تقارير ومقابلات

الحديدة ، من عروس البحر الأحمر إلى مدينة الخراب

الرشاد برس تقرير / أواب اليمني

فصل الشتاء من كل عام ، يزور الكثيرون محافظة الحديدة لقضاء فصل الشاء فيها ، كونها في فصل الشتاء يكون جوها معتدلا ، ما جعلها عند الكثير قبلة يقصدونها لزيارتها وقضاء أجمل الأوقات فيها.
مدينة الجمال الحديدة ، لم تعد الآن مقصدا وقبلة يتجه إليها الزائرون ، بل أصبح أحدنا يسأل نفسه ألف سؤال قبل التفكير في زيارة الحديدة في هذه الأوقات ، وذلك بسبب الإحتلال الحوثي لها ، الذي دمرها تماما ، إذ حولت المليشيا الحوثية محافظة الحديدة إلى خراب ودمار ، حيث ارتكبت المليشيا الحوثية الكثير من الجرائم، خلّفت وراءها جرائم مروِّعة شديدة القسوة على الحالة الإنسانية الراهنة.
كثيرة هي التقارير التي تتحدث أن مدينة الحديدة هي كغيرها من المدن تتعرض للبطش الحوثي ، لكن لم تكن تلك التقارير موفقة ، بل تعتبر محافظة الحديدة، أشد المحافظات تعرضا للبطش والتنكيل الحوثي الهمجي المروع ، إذ دفعت المحافظة ثمنًا باهظًا جرَّاء الحرب الحوثية والانتهاكات العديدة التي رافقتها، والتي حوَّلت حياة السكان فيها إلى جحيم، إذ فقدوا الأمان وحُرموا من مزارعهم وحقهم في الحركة والعيش بصورة اعتيادية.
ولم تهنأ المليشيا الحوثية بكل ذلك ، بل عمدت في الفترة الأخيرة الى التكثيف الممنهج من خروقاتها على خطوط التماس في جنوب وشرق الحديدة وصولًا إلى مديريات جنوب المحافظة، والتي بلغت _منذ نشر نقاط مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار وتفعيل آلية التهدئة وتعزيز وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة _ 3211 خرقًا من بينها انتهاكات لحقوق الإنسان المواطنين المدنيين ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية.
مديريات الحديدة ، التي تتعرض للخروقات الحوثية يوميا ، ففي مديرية الدريهمي، بلغت خروقات المليشيات 565 خرقًا منها 357 قصفًا مباشرًا للمنازل، و166 قصفًا غير مباشر، ورصد 42 تجمعًا للمليشيات ومحاولات تسلل إلى المديرية الواقعة جنوب مدينة الحديدة.
تأتي منطقة الجبلية في المرتبة الثانية بعد الدريهمي والتي تعرض 359 منزلًا فيها لقصف مباشر و134 لقصف غير مباشر، والأمر ذاته في التحيتا إذ تعرض 350 منزلًا لقصف مباشر من مليشيا الحوثي فيما تعرض 125 لقصف غير مباشر.
أما منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه، فقد نالت نصيبها من خروقات المليشيا ، إذ ارتكبت المليشيا 498 خرقًا في هذه المنطقة الزراعية مثلها مثل الجبلية والتحيتا والدريهمي فقد تعرض 351 منزلًا في هذه البلدة للقصف المباشر بقذائف مليشيا الحوثي وأسلحتها الرشاشة، كما تضرّر 122 منزلًا نتيجة القصف غير المباشر، وبالمثل منطقة الفازة تعرض 329 منزلًا لقصف مباشر و130 منزلًا لقصف غير مباشر.
كل هذه الجرائم الحوثية، التي استطاعت التقارير حصدها ، وغيرها من الجرئم التي ترتكب يوميا ولم تستطع التقارير حصرها ، أجهضت فرص التوصّل إلى تسوية سياسية، لا سيّما أنّ الخروقات الحوثية لبنود اتفاق السويد الموقع في ديسمبر الماضي، تخطّت الـ13 ألف انتهاك، وهذه جرائم قوبلت بصمت أممي، وهو ما يمكن اعتباره مشاركة في الجُرم الحوثي الفتاك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى