ازدواجية العداء: بين المشروعين الصهيوني والصفوي
بقلم /الشيخ . ياسر النجار
أعجبُ كل العجب ممن يتمنى بقاء المشروع الإيراني أو يدافع عنه، وكأنّ زواله يمثل تهديدًا للعالم الإسلامي بانفراد المشروع الصهيوني والصليبي بالمنطقة. وكأن البعض يرى أن وجود عدوين في آنٍ واحد، أهون من مواجهة عدو واحد.
إنّ معادلة الواقع تُظهر بوضوح أننا كأمة نواجه عدوين: العدو الصهيوني والعدو الصفوي (المشروع الإيراني). وقد تباينت الآراء حول درجة الخطر الذي يشكله كلٌّ منهما:
الرأي الأول: يرى أن كِلا العدوين يشكلان خطرًا متساويًا بنسبة 50٪ لكل منهما.
الرأي الثاني: يعتبر أن الخطر الأكبر يأتي من العدو الصهيوني بنسبة تتجاوز 50٪، بينما يقل خطر إيران عن ذلك.
الرأي الثالث: يرى أن الخطر الصفوي الإيراني هو الأشد، بنسبة تتجاوز 50٪، فيما يأتي الخطر الصهيوني في المرتبة الثانية.
والمثير للدهشة أن هناك من يلمّح أو يصرّح بتفضيل بقاء المشروع الإيراني، بحجّة أنه يوازن المشروع الصهيوني والصليبي، وكأنهم يقولون للغرب: “اتركوا إيران، فهي العدو الذي نعرف، وإن كانت قد قتلتنا وشردتنا وعذّبتنا، فبقاؤها ضروري حتى لا ننفرد بكم وحدكم”.
وهذا منتهى الغباء السياسي والاستراتيجي. فليتحطم أحد العدوين على يد الآخر، وليبقَ لنا عدو واحد نواجهه بوضوح. فإن وُجد عدو صريح واحد، كما هو الحال مع الصهاينة ومن خلفهم الغرب، تنقشع ضبابية النفاق التي تمثلها إيران، ويكون الصراع صراعًا نقيًا بين الكفر والإيمان، لا بين الكفر والنفاق.
أعجبُ حقًا ممن يظن أن زوال المشروع الإيراني سيمنح الصهاينة السيطرة الكاملة على الأمة، وكأنّ إيران هي الوصي الوحيد على العالم الإسلامي، وكأنّ حالنا من دونها سيكون أسوأ.
الحقيقة أن إيران هي بيت الداء، وهي التي تآمرت مع الأمريكيين والصهاينة مرارًا ضد قضايا الأمة، وكانت أداة خفية وعلنية في تمزيق الصف الإسلامي من الداخل.
فلتمضِ إيران إلى الجحيم، ولتسقط مشاريعها التوسعية الطائفية، فهي لم تكن يومًا حصنًا للإسلام، بل كانت دائمًا خنجرًا في خاصرته.
أما الصهاينة، فعلى الرغم من عدوانهم واحتلالهم، إلا أنهم خلال أكثر من ستين عامًا لم يستطيعوا السيطرة الكاملة حتى على فلسطين، فكيف يُقال إنهم سيبتلعون الأمة كلها وحدهم؟