تضمنت التعديلات المدخلة على منهج التربية المدنية دروسًا تمجّد تاريخ جماعة الحوثيين منذ سيطرتها على صنعاء والأحداث التي صاحبت تلك الفترة. على سبيل المثال، كثيرًا ما تصف هذه الدروس التحالف الذي تقوده السعودية بأنه مدعوم من “التحالف الأمريكي الصهيوني”، وتصوّر الحوثيين على أنهم حماة اليمن.
وكذااستُبدلت الدروس حول محمد محمود الزبيري وعلي عبدالمغني، الشخصيات المحورية في ثورة 1962 في شمالي اليمن بدروس تتحدث عن الإمام القاسم والإمام المنصور وابنه يحيى حميد الدين -وجميعهم أئمة زيديون حكموا اليمن. ويوصف تاريخ 21 سبتمبر/أيلول 2014 -تاريخ استيلاء الحوثيين على صنعاء- بأنه “ثورة”.
وفي الصف الثامن (الأعمار 13-14)، يحذف المنهج الدراسي الجديد كل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر عام 1962 التي أسست الجمهورية العربية اليمنية. كما حذفت أيضًا دروسًا حول دور الدولة والسلطات التنفيذية الثلاث ومفهوم الحكم الاستبدادي.
واستُعيض بدروس عن الهوية الوطنية والدفاع عن الوطن والكفاح من أجل الاستقلال. أما في الصف التاسع (الأعمار من 14 إلى 15 سنة)، حُذفت جميع الدروس المتعلقة بالحياة المدنية والمجتمع المدني ومشاركة المرأة.
علاوة على ذلك، جميع الطلاب ملزمون بالاضطلاع بدور فعّال في الأنشطة الدينية، والمناسبات “الوطنية التي تبرز دور الحوثيين في الدفاع عن الوطن وتؤكد على تواطؤ الحكومة المعترف بها دوليًّا في موت المدنيين اليمنيين.
تأثيرات كارثية
يقول الاخ /عمار على ..مغترب ان مانتابعه في وسائل الاعلام وخلال ما يواصلنا به طلابنا من داخل الوطن من تغييرات جذرية للمناهج الدراسية اعتقد ان لها اثار كارثية على المدى البعيد ان مايقوم به المسؤولون في التربية والتعليم هو اجراء خارج إطار القانون وليس فيه اجماع وطني انه يهدف الى حوثنة التعليم وفق منهج وتوجه هذه الجماعة وبما يتناسب مع ايديولوجيتها المذهبية والطائفية والعنصرية.
ان هذه الاعمال المنفردة يترتب عليها مخاطر كبيرة على مستقبل الاجيال لان هذا المنهج هو عابر لحدود الوطن والاجيال في غنى عنه ويضيف /ان هذه التغييرات في المنهج تهدف الىخلق جيل يحمل التعصب الديني والمذهبي والسلالي، اضافة إلى طمس هوية المجتمع اليمني وخلق هوية جديدة وخلق ثقافة الحروب والدمار والارتهان للخارج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى