أخبار العالم

شمخاني: إيران مستعدة لاتفاق نووي بشروط

الرشاد بـــــــــــــــــــــــــــرس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي
أعلن علي شمخاني، مستشار علي خامنئي في الشؤون السياسية والعسكرية والنووية، أن طهران مستعدة لتوقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، بشرط رفع العقوبات الاقتصادية “فورًا ودون تأخير”. وقد جاءت تصريحاته في مقابلة مع شبكة “NBC News”، لتشكل إحدى أوضح الإشارات الصادرة من الدائرة المقرّبة للمرشد بشأن الانفتاح على تفاهم مع واشنطن.
تنازلات مشروطة
شمخاني أشار إلى التزام إيران بعدم تصنيع أسلحة نووية، واستعدادها للتخلص من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، مقابل الاكتفاء بالتخصيب إلى مستويات منخفضة لأغراض مدنية، مع القبول برقابة دولية كاملة. وردًا على سؤال حول ما إذا كانت طهران مستعدة لتوقيع الاتفاق فور تحقق هذه الشروط، أجاب بشكل حاسم: “نعم”. وأضاف: “إذا تصرف الأمريكيون وفق ما يقولون، فبإمكاننا بناء علاقات أفضل… وهذا قد يؤدي إلى وضع أفضل في المستقبل القريب.”
لكن اللافت في تصريحات شمخاني هو ما تضمنته من ازدواجية؛ فبينما تشدد طهران علنًا على سلمية برنامجها النووي، تؤكد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بلغت مستويات تخصيب تقترب من تلك اللازمة لتصنيع قنابل نووية، بكميات تكفي لصناعة ست رؤوس نووية، بحسب الخبراء.
عرض أمريكي بين “غصن الزيتون” و”الأسلاك الشائكة”
تأتي تصريحات شمخاني بعد ساعات من عرض الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، “غصن الزيتون” لطهران، متبوعًا بتحذير شديد اللهجة بفرض عقوبات اقتصادية قاسية في حال رفضت إيران التوصل إلى اتفاق. ورغم ما بدا وكأنه فرصة تاريخية، وصف شمخاني العرض بأنه “مجرد أسلاك شائكة”، معبرًا عن إحباطه من لغة التهديد التي رافقت الدعوة الأمريكية للحوار.
مفاوضات شاقة ومواقف متضاربة
المحادثات بين الطرفين مستمرة منذ أسابيع، وآخرها الجولة التي عُقدت في مسقط، والتي وصفها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بأنها “مشجعة”، بينما رأى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن “المفاوضات صعبة ولكنها مفيدة”. وأكد عراقجي في ذات السياق تمسك طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم، مع إبداء مرونة بشأن النطاق والمدة والمستويات، ما يكشف عن نهج براغماتي متذبذب.
الخلاف الأمريكي – الإسرائيلي يتصاعد
لم يخف شمخاني قلقه من تأثير رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مسار التفاوض، قائلاً: “إذا تمكن الأمريكيون من إزالة تأثير نتنياهو، فسيكون بالإمكان توقيع الاتفاق بسهولة”. ويعكس هذا التصريح حجم التوتر في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب بشأن كيفية التعامل مع طهران. ففي حين يميل ترامب إلى خيار الصفقة النووية لاحتواء طموحات إيران، يتمسك نتنياهو بالخيار العسكري، رافضًا أي اتفاق يرى أنه يمنح إيران فرصة للمراوغة النووية.
كسب الوقت
تكشف تصريحات شمخاني، وإن بدت تصالحية، عن استراتيجية إيرانية قائمة على كسب الوقت والمناورة، في ظل ضغط دولي متزايد وشكوك عميقة في نوايا طهران الحقيقية. وبينما تطالب إيران برفع العقوبات فورًا، يبقى القرار بيد القوى الكبرى التي تنتظر خطوات ملموسة لا مجرد تعهدات، خصوصًا في ظل سجل إيران المتقلب بشأن التزاماتها النووية.
المصدر: أ ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى