مقالات
الحوثي متشدقا بالملف الإنساني

بقلم / محمد الأحمدي
في الوقت الذي كان ناطق مليشيا الحوثي الإرهابية يتشدق بالحديث عن الملف الإنساني مشترطا في سياق الرد على المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في بلادنا ما أسماه الفصل للملف الإنساني عن المسار السياسي، كانت هذه المليشيا تقصف تجمعات النازحين في مأرب والضحايا أطفال ونساء.
المليشيا الحوثية التي تعد جذر الموبقات ورأس البلاء في مآسي اليمنيين الراهنة، لا تتوانى لحظة عن توظيف كل كارثة كانت هي سببا فيها للبحث عن مكاسب سياسية أو عسكرية.
مليشيا منفلتة لا تتمتع بأي شعور بالمسؤولية الأخلاقية أو الإنسانية، ومع ذلك تتحدث عن الإنسانية، التي لم تمت لها بأي صلة.
يتحدث محمد عبدالسلام فليتة عن الملف الإنساني، وهو الذي كانت مليشياته تتبول في صهاريج مياه الشرب بمدينة تعز بدايات الحصار الجائر الذي فرضته المليشيا عليها، وكانت عناصر المليشيا الحوثية تتعمد إهانة النساء والأطفال والمرضى في منفذ الدحي غرب المدينة.
يروي ضحايا منفذ الدحي، الذي يطلق عليه أبناء تعز معبر الموت قصصا مروعة عن جرائم مليشيا الحوثي وتعمدها بعثرة أقوات الأهالي ومستلزماتهم الغذائية التي يجلبونها بشق الأنفس.
معبر الخانق في صعدة قبل ذلك كان مثالا آخر على سقوط مليشيا الحوثي في امتحان الإنسانية، فقد كان المنفذ الوحيد لأهالي دماج والطلاب الدارسين في معهد دار الحديث هناك، ومع ذلك كانت المليشيا الحوثية تتعمد إهانة المارين عبره، وأتذكر في أثناء زيارتي مع ثلة من شباب فبراير إلى دماج أواخر ٢٠١١، أن عناصر المليشيا أوقفت حينها محافظ صعدة فارس مناع بانتظار الإذن من أبو علي الحاكم للعبور إلى دماج.
سرقت مليشيا الحوثي اللقمة من أفواه الجوعى، بحسب برنامج الأغذية العالمي، وصادرت مرتبات موظفي الدولة وحرمت الشعب من كافة الخدمات الأساسية، واستهدفت المراكز الصحية والمستشفيات بقذائفها، وزرعت ألغام الموت في الطرقات، ونشرت قناصتها لتحصد أرواح الأبرياء، وأحالت البلد إلى كومة خراب، ثم تتشدق بالحديث عن الملف الإنساني، والمضحك المبكي في آن واحد كيف يستسيغ المجتمع الدولي الإصغاء لمطالب هذه المليشيا أو يجري مباحثات معها عن السلام في اليمن.